سالاماتي موتاسا.. صوت المسلمين في الانتخابات المحلية بالكونغو الديمقراطية

لم تكمل بعد عامها الـ 25، غير أنّ المسيرة الحافلة لـ “سالاماتي موتاسا”، تشهد بنضج يفوق كلّ التوقعات، وبكفاءة أهلتها لتصبح المرشحة المسلمة الوحيدة، والأصغر سنا، في انتخابات المجالس البلدية المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل، عن المحافظة الشرقية بإقليم شمال كيفو في الكونغو الديمقراطية.

موتاسا حاصلة، في 2014، على شهادة جامعية في القانون الخاص، من جامعة سيبروماد بمدينة بيني التي من المنتظر أن يمثّلها حزبها، “حركة تحرير الكونغو”، المعارض، في الانتخابات المحلية المقررة في شهر سبتمبر/ أيلول القادم.

ورغم صغر سنّها، إلا أنّها شغلت العديد من المناصب الإدارية، كما أسّست منظمة غير حكومية تحمل إسم “العمل من أجل السلام”، الموجّهة لشباب مدينة بيني.

وعلاوة على ذلك، تقلدت موتاسا مهام الأمانة التنفيذية لمنظمة “النساء المسلمات” في بيني، قبل أن تشغل منصب كاتبة في محكمة السلام بالمدينة.

وحول الدوافع الكامنة وراء قرار ترشحها لانتخابات المجالس البلدية، قالت سالاماتي للأناضول: “لقد خلصت إلى نتيجة مفادها أنّ النساء المسلمات غير ممثّلات في مجلس بلدية شمال كيفو، وأنّهن غير موجودات بالشكل الكافي في مناصب صنع القرار عموما في الكونغو الديمقراطية، وهذا الاستنتاج هو ما جعلني أثور وأقدّم ترشّحي”.

حماس استثنائي ينضح من نظرات ثاقبة وواثقة، لم يحجب إدراك الشابة الكونغولية بجسامة التحدّيات التي تنتظرها، بالنظر إلى صغر سنها، والذي يراه الكثيرون من العوامل التي قد لا تؤهل صبية بعمرها لتحمّل مسؤوليات سياسية. سالاماتي أكّدت، مع ذلك، إلتزامها بالمضي قدما إلى النهاية قائلة: “هدفي هو تمثيل ديني الإسلام في مجلس شمال كيفو، وإثبات أنّ النساء قادرات على تمثيل شعوبهن كنائبات عنه”.‬

‫وفي تصريح لـ “الأناضول”، قالت المكلفة بالمشاريع صلب منظمة “التضامن النسائي من أجل السلام والتنمية الشاملة” غير الحكومية، شيمان كيومبوي، أنّ عدد النساء المرشحات عن دائرة بيني لانتخابات المجالس البلدية لا يتعدى الـ 5، مقابل 45 مرشحا من الرجال، لافتة إلى أنّ ضعف التمثيلية النسائية يتبلور أيضا من خلال تركيبة مجلس شمال كيفو الحالي، والذي يعدّ إمرأة واحدة و41 رجلا من أصل 42 مقعدا، بينهم 2 ممثلين عن مدينة بيني و8 عن المنطقة بأسرها.

كيومبوي أضافت أنها تشجع النساء على الترشح، لأنهن “خير السفراء ممن يمكنهم إسماع أصوت النساء”، وهو الهدف نفسه الذي تدعمه منظمتها، من خلال مساندتها للنساء المرشحات، عبر استهداف الناخبين المحتملين، وتوعيتهم بمزايا تمثيلهم من قبل إمرأة تعرف جيدا كيف تدير مهامها السياسية.

من جانبه رحب الشيخ الحاج علي أميني ممثل المسلمين في منطقة بيني، رحب بترشح موتاسا باعتبارها إمراة مسلمة، ولأن ترشحها يعتبر سابقة في تاريخ بيني، مؤكدا لـ”الأناضول”، أنه لن يتردد في “تشجيعها ودعمها، بما أنها ستكون صوت مسلمي بيني”. أميني أشار أيضا إلى الأهمية التي يكتسيها ترشح موتاسا، “لاسيما وأن المسلمين في هذه المنطقة لا يهتمون كثيرا بالسياسة، وينشغلون عنها بالتجارة، وهذا ما جعلهم من كبار التجار في هذه الأنحاء”.

وبيني هي ثان أكبر المدن في مقاطعة شمال كيفو، وتعدّ أكثر من مليوني ساكن، بينهم 400 ألف من المسلمين، بحسب إحصاءات شبه رسمية. وتعد الكونغو الديمقراطية 12 محافظة، لكل منها مجلس بلدي خاص بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *