العالم شاهد عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس.. الأسر المصرية تصطحب أطفا
شاهد العديد من دول العالم اليوم الأربعاء ظاهرة فلكية نادرة وهى مرور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس فى المسافة بين الأرض والشمس، حيث ظهر كنقطة سوداء لا ترى بالعين المجردة، حيث حجب كوكب الزهرة مساحة 1/32 من قرص الشمس.
وكالة ناسا رصدت أول عبور لكوكب الزهرة فى الدقيقة 27 و29 ثانية بهاواى، أما فى مصر فتم رصد عبوره فى تمام الرابعة و53 دقيقة صباحًا بتوقيت مدينة القاهرة، وذلك مع بداية شروق الشمس، واستمر حتى تمام الساعة السادسة و49 دقيقة و31 ثانية، حيث استغرقت المدة الزمنية لرصد الظاهرة فى مصر ساعة و57 دقيقة، أما المدة الكلية للعبور فاستغرقت حوالى 6 ساعات و38 دقيقة.
العشرات من المواطنين اصطحبوا أطفالهم إلى المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة بحلوان فجر اليوم الأربعاء، لمشاهدة أحد أندر الأحداث الفلكية، حتى ودعت مصر فى الساعة السادسة و49 دقيقة ظاهرة دخول كوكب الزهرة لقرص الشمس لآخر مرة بالقرن الواحد والعشرين، والتى ستتكرر فى ديسمبر من عام 2117 ميلادية.
وقال الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة، فى تصريحات خاصة لـ”امل مصر” أثناء متابعة الظاهرة بالمعهد القومى للبحوث الفلكية بحلوان: إنه بحلول الساعة 6 و49 دقيقة كانت ظاهرة دخول كوكب الزهرة لقرص الشمس قد انتهت مشاهدتها فى مصر، حيث بدأت الظاهرة بتلامس كوكب الزهرة لقرص الشمس من خارج حافتها الشمالية الشرقية وبعيدًا عن مركز الشمس.
وأضاف عودة، ستتكرر الظاهرة فى القرن القادم فى شهر ديسمبر من عام 2117، ومع عبور هذا العام تكون ظاهرة عبور كوكب الزهرة قد حدثت ثمانى مرات منذ اختراع المقراب وتكون قد تكررت 53 مرة منذ عام 2000 قبل الميلاد حتى عام 2012.
وتمكنت بعض الدول من رؤية مراحل العبور كاملة، منها: “الجزء الشمالى الغربى لكندا – ألاسكا – هاواى – شمال وشرق آسيا – شرق أستراليا – نيوزلندا – جزر المحيط الهادى الغربية.”
أما المناطق التى شاهدت العبور مع شروق الشمس فهى: “جنوب غرب آسيا وشرق آسيا والشرق الأوسط والجزء الشمالى الشرقى لأفريقيا وأجزاء من معظم دول أوروبا بما فى ذلك الجزر البريطانية.”
أما المناطق التى لا يزال العبور فيها مستمرًّا بالرغم من غروب الشمس “العبور لا يرى” دول شرق كندا والولايات المتحدة وأمريكا الوسطى والجزء الشمالى الغربى من أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبى”.
ويوضح علماء الفلك الفوائد العلمية للظاهرة، ومنها تحسين قيم العديد من الثوابت الفلكية والفيزيائية التى يتعامل بها الفلكيون مثل إعادة حساب قيمة الوحدة الفلكية “المسافة المتوسطة بين الشمس والأرض” وكذلك تحديد دقيق للمدارات ورفع مستوى الدقة فى عناصرها الرئيسية وما قد يطرأ عليها من تغيرات نتيجة تأثير بعضها على بعض وتطبيق هذه الدراسات فيما يتعلق بمدارات الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء التى تنسل إلى الفضاء الخارجى لاستكشافه.
وكذلك البحث والكشف عن المزيد من الكواكب التى تنتمى إلى المجموعة الشمسية أو خارجها بملاحظة التغير فى شدة سطوع نجم بعيد، فمن المتوقع أن يكون ذلك نتيجة عبور أحد الكواكب التى تدور حوله.
ويؤدى عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس لانخفاض الطاقة الكلية المنبعثة من الشمس فتنخفض الطاقة التى تصل إلى الأرض فى المناطق التى يرى منها العبور بمقدار عُشر بالمائة(1. 0% ).