تقارير وتحقيقات

الإرهاب والوضع الإقليمي المضطرب يعززان التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا

بعد أقل من 3 أشهر، على القمة المغربية الإسبانية بالرباط ، والتي تناولت عدداً من الملفات المشتركة السياسية والاقتصادية والأمنية، عُقد الأسبوع الماضي، اجتماع  مشترك لوزراء الداخلية والدفاع في البلدين، الأمر الذي يُظهر تصدر قضايا الأمن والدفاع لائحة أولويات البلدين.

وبحسب خبراء مغاربة، دفع “الإرهاب”، والوضع الإقليمي المضطرب إلى تعزيز التعاون الأمني بين الرباط ومدريد.

وخلال السنوات الماضية، رفع البلدان من مستوى تعاونهما على الصعيد الأمني، ما أفضى إلى تفكيك العديد من الخلايا “الإرهابية”، آخرها في الـ25 من الشهر الماضي، تتكون من 13 عنصراً، ينشطون في عدد من المدن المغربية والعاصمة الإسبانية، في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة للقتال في صفوف تنظيم “داعش”، بحسب بيان لوزارة  الداخلية المغربية حصلت الأناضول على نسخة منه.

ولا يدع وزير الداخلية الإسباني، خورخي فيرنانديث دياث، فرصة، إلا وينوه إلى العلاقة الأمنية القوية بين البلدين، حيث قال الثلاثاء الماضي، من الرباط، إن استقرار وأمن المغرب مسألة استراتيجية بالنسبة لإسبانيا وللمنطقة والاتحاد الأوروبي.

ووفق ما ذكرته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، أشاد دياث بالتعاون “الممتاز والاستثنائي” للرباط، فيما يتعلق “بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تنشط في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين أجانب إلى بؤر التوتر”،  مشيراً إلى عزم بلاده المساهمة في تعزيز علاقات التعاون مع المغرب بهدف حماية المصالح المشتركة.

وفي هذا الصدد، رأى نبيل دريوش، صحفي مغربي متخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، أن التنسيق الأمني والاستخباراتي بين البلدين  فرضه “الإرهاب” والتطورات الحاصلة في المنطقة، خصوصاً بحكم التطورات الأخيرة المتعلقة بتفكيك خلايا “اإهابية”.

وقال دريوش في حديث مع الأناضول إن “الإرهاب والوضع الإقليمي المضطرب دفع البلدين إلى رفع مستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي إلى أعلى مستوياته، خاصة في ظل الاضطراب الحاصل في ليبيا ومنطقة الساحل، وتهديدات الجماعات المتطرفة”.

وأضاف: “التعاون وتبادل المعلومات شهد تطوراً كبيراً بين البلدين خلال السنوات الأخيرة الماضية”.‎

وتواجه أوروبا العديد من التحديات الأمنية، خصوصاً في ظل ارتفاع بؤر التوتر، إلا أن واجهة غرب المتوسط المستقرة، جاء نتيجة التعاون بين الرباط ومدريد، بحسب دريوش.

من جهته، قال سعيد الجديدي، الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية للأناضول، إن لقاء مسئولي البلدين الأمنيين خلال الأسبوع الماضي، هو امتداد لعمل انطلق خلال السنوات الماضية، والذي أفضى إلى تحقيق نتائج مهمة، من قبيل تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية”.

وأضاف أن “الإرهاب وعدم استقرار بعض دول المنطقة، جعل الرباط ومدريد يعقدان عدداً من اللقاءات الأمنية”.

وأوضح الجديدي أن “غياب التعاون الأمني بين بلدان المنطقة يهدد استقرار هذه الدول بما فيها الأوروبية،  خصوصاً في ظل التحديات الأمنية على مستوى البحر الأبيض المتوسط والساحل”، مشيراً إلى ضرورة التنسيق الأمني بين البلدين، “في ظل ارتفاع الاشكالات الأمنية نظراً للتهديدات الإرهابية”.

وشارك في الاجتماع الأمني الذي عقد في الرباط، الثلاثاء الماضي،  عن الجانب المغربي وزير الداخلية، محمد حصاد، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي اضريس، وعن الجانب الإسباني بيدرو مورينيس، وزير الدفاع، وخورخي فيرنانديث دياث، وزير الداخلية.‎
  وأعرب البلدان خلال هذا الاجتماع، عن ارتياحهما لنوعية تعاونهما التقني والعملي في مجال الأمن والدفاع الوطني، والذي يتمثل في مجالات التدريب التي تجري بشكل دوري لتعزيز التعاون البيني للقوات.

وذكر بيان مشترك صدر عقب ذلك الاجتماع، أن البلدين أبرزا التقدم المحقق منذ التوقيع على اتفاق التعاون في مجال الدفاع، الذي مكّن من تعميق أكبر للتعاون الوثيق في مجال الدفاع، وتحسين قدراتهما في مواجهة التهديدات التي تحيط بأمن البلدين.

ولمواجهة التحديات الأمنية، فإن الجانبين يعيان أهمية وضرورة العمل المشترك لتطوير قدراتهما في مجال الأمن الإلكتروني والتكوين والتدريب.

وفيما يتعلق بقضية الهجرة، أشاد وفدا البلدين المشاركين في اجتماع وزراء الداخلية والدفاع، بالنتائج الملموسة للتعاون الثنائي في هذا المجال، والتزما بتعزيزها بشكل أفضل، كما اتفقا على العمل، سواء على المستوى الإقليمي أو المتعدد الأطراف، للمساهمة بشكل فاعل في مكافحة تدفقات الهجرة غير المشروعة، من خلال مقاربة أمنية وإنسانية، تربط الهجرة بالتنمية المشتركة.

ووفق ما ذكرته وكالة الأنباء المغربية ذكرت في مارس/أذار الماضي، يتوقع أن يتسلم المغرب، في الأسابيع المقبلة، من إسبانيا مدرعات متطورة من نوع «فاماتيك»، تفوق قيمة كل واحدة منها 80 ألف يورو، بعد أن سبق للوزير المغربي المنتدب في الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، ووفد عسكري رفيع المستوى، أن زاروا مقر الشركة الإسبانية المصنعة في مدينة غاليسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى