الفرعون العاشر في «البريميرليج».. محمد النني وحلم جديد مع أرسنال
أنهى الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني لفريق أرسنال، حالة الجدل التي أثيرت مؤخرا حول انتقال اللاعب الدولي المصري محمد النني لاعب خط وسط فريق بازل السويسري، لصفوف “المدفعجية”، وذلك بعدما أعلن المدرب الفرنسي مساء أمس الأربعاء، إتمام الصفقة بشكل رسمي، خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية.
وأوضح فينجر خلال المؤتمر الصحفي عقب مباراة أرسنال وليفربول أن محمد النني انتقل بصورة نهائية لصفوف أرسنال، وأصبح لاعبا في الفريق اللندني، وذلك بعقد لمدة أربعة مواسم ونصف، مقابل خمسة ملايين جنيه إسترليني لناديه بازل، مشيرا إلى أن اللاعب المصري قد يشارك في مباراة أرسنال القادمة بالدوري الإنجليزي أمام ستوك سيتي يوم الأحد القادم.
وباتمام انضمامه إلى أرسنال نادي عاصمة الضباب “لندن”، أصبح محمد النني عاشر لاعب مصري يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليج”، وذلك بعد كل من “أحمد حسام (ميدو)، وحسام غالي، وإبراهيم سعيد، وعمرو زكي، ومحمد شوقي، وأحمد المحمدي، وأحمد فتحي، ومحمد ناجي، وأخيرا محمد صلاح”.
نبدأ بـ”أحمد حسام ميدو”، الذي لعب لعدد من فرق الدوري الإنجليزي، حيث بدأ مشواره في إنجلترا مع فريق توتنهام الذي انضم له معارا من روما الإيطالي في عام 2005، حيث تألق ميدو وأحرز 14 هدفا مع الفريق اللندني، لتتحول الإعارة إلى بيع نهائي ليكمل مسلسل تألقه، ثم انضم ميدو إلى فريق ميدلسبره، قبل أن يتم إعارته إلى ويجان أتلتيك، كما لعب ميدو في صفوف فريق ويستهام اللندني أيضا، فيما كانت له تجربة أخرى في إنجلترا مع فريق بارنسلي أحد فرق الدرجة الأولى الإنجليزية.
“حسام غالي”، الذي احترف أيضا في صفوف فريق توتنهام الإنجليزي عام 2006، قادما من فريق فينورد الهولندي، وقدم غالي مستويات رائعة من توتنهام وكان أحد العناصر الأساسية مع الفريق، ولكنه رحل بعد الواقعة الشهيرة مع مدربه حينها الهولندي مارتن يول، بعدما ألقى القميص في وجه مدربه اعتراضا على استبداله في أحدى مباريات البريميرليج، لينتقل بعدها إلى فريق ديربي كاونتي الإنجليزي، ويلعب معه موسم واحد، قبل أن ينهي رحلته الإنجليزية، ويقرر الانضمام لفريق النصر السعودي.
“إبراهيم سعيد” أيضا كان له الحظ في اللعب في البريميرليج ضمن صفوف فريق إيفرتون عام 2003، ولكنه لم يستمر هناك طويلا، بسبب افتعاله المشاكل، حيث لم يشارك في أي لقاء رسمي، وعاد إلى الأهلي مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر فقط.
“أحمد فتحي”، انتقل فتحي إلى صفوف فريق شيفلد يونايتد الإنجليزي عام 2007، قادما من النادي الإسماعيلي، حيث توقع له الكثير أن يتألق في الدوري الإنجليزي ويستمر لفترة طويلة في الاحتراف الخارجي، ولكنه لم يشارك مع الفريق سوى في ثلاثة لقاءات فقط بالبريميرليج، ليعود بعدها إلى الدوري عبر بوابة الأهلي.
وخاض أحمد فتحي تجربة أخرى في إنجلترا، عندما انضم لصفوف فريق هال سيتي معارا من الأهلي عام 2013، حيث لعب مع الفريق الملقب بالنمور ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى “الشامبيونشيب”، قبل أن يعود للأهلي مجددا.
كما هو الحال لمحمد ناجي جدو، الذي انتقل إلى هال سيتي أيضا الذي يملكه رجل الأعمال المصري عاصم علام، مطلع عام 2013، حيث شارك جدو مع هال في دوري الدرجة الأولى، وساهم بشدة في صعود الفريق إلى البريميرليج بتسجيله خمسة أهداف، ولكن سرعان ما عاد جدو إلى مصر مجددا بعد تعرضه للاصابة التي أبعدته عن المشاركة مع هال سيتي بانتظام في الدوري الإنجليزي الممتاز.
تجربة مصرية أخرى في إنجلترا، كانت من خلال محمد شوقي نجم المنتخب والأهلي السابق، حينما لعب لصفوف فريق ميدلسبره الإنجليزي عام 2007، حيث لعب بقميصه لمدة موسمين، وشارك في 18 مباراة، فيما أبعدته الإصابات عن مستواه المعهود، لينتقل بعدها إلى الدوري التركي.
ثم في موسم 2008-2009، أعلن نادي الزمالك انتقال مهاجمه عمرو زكي إلى صفوف نادي ويجان الإنجليزي على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، حيث تألق زكي بشكل لافت ونجح في تسجيل عشرة أهداف في البريميرليج، أبرزها هدفيه في مرمى ليفربول، وأشادت به الصحافة الإنجليزية بشدة.
