المحكمة العسكرية تبرئ الإسلامبولى والظواهرى والجوهرى والجمل فى قضية “ا
صدرت المحكمة العسكرية قراراً اليوم الاثنين ببراءة 9 من قيادات الجماعات الإسلامية المتهمين فى قضايا شهيرة خلال فترة التسعينات، ومنها قضايا العائدين من ألبانيا وطلائع الفتح، وعلى رأسهم محمد شوقى الإسلامبولى ومحمد الظواهرى وعبد العزيز الجمل. ويعد الحكم هو السابقة الأولى من نوعها فى تاريخ المحاكمات العسكرية، وبصدور أحكام بالبراءة للمتهمين.
وأكد مرجان سالم الجوهرى، أن الحكم الذى حصل عليه بالبراءة اليوم، من المحكمة العسكرية فى قضية العائدين من ألبانيا يعد حكما طبيعيا جدا لأنه لا توجد قضية أو تهمة من البداية.
وأضاف مرجان فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، أن أمن الدولة فى عصر النظام السابق كان يعمل جاهدا من أجل تلفيق عدد من القضايا منها قضية العائدين من ألبانيا، وقضية طلائع الفتح، إلى أن أصدرت المحكمة العسكرية قرارها اليوم ببراءة تسعة متهمين منهم الإسلامبولى.
كانت المحكمة قد قررت إخلاء سبيل الشيخ مرجان الذى كان محتجزا فى سجن طرة، بعد أن قدم خمسة تقارير طبية تفيد بأن حالته الصحية لا تسمح بالبقاء فى سجن طرة. وأشار إلى أنه تم القبض عليه خلال وجوده فى سوريا عام 2007، ووضع فى السجن السورى لمدة ستة أشهر، وبعدها تم ترحيله بواسطة المخابرات المصرية إلى القاهرة وبقى فى السجن.
“العائدون من ألبانيا” و” طلائع الفتح” قضيتان اتهم فيها عشرات من أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد، وكانت هيئة المحكمة قد منحت فريق الدفاع أسبوعاً لتقديم المذكرات والدفوع، قبل أن تصدر حكمها النهائى فى هذه القضية التى يحاكم فيها قادة بارزون فى مقدمتهم الشيخ محمد شوقى الإسلامبولى، شقيق قاتل السادات خالد الإسلامبولى، والشيخ سيد إمام، منظر تنظيم الجهاد، والرائد عبد العزيز الجمل، القائد السابق بجيش حركة طالبان، والمهندس محمد الظواهرى، شقيق زعيم القاعدة أيمن الظواهرى، ومرجان سالم الجوهرى.
وبدأت القصة عندما ذهب عدد من الشباب إلى أفغانستان للتدرب والعودة إلى مصر للقيام بعمليات، لكن هذا لم يكن فكر جماعة الجهاد أصلاً، إذ كانوا يريدون التدريب ليكون احتياطياً عندما يحين الوقت الذى يحددونه، وكانت عيونهم متجهة نحو الجيش وليس إلى هؤلاء، لكن ما حدث أنهم لم يصرحوا للشباب بخطتهم الحقيقية، وحصلت فوضى فى الأفكار، وصار بعض الناس الذين عادوا إلى مصر يتحدثون عن التدريبات فى أفغانستان، وتم القبض على حوالى ألف شاب من الذين تدربوا، وتم تحويلهم إلى المحاكمة فى قضية طلائع الفتح.
وبعد القبض عليهم فى أواخر 1992 استمرت محاكمتهم قرابة ثلاثة أشهر، وكانوا فى مجموعات مختلفة، وبسؤال عدد كبير منهم لم يكن يعلموا الفكرة وراء تدريبهم فى أفغانستان، وكان من بين المتهمين فى القضية محمد الظواهرى، حيث حاولت الحكومة السعودية القبض عليه فى عام 1993 إلا أنه استطاع أن يخرج من البلاد إلى أن تم إلقاء القبض عليه فى الإمارات، وظل محبوساً فى سجونها لمدة خمسة أشهر، والتى سلمته لمصر بعد ذلك بعد حادثتى نيروبى ودار السلام، وأخفت القوات المصرية نبأ تسليمه قرابة خمس سنوات، وكان محتجزاً فيها فى السجون المصرية إلى أن سلمته لجهاز أمن الدولة ليظل قرابة ستة أشهر وبعدها نقل إلى سجن طرة تحت حراسة مشددة.
وصدر حكم ضد الظواهرى بالإعدام إلا أن حكم الإعدام لم ينفذ إلى أن صدر حكم بالإفراج عنه فى 17 مارس 2011، وبعد خروجه بثلاثة أيام تم إلقاء القبض عليه مرة أخرى على خلفية أنه محكوم عليه بالإعدام فى قضية العائدين من ألبانيا إلى جانب 8 أشخاص صدر ضدهم نفس الحكم ضمن 107 متهمين صدرت ضدهم أحكام بالسجن لعدد 50 منهم، والباقون صدرت لهم أحكام بالبراءة.
وكان من ضمن المفرج عنهم محمد الإسلامبولى، شقيق خالد الإسلامبولى، المتهم فى قضية اغتيال السادات فى حادثة المنصة، وبعد إلقاء القبض عليه اعترف بأنه فعل ذلك بسبب توقيع السادات لمعاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل، إلى جانب أنه قام بإلقاء القبض على عدد من علماء الدين ووضعهم فى السجون.