صحيفة لبنانية : لم يحدث تعديل جوهري على القوات الروسية العاملة في سوريا
نقلت صحيفة ” السفير” اللبنانية عن مصدر سوري قوله إنه لم يجر أي تعديل جوهري على القوات الروسية التي تعمل على الأرض السورية ، حتى الآن ، وهي لا تزال تعمل في إطار الخبراء والمستشارين والمدربين .
وقال المصدر لصحيفة ” السفير” المقربة من سوريا وحزب الله إن الروس قد بدأوا التقدم نحو مبادرة نوعية في العلاقات التسلحية ، للمرة الأولى منذ بدء الحرب على سوريا ، إذ بدأت فرق من الخبراء الروس استطلاع مطارات حربية سورية ، قبل أسابيع، وهي تعمل على توسيع مدارج بعضها، لا سيما في الشمال السوري.
ولكنه قال إنه لم يتقرر شيء حاسم في طبيعة الأسلحة التي قد تتلقاها دمشق، لكن السوريين طلبوا تزويدهم بأكثر من 20 مروحية روسية مقاتلة ، من طراز ” مي 28 ” ، التي تعرف باسم ” الصياد الليلي ” ، ويقول المصدر إن الجواب الروسي كان بإرسال الخبراء الجدد إلى سوريا ، قبل إعطاء جواب نهائي.
وأشار إلى أن الجيش السوري يحتاج الى المروحية ” مي 28 ” لتطوير عملياته وقدرته على المناورة خلال الليل ، حيث لا تزال العمليات الجوية الليلية السورية تتم عبر معدات الرؤية الليلية التقليدية التي يستخدمها الطيارون ، وليس عبر خوذات الملاحة الليلية المدمجة، مع محدِّد المدى العامل بالليزر لضرب الأهداف.
وأوضح أن هذه المروحية تحمل 16 صاروخاً مضاداً للدبابات ، من طراز ” شتروم واتاكا ” ، مدى كل منها ثمانية كيلومترات ، وبوسع سرب من ثلاث مروحيات إيقاف تقدم سرية دبابات.
ولفت المصدر إلى أن الروس يتقدمون بسرعة أقل مما يتمناه السوريون ، نحو الوفاء بمجموعة كبيرة من الاتفاقات التي عُقدت معهم خلال السنوات العشر الماضية ، ويبدو الانقلاب على التحفظات القديمة لمنح سوريا المزيد من الأسلحة النوعية ، بطيئاً نسبياً ، بالمقارنة مع الحاجات التي فرضتها الحرب التي يخوضها الجيش السوري ، على أكثر من 450 جبهة داخلية ، فضلاً عن بطء تأقلم الجانب الروسي مع الحاجات الجديدة في حرب العصابات التي يخوضها الجيش السوري ، خصوصاً أنه لم يتلق تعويضاً عن دباباته التي خسرها في المعارك.
في المقابل .. أوضح المصدر أن أفضل مدرعات الروس «ب ت ر 82»، بدأت بالظهور على جبهات القتال، لتعويض الجيش السوري عن خسائره في المدرعات ، وتقديم تدريع أفضل في مواجهة انتشار صواريخ «تاو» الأمريكية في أيدي المجموعات المسلحة.
كما قدم الروس مؤخراً الجيل الأفضل من راجمات «سميرتش بي ام 30»، التي تقدم تغطية نارية عالية للقوات البرية. وبوسع الراجمات الجديدة ، أن تقدم دعماً نارياً واسعاً للقوات البرية ، حيث أنها تطلق 12 صاروخاً لمدى يتراوح بين 70 إلى 90 كيلومتراً ، تغطي مساحة 640 ألف متر مربع ، إلا أن صفقة صواريخ «اسكندر»، التي يصل مداها الى 280 كيلومتراً، لم ترَ النور أيضاً، برغم أن دمشق طلبتها منذ العام 2004.
إلا أن الجانب الآخر من العلاقات التسلحية يقع تحت عنوان تأجيل الاتفاقات، أو إلغاء بعضها. وهكذا تخلت دمشق عن صفقة صواريخ «أس 300» التي يتراوح مداها ما بين 150 إلى 200 كيلومتر ، وأعادت موسكو مبلغ 430 مليون دولار لدمشق من ثمنها، بعد ضغوط إسرائيلية ، وزيارتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو كي تلغي الصفقة.
وبخلاف كل ما أشيع عن تسليم موسكو لدمشق طائرات «ميغ 31»، فهذا ما لم يحدث، لأن دمشق كانت قد بدأت بالحديث عن هذه الصفقة مع موسكو للحصول على 6 طائرات من هذا النوع بقيمة 500 مليون دولار، الا ان موسكو لم تف بها حتى الآن. وفي الأصل لا تحتاج سوريا في الوقت الحاضر إلى هذا النوع من الطائرات الاعتراضية ذات الكلفة العالية.
ولفت المصدر إلى أنه لا تزال صفقة تزويد دمشق بـ36 طائرة من طراز «ياك 130»، بقيمة 550 مليون دولار ، عالقة في موسكو منذ ثلاثة أعوام على الأقل، ويُعدّ تنفيذ هذه الصفقة حيوياً بالنسبة للجيش السوري ، إذ تُعدّ الطائرة زهيدة الثمن نسبياً مقارنة بمثيلاتها من الطائرات المتعددة الاستخدام ، إذ لا يتجاوز سعرها 15 مليون دولار ، كما أنها قادرة على لعب دور طائرة التدريب المتقدم، بالإضافة إلى القتال والاستطلاع والإسناد ، وتقديم دعم ارضي للقوات البرية ، مع حمولتها التي تصل إلى ثلاثة أطنان من القنابل.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان قد اتصل بنظيره الروسي سيرجي لافروف، أمس الأول، وأبلغه قلق الولايات المتحدة حيال تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سوريا.