أمن الدولة في «27 يناير»: البرادعي يعود للقاهرة.. وتوزيع حساب مبارك
أربعة أعوام ونصف مرت على اندلاع ثورة «25 يناير» التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وأركان نظامه من الحكم، ثورة ألقت بنظام حكم كامل إلى السجون.
وعلى الرغم من مرور تلك السنوات والمحاكمات لـ«مبارك» ورجاله – وفي المقدمة منهم حبيب العادلي ولواءاته- فإن ما أفرج عنه من وثائق ومستندات ومعلومات عن تعامل الرئيس الأسبق ونظامه وجهاز مباحث أمن الدولة مع تحركات الشباب وثورتهم بقى «مخفياً في ركن بعيد» لا يقبل الاقتراب أو الإفصاح عنه.
ونشرت صحيفة «الوطن»، في عددها الصادر اليوم الإثنين، وثائق ومستندات خاصة وخطيرة تحمل خاتم «سري جداً»، وهي عبارة عن المكاتبات والمراسلات التي بعث بها اللواء حسن عبدالرحمن، رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، إلى اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية، للتصرف واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة المتظاهرين والشباب المنتشرين في الشوارع والميادين يهتفون بسقوط النظام، ويطالبون بـ«العيش والحرية والعدالة الاجتماعية».
مع صباح يوم 27 يناير 2011 بدأت تقارير الجهاز تتحدث عن رصد متابعتها لتحركات الشباب والمتظاهرين عبر الإنترنت، خاصة فى موقع فيس بوك لمعرفة خططهم لمظاهرات 28 يناير التى أطلقوا عليها «جمعة الغضب»، وأرسلت تقريراً بها حمل رقم «مسير 28» لمكتب وزير الداخلية نتيجة رصد الجهاز جاء به «رصدت المتابعة اضطلاع العناصر الإثارية المناهضة ببث دعوات مكثفة على شبكة الإنترنت لتنظيم مسيرات سلمية بتاريخ 28 يناير الحالى الساعة الواحدة ظهراً عقب صلاة الجمعة انطلاقاً من أمام بعض الكنائس والمساجد التى لم يتم تحديدها وصولاً للميادين والشوارع العامة والاعتصام بها لحين تنفيذ مطالبهم».
واستعرض البعض، حسب التقرير، بعض الإرشادات التى يجب اتخاذها للتصدى للأمن تتمثل فى «محاولة استقطاب رجال الأمن من خلال إلقاء الأغانى الوطنية مع التظاهر ليلاً لإرهاقهم، والتجمهر فى مجموعات متفرقة لتشتيتهم، ودعوة الأهالى غير المشاركين فى المسيرات للوجود أسفل منازلهم لحماية المتظاهرين من أى تعاملات أمنية والاحتماء والاعتصام بالمساجد والكنائس فى حالة التعامل الأمنى وإشعال الإسبريهات فى مواجهة القوات أثناء التعامل المباشر واستخدام الإسبريهات السوداء لحجب الرؤية عن السيارات المدرعة الخاصة بقوات الأمن المركزى ومحاصرة سيارات الأمن المركزى من الخلف للسيطرة عليها من خلال وضع قطعة قماش مبللة بشكمانات السيارات، وكذا الاقتراب من قوات الأمن فى حالة إطلاق قنابل الغاز لضمان ضعف تأثيرها وغسيل الوجه بمشروب الكوكاكولا فى حالة التعرض للغاز وارتداء جاكيت جلد أسفله بلوفر ثقيل لحمايتهم من الرصاص المطاطى، مرددين أنه فى حالة استخدامه سيتم تصعيد تعاملهم مع الأمن بعنف وكذا أكياس بلاستيك بالأرجل ولفها بشريط لاصق للحماية من الصواعق الكهربائية».
وأفاد التقرير أن «العناصر الإثارية اضطلعت ببث أخبار غير حقيقية عبر الإنترنت تفيد بسفر السيدة حرم رئيس الجمهورية ونجليها خارج البلاد ومشاركة شخصيات عامة فى التحركات الاحتجاجية بهدف تحفيز المشاركين على الاستمرار». وفى التقرير التالى الذى حمل رقم «مسير 29» من جهاز مباحث أمن الدولة «أ م للتنظيمات» إلى مكتب الوزير يوم 27 يناير 2011، أشار الجهاز إلى أن «النائب العام أنهى التحقيقات مع كافة العناصر المضبوطة على خلفية اضطلاعهم بارتكاب جرائم إتلاف بعض الممتلكات العامة والخاصة والتعدى على أفراد الشرطة خلال التحركات الاحتجاجية حيث قررت النيابة إخلاء سبيل كافة المتهمين»، كما أشار التقرير إلى أن «محمود عفيفى منسق حركة شباب 6 أبريل يعتزم توزيع أعداد كبيرة من بيان يتضمن شهادة من بنك باركليز لندن باسم السيد رئيس الجمهورية بإجمالى حساب سيادته الشخصى بالبنك، والذى يبلغ 7 مليارات و450 مليون جنيه على مساجد محافظة القليوبية عقب صلاة الجمعة باكر 28 يناير، وأن «عفيفى» حصل على النسخة المشار إليها من عناصر الحركة بالقاهرة بهدف الإسقاط على السيد رئيس الجمهورية لإثارة المواطنين ودفعهم للانضمام لتحركاتهم الاحتجاجية».
وفى ذات التقرير، أخطر الجهاز مكتب الوزير أنه «تلقى معلومات حول الدكتور محمد البرادعى تتضمن اعتزامه العودة للبلاد فى 27 يناير، وسعى كل من شقيقه على، والدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية لتدبير محل إقامة له بمنطقة وسط القاهرة لتسهيل تفاعله مع الأحداث السياسية التى تشهدها البلاد، وإتاحة الفرصة له للتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة وسهولة حمايته».
كما تحدث التقرير عن «ترديدات فى أوساط القوى السياسية المعارضة بمحافظة السويس حول اعتزام البرادعى أداء صلاة الجمعة بالمحافظة رفقة أعضاء البرلمان الموازى، بالإضافة إلى تواصل العديد من متصفحى شبكة الإنترنت بموقعى فيس بوك ورصد مع بعض العناصر التونسية وجهت فيها العناصر التونسية بعض الإرشادات للشباب المصرى لتحقيق نتائج إيجابية وتغيير النظام منها الاعتصام خلال الفترات الليلية والنوم صباحاً لإرهاق القوات الأمنية والاستمرار على ذلك عدة أيام وتجنب الأضرار الناتجة من استخدام القوات الأمنية للغاز المسيل للدموع من خلال غسل الوجه بمشروب الكوكاكولا أو الاحتفاظ بمنديل به مادة الخل».