ولكن عمرو زكي رفض أن يكتب لنفسه تاريخا جديدا في إنجلترا، بسبب عدم التزامه بحضور تدريبات الفريق، وكذلك تأخره المتكرر في العودة إلى إنجلترا بعد قضاء أجازته في مصر، مما جعل مدربه حينها ستيف بروس يصفه بأنه “غير محترف”، وقال عنه “لم أرى في حياتي التدريبية لاعب غير محترف مثل عمرو زكي”، ليكتب اللاعب بنفسه نهاية لرحلة احترافية كادت أن تستمر طويلا في الملاعب الأوروبية.
وفي عام 2010، عاش زكي تجربة جديدة في إنجلترا، حينما أعير من الزمالك لفريق هال سيتي لمدة 6 أشهر فقط، ثم عاد مرة أخرى للدوري المصري.
التجربة المصرية الأخرى في البريميرليج، تمثلت في أحمد المحمدي الذي انتقل من نادي إنبي في عام 2010 إلى نادي سندرلاند الإنجليزي على سبيل الإعارة لمدة موسم، قبل أن يشتريه النادي الإنجليزي بطاقة اللاعب بشكل نهائي.
لم يشارك المحمدي بشكل منتظم مع سندرلاند، ليتم إعارته إلى فريق هال سيتي في دوري الدرجة الأولى، حيث قدم مستويات رائعة ونجح في حجز مكان أساسي في تشكيل الفريق، كما قاده للتأهل للدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليج”، ويستمر معه حتى الآن، إذ يشارك في كل مباريات الفريق بشكل أساسي.
وآخر الوجوه المصرية التي انضمت للدوري الإنجليزي، كان محمد صلاح الذي انتقل لصفوف تشيلسي عام 2014 قادما من بازل السويسري، الذي قدم معه أداء رائعا مما جعله محط أنظار أكبر الأندية الأوروبية، قبل أن يقرر لاعب المقاولون العرب السابق الانضمام للبلوز بعدما تلقى مكالمة هاتفية من البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب الفريق حينها، مقابل 11 مليون جنيه إسترليني ليصبح أغلى لاعب مصري في التاريخ.
تجربة صلاح مع تشيلسي لم يكتب لها النجاح، بسبب ابتعاده عن التشكيل الأساسي، ليتم إعارته لفريق فيورنتينا الإيطالي الذي لعب معه 6 أشهر، قبل أن ينضم أخيرا لفريق روما الإيطالي.
وسيكون محمد النني اللاعب المصري العاشر الذي يظهر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك عندما يرتدي قميص أرسنال ابتداء من مباراته القادمة أمام ستوك سيتي يوم الأحد المقبل.
محمد النني من مواليد 11 يوليو 1992، حيث بدأ مشواره مع الساحرة المستديرة في ناشي النادي الأهلي، قبل أن يغادر القلعة الحمراء في سن الـ16 عاما إلى فريق المقاولون العرب، إذ تم تصعيده للفريق الأول بعد عامين فقط، وتألق مع ذئاب الجبل وكان أحد العناصر الأساسية مع منتخب مصر للشباب.
وفي عام 2013، انتقل النني إلى بازل السويسري على سبيل الإعارة من المقاولون، قبل أن يقرر النادي السويسري شراء بطاقة اللاعب المصري بشكل نهائي، ليشارك معه في 91 مباراة ببطولة الدوري، سجل خلالها 6 أهداف، كما شارك في 14 مباراة ببطولة كأس سويسرا أحرز خلالها هدفين، بجانب لعبه 19 مباراة في البطولات الأوروبية، وسجل هدفين أيضا.
ويمللك النني مواصفات لاعب الوسط المدافع المميز والتي يبحث عنها أرسنال ومدربه أرسين فينجر، وذلك من خلال موهبته الفنية ومجهوده الكبير ونشاطه في الملعب، حيث يستطيع اللاعب الركض لمسافات طويلة، بجانب قدرته الهائلة على قطع واستخلاص الكرات من الخصم، بالإضافة إلى قدرته على التمرير الطولي السليم والتسديد المباشر على المرمى، وهو ما يحتاجه أرسنال حاليا، خاصة في ظل غياب لاعبيه الإسباني سانتي كازورلا، والفرنسي فرانسيس كوكلان، والإنجليزي جاك ويلشير.
ويملك النني فرصة عظيمة لكي يضمن مكان له في تشكيل الجانرز الأساسي، حيث يعاني الفريق حاليا من عدد كبير من الإصابات في منطقة وسط الملعب، مما يسهل مهمة الدولي المصري في الظهور السريع مع الفريق خلال مبارياته القادمة بالبطولات المختلفة.
وينتظر محمد النني مواجهات صعبة للغاية مع أرسنال خلال الفترة القادمة، حيث سيلعب خارج أرضه يوم الأحد المقبل مع ستوك سيتي، ثم يستضيف فريق تشيلسي يوم 24 من الشهر الجاري في قمة لقاءات الأسبوع 23 من الدوري، قبل أن يلعب مع ساوهامبتون وبورنموث وليستر سيتي ثم مانشستر يونايتد، كما تنتظره مواجهة نارية مع برشلونة الإسباني يومي 23 فبراير و16 مارس المقبلين في إطار منافسات دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا.