خبراء إسلاميون: اغتيال «بركات» بصمة «داعشية».. والأجهزة الأمنية مخترقة
أثار اغتيال النائب العام هشام بركات ردود الأفعال السياسية، وطرحت العديد من الأسئلة، حول كيفية تتبع الجماعات التكفيرية المتطرفة لموكب النائب العام، وما إن كان هناك تقصيرا من الجهات الأمنية، وعن أسباب اغتيال المستشار هشام بركات في هذا التوقيت.
في البداية، قال الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي السابق والباحث في الجماعات الإسلامية، لـ”محيط”، “كنت أتمني أن يمر شهر رمضان دون أي شيء ويتم افتتاح قناة السويس وتعود البلد للهدوء والاستقرار وكل هذا كان سيدعم دعوات المصالحة مع جماعة الإخوان، لكن بهذا الحادث انتهت المصالحات، وعلينا أن نعزي مصر قبل نعزي أنفسنا جميعًا”.
وأضاف، أن اغتيال النائب العالم سيضر الإخوان والدعوة الإسلامية ضررًا بالغًا، وسف يسيء إليها أكثر ما أساء إليها وسيلغي جميع الدعوات التي كانت تدعوا للمصالحة بين الإخوان والدولة وسيجعل موجاتهم مفتوحة مع القضاء وسيعيد حالة الحرب والمواجهة أشرس من الأول بين الطرفين.
ولفت إلى أن الإخوان لم يتعلموا من درس اغتيال القاضي «الخازندار» قبل ذلك، ولم يستفيدوا من درسه، وعلي الدولة أن تأخذ خطوات تصعيدية، لكن أهم شيء المعلومات والقبض علي رؤوس تنظيم أجناد مصر، موضحا أنهم استطاعوا أن يجندوا آخرين في القاهرة.
وتابع، قديما استهدف النظام الخاص للإخوان «الخازندار» وكانت بداية الفشل للنظام الخاص للإخوان، والنظام الخاص أصبح عبئًا علي الإخوان المسلمين وأضر به ضررًا شديدًا، وهذه كانت بداية لاغتيال النقراشي باشا، فاستهداف القضاء شيء سلبي جدًا ويعطي ذريعة لأن يتشددوا في الأحكام، ويعطيهم صورة للحركات الإسلامية علي أنها سيئة.
وأوضح أن الأحكام الأخيرة التي أصدرها القضاء مؤخرًا استغلتها الجماعات الإرهابية المتطرفة، بسبب تشددها، لافتا إلى أنه أول مرة في تاريخ مصر يكون لدينا ألف وخمسمائة حالة إحالة للمفتي وانتهت في النهاية إلي 27 إحالة في النقض، ولو صدر الحكم من الأول بـ27 حالة من البداية لما كانت تحدث هذه الآثار السلبية والسياسية والاقتصادية واستهدف رجال القضاء.
واستنكر إبراهيم، القول بأن مواكب تأمين الوزراء والمسئولين مواكب عادية وضعيفة، منوها إلى انه من الممكن تتبع موكب أي شخص عادي، وليس صعبًا أو مستحيلاً مع الجماعات المتطرفة.
ورجح الباحث في الجماعات الإسلامية، أن تكون أنصار بيت المقدس هي المنفذ الأول للعملية أو قد تكون جماعة أجناد مصر، مشيرا إلى أنها تستغل أي شيء؛ لأن معها ثأر مع الدولة وهي جماعة تكفيرية معروفة.
«داعش» في القاهرة
الشيخ ياسر سعد القيادي الجهادي السابق، وأحد المتهمين في قضية الفنية العسكرية قال “بكل أسف تابعت اغتيال النائب العام من خلال شاشات التلفزيون، لكن للحقيقة هناك اختراق للجهات الأمنية والمؤسسات الحكومية بعد هذا الحادث”.
وتساءل، كيف قاموا بهذه العملية البشعة؟، لافتا إلى أن مثل هذه العمليات تحتاج إلي شهور بالنسبة للجماعات المتطرفة.
ورجح سعد أن يكون هذا الاختراق ناتجا من الأحاديث الجانبية المتكررة لأفراد الداخلية، وبعض الأشخاص المتواجدين في الجهات والمؤسسات، وكذلك الحراسات التي تقوم بتأمين مواكب الوزراء والمسئولين وليس ببعيد، فهناك ضابط في أمن الدولة اغتيل وكان صديقة مشاركًا في اغتياله.
وتابع، هناك تقصير أمني موجود في الخطط الأمنية لعمليات التأمين وكان من الواجب أن يغيروا من مسار سير الموكب، وهناك عدم انضباط والتكتم وطريق تأمينهم وهناك خلل ما، لأننا كل وقت نفاجأ بحدث أقوي من الأخر وللحقيقة غير متوقع لأنه انفجار قوي جدًا وأتوقع أن تكون داعش وصلت بالفعل إلي القاهرة بعد هذه الحاث.
وأوضح القيادي الجهادي، أن اللوم الأكبر علي ضباط الحراسات الخاصة والمسئولة عن عمليات التأمين، لأن الحس الأمني لديهم غير متواجد متمنيًا أن تكون هذه العملية بعيدة عن التنظيم الإرهابي “داعش”، لأنها لو كانت هي المنفذ ستكون كارثة، لكن للحقيقة كل هذه العمليات لا تؤثر في شعب مصر نحن شعب90 مليون، ويفعلوا ما يشاءون فستظل مصر قائمة رغم أنف الجميع.
ولفت سعد، إلى هناك إمكانيات في الرصد عالية جدًا لدي الجماعات التكفيرية المتطرفة نتيجة لخروج معلومات من ضباط التأمين لغيرهم ويتم رصدها بطريقة إلي أخري من جانب ضباط آخرين أو من خلال الأصدقاء والمعارف فضلاً عن عدم تغير الخطط الأمنية للموكب.
وتابع، الإخوان جماعة كبيرة والقضاء عليها يحتاج إلي وقت مضيفًا: “لا أتصور أن الأمن والقيادات الأمنية في الدولة ليس لديها توقع لمثل ردود هذه الأفعال من الإخوان بعد أن اصطدموا بالنظام السياسي كله بكل أدواته وآلياته”.
وأوضح أن الدولة ليست باستطاعتها أن تفعل أكثر مما تقوم به حاليًا من عمليات تأمينية، وسبب ما يحدث الآن من هذه “الجماعة” هو النظام البائد الذي ترك للجماعة أن تتوغل داخل الدولة.
لم ندخل مرحلة الاغتيالات السياسية
خالد الزعفراني الباحث في الحركات الإسلامية، قال إن استهداف الشخصيات العامة بدأ منذ 30 يونيه 2013 ومنها محاولة اغتيال وزير الداخلية واستهداف عدد من القضاة ورجال الشرطة، ولكن لا يمكن أن نكون قد دخلنا في مرحلة الاغتيالات السياسية، وجماعة الإخوان سبق وكان لها محاولات لخطف النائب العام في سنة 1977، ودائمًا تستخدم الجماعات الإرهابية والتكفيرية والجهادية سلاحًا لمناهضة الدولة المصرية.
الزعفراني أكد في تصريحاته لـ” محيط” أن من قاموا بهذه العملية جماعات تدربوا علي مستوي عال جدًا وخاضوا عمليات إرهابية في عدة دول وحروب في ميادين القتال في سوريا والعراق وشخصيات من الجنسيات الأخرى وكل هذا يتمثل في جماعة أنصار بيت المقدس وداعش علي حد قوله.
واستبعد الزعفراني أن تكون المادة المستخدمة في عملية اغتيال النائب العام الـ“tnt”، لكنها مادة جديدة يتم تصنيعها في الدول الكبرى، وهذه المواد لا يمكن أن يكون قد تم تصنيعها هنا في مصر وأغلبها يأتي عن طريق ليبيا وسوريا.
وأوضح الباحث في الحركات الإسلامية، أن رصد تحركات النائب العام أو شخصيات عامة يراد اغتياله من السهلة جدًا لأن الجماعات التكفيرية متواجدة في مناطق مختلفة في القاهرة ومن السهل أن يذهبوا إلي النائب العام إلي مكتبه في أي وقت ويجمعوا ما شاءوا من معلومات عنه، مضيفًا :” الدولة تحتاج إلي أجهزة حديثة لكشف هذه العمليات التي تتم عن طريق المتفجرات”.