قضاة يعلقون على تصريحات وزير العدل باستبعاد ابن عامل النظافة : آراؤك لا تمثلنا
أثارت تصريحات المستشار محفوظ صابر وزير العدل الحالي و التي كان قد أدلى بها أمس الأحد – حول عدم أحقية ابن عامل النظافة تولي منصب القضاء – حالة من الغضب والاستياء في الشارع المصري وبين صفوف القضاة الذين أبدى بعضهم رفضه لتلك التصريحات ووضع آخرون معايير أخرى صارمة لاختيار عضو الهيئة القضائية لكنها لا تستبعد أبناء الطبقات الدنيا من العمال والفلاحين ولا تجعل اختياره مبنيا فقط على معايير طبقية .
من جهته علق القاضي “أمجد هيكل” على تصريحات وزير العدل قائلا : أنا قاضي وأؤيد التحاق ابن الزبال وابن الكناس بالهيئة القضائية طالما أنه تحدي ظروفه والتحق بالحقوق وتفوق فيها وأثبت جدارته ، ولفت هيكل إلى أن كفاح هؤلاء هذا يزيدنا احتراما له و لأحقيته في المنصب .
وأضاف : ولكن يجب ألا يترك الأمر علي عواهنه لكل من حصل علي التقدير، بل يجب أن تكون هناك معايير موضوعية للقبول، ويجب ان تكون هذه المعايير قاسية تكشف عن ما وصل إليه المتقدم من كفاءة قي القانون وعلم واجتهاد وثقافة وما يملكه من صفات تؤهله لمنصب القضاء، كالعقل والحلم والصبر والفهم واخيرا التحريات الجدية عن حياته الشخصية ، فربما كان يعيش في حارة لكن بالسؤال عنه يكون محل تقدير من الناس ! ومعروف بالخلق والدين والاجتهاد والشهامة مثلا ، وقد يكون شابا نابها يشار إليه بالبنان، متسائلا هل يظلم هذا ونقول له: مكانك في الحارة مهما فعلت؟!
واختتم كلامه بقوله :المعايير الواضحة والتحري تحت اشراف القضاء وربما جهات أخري هي المعيار العادل للقبول بالهيئات القضائية ولا مجال لأن يقال هذه الوظيفة مخصصة لأبناء القضاة او طبقة معينة فقط .
وقال القاضي “محمد عبد الحميد حمدي” تعقيبا على تصريحات وزير العدل :أعلن إحترامى لكل عامل نظافة يتكسب من عرق جبينه ، لا من دماء الشعب
أما “مصطفي ياسين” فعلق قائلا : أؤكد لك أنه سيأتي اليوم الذى تتمنى فيه أن لو كنت عاملاً للنظافه ، مع خالص التقدير و اﻹعتذار لعمال النظافه !!
ورد القاضي “محمد أحمد سليمان” : أن يكون قاضياً والده عامل نظافة أشرف ألف مرة من قاض ينتظر الإشارة من سادته ، مشيرا إلى أنه يؤيد حذف كلمة العدل من قاموسنا لأنها لم يعد لها مكان في بلادنا – بحسب قوله –
وعلق رئيس محكمة استئناف القاهرة المتتشار فؤاد راشد قائلا : اقرأوا الصورة كاملة مربوطة لا مجزاة . صورة كاملة ناطقة ، ستجدون المشاهد التي تحدث في مصر بينها رابط جامع واحد و هو مفتاح السر لتفسير منطقى وواقعي إلا وهو توحش نظام مبارك !
وأضاف خلاصة وروح نظام مبارك أن المجد والعز والحماية والمناصب للأغنياء أما الفقراء فالموت لهم والذل أينما حلوا والعار ، وشدد راشد على أحقية أبناء الطبقات الدنيا ومتوسطي ومعدومي الحال أن يموتوا دفاعا عن وطن هم موتاه حتي وهم أحياء ، كون الحق الوحيد للفقراء هو الموت دفاعا عن مصر يحقق نتائج باهرة , هم يتخلصون من حياة البؤس في بلد تناصبهم العداء – بحسب قوله –
وتابع : اليد التي تعزز مبارك وتعلي مقام رموز نظامه هي اليد نفسها التي تهين الفقراء وتذلهم ، الصورة لاتقرأ مجزأ . كل التفاصيل معا تجعل الأمر واضحا وضوح الشمس
واختتم تعليقه بقوله : أسجد لله شكرا أني تخرجت من الجامعه وقتما لم يكن الفلاحون عارا وشنارا في هذا المجتمع . وأنا ابن فلاح كان يحلف بغربته عند الذهاب الي أقرب مدينة !!
وفي تعقيبه قال القاضي “محمد جبال” :هناك من اتخذ القضاء وسيلة للسلطة والنفوذ وهناك من أتخذه وسيله للثراء و من أتخذه وسيلة لتعويض نقص به وهناك أيضا من امتهنه لكسب لقمة عيشه فقط وهناك من علم أنه رسالة ولكنه خان الامانة وهناك من حمل تلك الرسالة على كاهله مضحيا بمتع الحياة وملذاتها لتحقيق تلك الرسالة ، بل مضحيا بالحياة ذاتها للدفاع عن رسالته التي آمن بها وعن استقلال القضاء
جدير بالذكر أن الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، كان قد علق علي تصريحات الوزير في تغريدة له على “تويتر” قائلا : إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كفل لكل شخص التساوي مع الآخرين في حق تقلد الوظائف العامة في بلده”، مضيفا “عندما يغيب مفهوم العدالة عن وطن لايتبقى شيء”
يذكر أن صابر كان قد صرح أمس في برنامج البيت بيتك على قناة ten الفضائية، ردا على سؤال حول إمكانية أن يصبح ابن عامل النظافة قاضيا، قائلا : “ابن عامل النظافة لا يمكن أن يكون قاضيا”.
وردا على منتقديه، وما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي من مطالبات بإقالته، علق وزير العدل بأنه مقتنع بما ذكره وأنه لم يسئ لأحد لافتا إلى أن ما قاله هو عين الصواب والواقع ! و مضيفا: ”أنا بتكلم من الواقع ومبألفش، هو ده اللي ماشي في القضاء والشرطة والجيش”.
وأكد وزير العدل، أن ما ذكره يعبر عن رأيه الشخصي، إذ أنه يرى أنه من الأهمية أن يكون المتقدم للالتحاق بالقضاء من بيئة مناسبة و أسرة متوسطة الحال – على الأقل – مشيرا إلى أن منصبه ليس له علاقة بتعيينات القضاة، وإنما الاختصاص يكون للمجالس العليا للهيئات القضائية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تصدر فيه هاشتاج #اقيلوا_وزير_العدل، المركز الأول في قائمة الأعلى تداولا في مصر.