تقارير وتحقيقات

رمضان ليبيا .. «ظلام وحر وحرب»

رمضان هذا العام ليس كسابقيه بالنسبة لليبيين، الذين يعيشون في ظل معارك متواصلة بين الأطراف المتنازعة على إدارة البلاد، أثرت سلبا على البنية التحتية للكهرباء وأدت لانقطاع الخدمة لنحو 12 ساعة يومياً، فضلاً عن درجة حرارة الجو التي تصل إلى 40 درجة مئوية في المدن و50 في بعض المناطق الصحراوية.

وتجري في عدة مدن ليبية لا سيما أكبرها معارك بين كتائب مسلحة منذ نهاية العام الماضي 2014 في تنافس بينها للسيطرة على جزء أكبر من البلاد، فيما يتخلل ذلك تساقط القذائف الصاروخية على منازل لمدنيين، تسببت في مقتل و إصابة العشرات منهم.

الحرب في شهر رمضان

نوري بالروين رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، قال في تصريح خاص لوكالة “الأناضول” الإخبارية: “كنا نأمل أن تتوقف الحرب في شهر رمضان المبارك، ولكن ذلك لم يحصل، فنحن نصوم ونفطر على أصوات المدافع والقصف، إضافة للأخبار المفجعة عن مقتل أصدقاء أو أبناء أو أقارب خلال تلك المعارك.

وأشار إلى أن تلك المعارك المستمرة جعلت من عودة آلاف الأهالي الذين يعيشون داخل مقرات النزوح بسبب إلي بيوتهم في رمضان أمر مستحيل”.

وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما؛ الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب، ومقرها مدينة البيضاء “شرق”، وتحالفها قوات اللواء خليفة حفتر، والثانية هي حكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس “غرب” وتحسب عليها قوات فجر ليبيا.

”نصوم تحت الخوف”

أما المواطنة الليبية فتحية سعيد، من مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية فتحدثت للأناضول قائلة “نصوم تحت الخوف من سقوط القذائف كما حدث أمس في حي الجردينة، حيث سقطت قذائف داخل الحي السكني دون أن تودي بحياة أحد”.

وتابعت: “لم نعد نميز بين صوت الألعاب النارية التي يطلقها الأطفال في رمضان، و بين أصوات القذائف، فكلاهما مستمر طول الليل والنهار، وكذلك يستمر الخوف”.

واتفق معها ناجي التومي، وهو أيضا من بنغازي قائلاً “هنا لم نشعر بشهر رمضان كما العادة، فكل الأماكن التي كنا نتجمع فيها خلال هذا الشهر مثل منطقة سوق الحوت تشهد الأن معارك، إضافة لانحصار كل الأسواق في مكان واحد بعد انتقالها من وسط البلاد بسبب المعارك إلى منطقة بودزيرة شرقي المدينة، وهو أمر يجعل من الذهاب هناك مستحيل بسبب الزحام الشديد”.

وأضاف التومي: “هناك أيضا إغلاق بعض الشوارع الرئيسية في المدينة، وهو الأمر الذي جعل التنقل يزداد صعوبة خلال الشهر الفضيل، ناهيك عن كثرة التوقيفات الأمنية”.

انقطاع الكهرباء

وبدوره، لفت المواطن طارق رجب من العاصمة طرابلس إلى أن “انقطاع الكهرباء لفترات طويلة يجعل من الصوم هذا العام صعب جدا، خاصة في ظل عدم إمكانية تشغيل المكيفات التي يمكن أن تخفف من وطأة الحر”.

و كانت الشركة العامة للكهرباء الليبية (حكومية) أرجعت خلال بيان لها الأسبوع الماضي العجز الحاصل في إنتاج التيار الكهربائي للمعارك المسلحة الجارية في عدد من المدن شرق وغرب البلاد، مشيرة إلى أن “الاستهلاك الحالي للكهرباء في ليبيا يفوق ما تنتجه محطات توليد الطاقة الكهربائية في مختلف أرجاء البلاد، نظرا إلى فصل دوائر نقل الطاقة الكهربائية في عدد من المدن بسبب الاشتباكات الدائرة في بعض المناطق”.

أما وليد أبوبكر فقد تحدث عن طول فترة الصيام خلال اليوم الواحد قائلا “نحن نصوم من الساعة الثالثة والنصف فجرا وحتى الساعة الثامنة مساء، أي 16 ساعة ونصف تقريباً”.

و أردف “طول ساعات الصوم و الحر الشديد جدا و الخوف من تساقط القذائف في أي وقت و انقطاع التيار الكهربائي كلها أمور تجعل الصوم هذا العام في ليبيا غاية في الصعوبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى