«السلاح صاحى» فى كمائن شمال سيناء.. والجنود يرفعون شعار «النصر أو الشهادة»
«عيون حارسة» هكذا يمكن وصف جنود وضباط النقاط الأمنية الثابتة التى تنتشر فى مدن وقرى شمال سيناء، فى كل مربع جغرافى هناك كمين يشمل قوة عسكرية كاملة تعمل على حفظ الأمن فى محيطها ومواجهة أى عناصر إرهابية. «الوطن» قطعت جولة بين مدن العريش والشيخ زويد ورفح رصدت فيها عشرات الكمائن التى تنظمها القوات المسلحة، بعضها على الطرق والمحاور الرئيسية، وبعضها الآخر فى قلب المناطق السكنية، تظهر درجة التسليح العالية فى جميع الكمائن، وتتنوع بين مركبات ومدافع آلية، إلى جانب الأفراد المقاتلين الذين يحملون السلاح بيقظة واستعداد وتأهب تحسباً لأى هجوم إرهابى، ويرفعون شعاراً لا يحيدون عنه، هو شعار المؤسسة العسكرية: النصر أو الشهادة.
قائد كمين بالعريش: «الرجالة روحهم المعنوية عالية.. وبعضهم رفض النزول فى إجازات لحين استكمال العملية الشاملة بنجاح»
«كلنا مقاتلين، وطول ما فينا نفس، ما حدش بيسيب مكانه ولا بيسيب سلاحه، وإحنا أقوى منهم بعزيمتنا وإرادتنا ولأننا أهل حق وهم أهل باطل» يتحدث لـ«الوطن» أحد المجندين فى كمين بمدخل رفح مجهز بمستوى عالٍ من التسليح، يتم المجند شهره الثالث فى الخدمة بهذا الكمين، وشهره العاشر فى الخدمة بالقوات المسلحة، يضيف: «بننجح فى التصدى لأى عنصر إرهابى وإسقاطه، ومدربين على التشكيل والتوزيع بالطريقة المثلى، ومواجهة أى اعتداء من عناصر تكفيرية»، برغم خطورة موقع خدمته بالقرب من الظهير الصحراوى الممتد بالمدينة إلا أنه يبدى حماسة شديدة فى أداء الواجب الذى يقوم به، يتابع حديثه: «أنا مبسوط بالخدمة هنا وسط زمايلى الأبطال، وبحس بالشرف والفخر إنى ماسك السلاح وبفرض الأمن والسيطرة على جزء غالى من أرض مصر، وكلنا عارفين إن كل واحد مننا ممكن ينال الشهادة فى أى لحظة، لكن الدفاع عن أرضنا ومواجهة الإرهابيين أكبر من أى حاجة تانية»، على رأس الكمين يظهر علم مصر عالياً، يشير إليه المجند قائلاً: «إحنا هنا علشان العلم ده يفضل مرفوع، وما تترفعش بداله رايات سوداء لخوارج العصر اللى عايزين يهدموا البلد ويشتتوا أهلها».
وفى كمين بمنطقة ساحة رفح التى تسيطر على استقرارها القوات المسلحة بصورة كاملة، قال ضابط شاب إن الكمائن الثابتة جزء أساسى من الخطة الميدانية للعملية الشاملة سيناء 2018، موضحاً أن توزيع وتحديد نقاط الكمائن يتم وفق خطة من شأنها أن تربط النقاط الهامة وتوفر لها الحماية اللازمة، وأضاف أن كل كمين لا يعمل بصورة معزولة عن غيره من القوات الأخرى، لكن هناك تنسقياً مستمراً، وتعتبر الكمائن وسيلة هامة لمحاصرة الإرهابيين ومنع تسللهم، اكتسب الضابط خبرة فى التعامل الميدانى على أرض الواقع، والنجاح فى الاشتباك مع الأهداف بأكبر صورة ممكنة بعد الفترة الطويلة التى قضاها فى خدمته بشمال سيناء، قائلاً: «أنا بخدم هنا لأكتر من سنتين، وشاركت فى عملية حق الشهيد بكل مراحلها، والآن أشارك فى العملية الشاملة 2018، ولى زملاء استشهدوا وأصيبوا، وأنا بحس بالفخر إنى واقف مكانهم أكمل دورهم وواجبهم»، وتابع حديثه بعد ثوان من الصمت قائلاً: «دى بلدنا ودى أرضنا، ولو أنا اتكتبتلى الشهادة النهارده فيه زمايل تانى هتكمل مكانى بنفس الأفارول بتاعى، زى ما أنا كملت مكان غيرى. وكلنا فداء لمصر وفداء لتأمين وتطهير أرض سيناء».
وبالقرب من مستشفى العريش الميدانى، قال قائد الكمين المسئول عن تأمين المنطقة لـ«الوطن» إن مهمة أى كمين هى بسط الاستقرار فى محيطه، وتأمين منشأة أو منطقة سكنية أو منع أى عناصر خارجة عن القانون من التسلل من منطقة لأخرى أو تنفيذ مخططاتها الإجرامية، مضيفاً: «أهم شىء فى الكمين اليقظة الدائمة بين أفراده، وكل فرد أمن له وظيفة أو دور معين يقوم بتنفيذه على أكمل وجه»، موضحاً أن هناك تنسيقاً كبيراً من كافة القوات للدعم المتبادل فى حالة حدوث أى خطر، والنجاح فى تنفيذ المهام بصورة جيدة، وتحدث الضباط عن الروح المعنوية للجنود المشاركين فى عملية التأمين بالكمين قائلاً: «والله العظيم والله العظيم والله العظيم روح جميع الجنود فى السماء، وكل الأفراد عندهم إصرار وعزيمة إنهم يكملوا فى العملية الشاملة بدون راحة أو إجازات لحد ما ينجحوا فى مهمتهم، وكل واحد منهم بطل مقاتل مستعد يضحى بروحه علشان زملائه وبلده والسلاح الميرى اللى فى إيده».