تقارير وتحقيقات

“المقرئون” يستغيثون بالسيسي : الراتب “50 جنيها” والوزارة ترفض علاجنا في مستشفى الدعاة

في الوقت الذي تختلط فيه الأفكار المتطرفة بالصحيحة، وتحتاج الدولة إلى تجديد الخطاب والفكر الديني وتسعى لتنقيته بما يتلاءم مع آليات العص، تتجاهل وزارة الأوقاف مكانة وقدر حملة القرآن.. الذين يعدون سفراء مصر في كل بلاد العالم.. إنها “نقابة المقرئين”.

في مصر يوجد الآلاف من قراء القرآن الكريم الذين يتمتعون بصوت ملائكي، وتسعى أغلب الدول الشيعية، وخاصة إيران وبعض الفرق المذهيبة في العراق، لاستدراجهم واستقطابهم لحضور الاحتفالات الدينية وقراءة القرآن في الحسينيات الشيعية مقابل مبالغ مالية طائلة، مستغلة في ذلك إهمال وزارة الأوقاف لهم وتجاهلها لأبسط حقوقهم المادية.

اشتكى عدد من المقرئين وعلى رأسهم الشيخ محمود الطبلاوي نقيب المقرئين من عدم تنفيذ مطالبهم ودفع أجورهم ووضع كيان لهم تتحمل الوزارة نفقته بدلاً من اعتمادهم على أموال التبرعات، منتقدين تدني مرتباتهم والمعاش الهزيل الذي يتقاضونه .

وأكد ﺍﻟﻄﺒﻼﻭﻱ أﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ مشاكل مادية كبيرة، وخاصة بعد خروج ما لا يقل عن 8 آلاف مقريء إلى المعاش خلال الفترة الماضية، وهؤلاء جميعا يتقاضون ملاليم نهاية كل شهر، مضيفاً أنه لا يوجد أي دعم من وزارة الأوقاف للنقابة.

وأضاف “الطبلاوي” أن مقر النقابة مستأجر بمبلغ 1700 جنيه شهرياً ويدفع من التبرعات، مشيراً إلى أن أغلب المقرئين لهم مصدر رزق آخر خلاف القراءة لسد احتياجاتهم، وأن ﺭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺮﺉ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ 50 ﺟﻨﻴﻬًﺎ تجمع وتصرف كل 6 شهور، وينفق عليها من التبرعات ومن أهل الخير.

وأوضح أن وزير الأوقاف يتجاهل مطالب المقرئين برفع معاش المقرئ ويدخر كل الأموال للدولة من أجل الحصول على الرضا والبقاء فترة أطول في الوزارة ، فضلا عن عدم استجابته لمطلبهم بالعلاج فى مستشفى الدعاة.

وأضاف أنهم تقدموا لوزير الأوقاف بطلب لتوفير مقر لنقابة المقرئين، لكنه لم يوفر مكانًا سوى في مسجد الشيخ كشك بمنطقة دير الملاك بالحدائق، وأعلن تأجيره لنا بمبلغ 3 آلاف جنيه في الشهر الواحد عقب لجنة مزاد علني، برغم أن النقابة لم تكن قادرة على دفع هذا المبلغ، ولذلك استأجرنا مقرًا آخر في منطقة السيدة زينب بـ1700 جنيه فقط، لحفظ أوراق أعضاء النقابة”.

ﻭﻃﺎﻟﺐ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸئـﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ، مناشدا الرئيس عبدالفتاح السيسي النظر لحال المقرئين في مصر .

ويضيف الشيخ محمود الزناتي، أحد القراء وعضو نقابة المقرئين ، إن كل خدمات المقرئين مهملة تماماً ولا يوجد مرتبات تكفي ولا تأمينات ولا صندوق زمالة أو مستشفى للعلاج.

وأضاف أن هناك إهمالا كبيرا للمقرئين ونحارب مع الدكتور أحمد نعينع والشيخ محمد الطبلاوي لنيل أبسط حقوقنا، مشيراً إلى أن اشتراكهم السنوي للنقابة 30 جنيها تدفع في مقرها بالعتبة.

وأوضح أن الدكتور مختار جمعه وزير الأوقاف يعرقل طلبات النقابة ويهملها بقرارته، ويعيد اختباراتهم مراراً وتكرارً دون جدوى أو مقابل ، وأنه كانت هناك مقرأة تقيمها الوزارة ببدلات معينة ألغتها وأصبحت مقتصرة فقط على أبناء وزارة الأوقاف.

وأكد أن مقرئي القرآن أكثر ناس مهمشة على قيد الحياة وفي نفس الوقت مطالبين بعدم السفر إلى إيران أو العراق أو إلى أي بلد آخر مقابل القراءة .

الشيخ عبدالناصر حرك أحد المقرئين ، أكد أيضاً أن المفترض أن تحمي النقابة أرامل المتوفين من القراء وأولادهم وزوجاتهم بعد وفاتهم ، مضيفا أن راتب القاريء لا يكفي طفلا ، لدرجة أن أحد القراء بعد وفاته في الصعيد رفضت أسرته تسلم مرتبه لأن تكلفة مواصلات المشوار من الصعيد للقاهرة أكبر من الراتب نفسه.

وأضاف”حرك” أن أغلب المقرئين، باستثناء فئة قليلة جدا من المشاهير، حالتهم المادية صعبة جدًا ، مطالبا وزارة الأوقاف بتغيير سياستها ضد نقابة القراء ودعمها بكل ما تحتاجه لنهضة القرآن الكريم ودعم حفظته في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى