مرصد الفتاوى التكفيرية:٥٠ مسجدا فجرهم «داعش» في سوريا والعراق والسعودية
كشف مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن المساجد التي تعرضت للهدم والتفجير على أيدي تنظيم “داعش”، تجاوزت 50 مسجدًا في سوريا والعراق واليمن والسعودية.
وأكد المرصد أن تنظيم منشقي القاعدة “داعش” يحارب بيوت الله ويهدمها ويفجرها في مسعى منه لاستهداف أكبر تجمع من المواطنين، إضافة إلى كونها أماكن يصعب تأمينها، بما يجعل التنظيم الإرهابي يسعى بصورة جادة لاستهداف مخالفيه عبر أتباعه من الانتحاريين.
وأوضح المرصد أن تنظيم “داعش” يخدع أتباعه بمبررات شرعية واهية لإقناعهم بجرائمه التي يقومون بتنفيذها، حيث يسوق لهم شبهات ينكرها الشرع الإسلامي بهدف إقدامهم على تفجير أنفسهم، ظنًّا منهم الحصول على أجر الشهادة، فتارة يتذرع بأنها مساجد تابعة للشيعة، وتارة لكونها مساجد تحوي أضرحة “ولا يجوز الصلاة فيها”، وتارة يتذرع بأنها مساجد تراثية تمثل مزارًا سياحيًّا لغير المسلمين، وغيرها من الذرائع الواهية التي يعلنها التنظيم لتمرير جرائمه وإصباغها بالصبغة الدينية، وشرعنة الاعتداء على بيوت الله ورواده من المصلين، والتي تعكس منهجه المعوج وفهمه السقيم للفقه الإسلامي.
ولفت المرصد إلى أن العديد من المساجد التاريخية والأثرية تعرضت للهدم والتفجير على أيدي مقاتلي التنظيم الإرهابي، كان أبرزها مسجد ومزار الأربعين المقدس لدى أهل السنة في تكريت، والذي تم تفجيره باستخدام عبوات ناسفة، حيث يضم رفات أربعين صحابيًّا شاركوا بفتح مدينة تكريت في السنة السادسة عشرة للهجرة بقيادة الصحابي عبد الله بن العتم في زمن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، بالإضافة إلى تفجير “مسجد الخضر” الأثري جنوب الموصل والذي يعود للقرن التاسع للهجرة.
ونوه المرصد إلى أن جرائم التنظيم لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدته لتصل إلى قبور الأنبياء والصحابة؛ فقام التنظيم بتفجير وهدم قبور الأنبياء يونس وشيت ودانيال، ولفت المرصد إلى أن بغي وعدوان التنظيم الإرهابي وصل إلى حد تفخيخ نحو خمسة عشر مسجدًا بالموصل تحسبًا لهجوم القوات العراقية واستعادة السيطرة على المدينة، بما يؤكد قطعًا أنه لم تعد للمساجد حرمة ولا قدسية عند هؤلاء، بل أضحت أداة للقتل وسبيلاً لسفك الدماء التي حرم الله.
وأشار المرصد إلى أن التنظيم الإرهابي قام بتفجير المسجد الوحيد بقرية الشيخ هلال، بريف حلب الشمالي، والذي يقصده الأهالي لأداء الصلاة وحفظ وتعلم القرآن الكريم، متذرعًا بوجود قبر للشيخ “هلال” داخل المسجد، وهو ما اعتبره التنظيم، وفق منهجه الضال، شركًا بالله يقتضي التفجير.
ودعا المرصد في تقريره الدول والحكومات التي يتواجد التنظيم الإرهابي على أراضيها بتوفير الحماية والأمن لبيوت لله من انتهاكات هذا التنظيم، وخاصة المساجد التي تمثل جزءًا من الذاكرة التاريخية والحضارية للأمة الإسلامية.
كما طالب المرصد بفضح ممارسات وجرائم التنظيم في حق بيوت الله، وسفكه دماء المسالمين من كافة الديانات والطوائف، أمام المجتمعات الإنسانية كافة، حتى لا ينخدع البعض بزيف الشعارات التي يرفعها التنظيم في وجه الدول والمجتمعات المسلمة في المنطقة، ولكي يتضح جليًّا أن هذا التنظيم وممارساته الإجرامية والإرهابية لا تمت بصلة إلى الإسلام فكرًا وشريعة، كونها تستهدف بالأساس الرموز والمقدسات الإسلامية، وتحاول فرض أيديولوجيتها التكفيرية والمتشددة على دول ومجتمعات الشرق الأوسط.