بروفايل: «أولاند».. رئيس فى ورطة

شاحب الوجه.. مشتت الذهن.. أثقلت الكلمات لسانه بعدما عجز عن تبرير حادث هو الأعنف فى تاريخ عاصمته، حيث حل الظلام ليلة أمس الأول على «مدينة النور»، لا يعرف «فرانسوا أولاند» كيف يبرر لشعبه أن الحرب على الإرهاب فى الشرق الأوسط طالت بلاده فى أوروبا، ووصلت إلى قلب باريس. «أولاند»، رئيس اشتراكى الهوى، بنى برنامجه الانتخابى بأكمله على رفع القدرة الإنتاجية فى فرنسا للتغلب على الأزمة الاقتصادية والسيطرة على ديون بلاده، دون أن يضع فى اعتباراته أنه سيضطر إلى محاولة تبرير أعنف هجمات إرهابية فى تاريخ بلاده على مدار مرتين يفصلهما حوالى 10 أشهر فقط، كانت أولاهما حين هاجم إرهابيان مقر مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية الهزلية.

حين اعتلى «أولاند» كرسى رئاسة بلاده، لم يكن يضع بين أولوياته مسألة التدخل الفرنسى فى الدول الخارجية، خصوصاً أنه كان ينوى انتهاج سياسات خارجية تضمن استقرار أمن بلاده من الداخل، ولكنه الواقع الذى فرض عليه ما لم يكن يضعه فى حسبانه.

قبل عدة أشهر، قرر «أولاند» اتباع سياسات أخرى غيرت مسار السياسة الداخلية فى بلاده، بعد إعلان مشاركته فى التحالف الدولى لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى. .

حاول الرئيس، الذى شارف على منتصف عقده السابع من العمر، للمرة الثانية، تهدئة روع مواطنيه بعد أن خرج عليهم 3 مرات على الأقل فى ساعات معدودة، ليعلن أنه «لا هوادة فى مواجهة الإرهاب، ولا تراجع عن سياسات فرنسا». لم يجد بعدها سوى إعلان الحداد الوطنى على أرواح الضحايا من جديد، فى مشهد أعاد للأذهان حالة الارتباك التى اجتاحت الولايات المتحدة، حين وقعت هجمات سبتمبر.


باتت «مدينة النور» فى مرمى الإرهاب، وبات «أولاند» فى وضع حرج لا يحسد عليه، فاليمينيون يستغلون الاعتداءات لتأجيج الغضب ضد المهاجرين المسلمين، الذين منحتهم حكومته بعض الامتيازات، خصوصاً بعد أن أشعل متطرفون يمينيون النيران فى مخيم للاجئين فى فرنسا مساء أمس الأول بعد ساعات من الاعتداءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *