الجارديان: الثورة المصرية تواجه أصعب اختباراتها مع التصويت فى جولة الإ
قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن ثورة مصر المحاصرة تواجه واحداً من أصعب اختباراتها اليوم، السبت، مع بدء جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية لاختيار أول رئيس فى مرحلة ما بعد مبارك، وسط زوبعة من خيبة الأمل الشعبية وأزمة دستورية غير مسبوقة.
وأضافت الصحيفة أن شخصيات بارزة من مختلف الأطياف السياسية اصطفوا لإدانة ما وصفوه بالانقلاب السافر من قبل النظام القديم، فى إشارة إلى الخطوات القانونية المهمة الثلاثة التى تم اتخاذها يوم الخميس، والتى يبدو أن هدفها، كما تقول الصحيفة، هو ترسيخ الحكم العسكرى.
وتحدثت الصحيفة عن موقف جماعة الإخوان المسلمين بعد حكم الدستورية العليا بحل البرلمان، ونقلت عن القيادة الإخوانى عصام العريان قوله فى تصريحات خاصة لها، “إننا سنستمر.. هذه معركتنا، معركة الشعب، والتصويت لصالح محمد مرسى يعنى انتصاراً للثورة. ورأى العريان أن انسحاب مرسى كان يعنى تسليم الشرعية لشفيق، وتفويت الفرصة لفضح التزوير الانتخابى، مضيفاً أننا الآن لدينا ديمقراطية، ويجب أن نحميها.
لكن الصحيفة علقت على تلك العبارة الأخيرة، وقالت إن الكثيرين يتساءلون عن نوع الديمقراطية التى تتمتع بها مصر قبل انتخابات يتم إداراتها فى مناخ من الخوف والانقسام. وأشارت إلى أن بعض كبار الشخصيات مثل محمد البرادعى والروائى علاء الأسوانى أعلنوا أنهم لن يدلوا بأصواتهما فى حركة مقاطعة كبيرة للانتخابات.
ونقلت الصحيفة تعليق ميشيل حنا، الباحث بمؤسسة القرن الأمريكية، والتى قال فيها إن الجيش بطرق كثيرة يحصل على صلاحيات فعلية قوية الآن أكثر من أى وقت مضى منذ عام 1954. فاليوم الذى تلا الإطاحة بمبارك، تمتع فيه الجيش بالقداسة الفخرية، ولم يكن أحد يريد مساءلته. ووجد الجيش هذا النمط من القوى الناعمة طريقة لحماية سلطتهم وامتيازاتهم.
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة فى افتتاحيتها تحت عنوان “حيل خطيرة” إن المناورات عشية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية” قد خلقت مخاطر بمواجهات وشكوك جديدة. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بانتقاد إدارة الجيش والمؤسسة الأمنية للعملية السياسية فى مصر على مدار العام ونصف عام الماضية، وقالت إنها لم تكن إدارة ثابتة وماهرة وغير منحازة، أدت إلى مراحل صعود وهبوط عانت منها البلاد.
والآن يوجد الكثيرون فى مصر الآن يشعرون بأن قرارات حل البرلمان، ومنح حق الضبطية القضائية للجيش، غير مرتبطة ببعضها البعض، أو أنها حدثت فى المسار الطبيعى لمداولات المحكمة الدستورية أو عمليات التخطيط لوزارة الدفاع. وتشير تلك الأحداث مع التزوير الذى حدث فى الجولة الأولى وربما يحدث أيضا فى جولة الإعادة إلى تدبير متعمد. ويبدو أنها مصممة ليس فقط لتأكيد انتصار أحمد شفيق، ولكن لتقويض سلطة الإخوان المسلمين فى مؤسسات الدولة من ثم تهميش القوى السياسية الليبرالية والعلمانية التى حملت الكثير من أعباء الثورة.
وبرغم ذلك، فإن الصحيفة ترى حلاا للأزمة التى تشهدها مصر، يتمثل فى توصل الجيش والإخوان إلى تسوية وتفاهم على توزيع جديد للادوار. فلن يختفى أى من تلك القوتين والتوصل إلى تسوية تشمل دورا قويا للاحزاب الليبرالية أمر مرغوب فيه. لكن يبدو أن الإخوان لا يريدون ذلك، فقد قال مرشحهم أن التزوير فى الانتخابات قد يعقبه ثورة جماهيرية.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الإخوان المسلمين أنفسهم منقسمون، يظل مدى تأثير هذه القرارات الخاصة بحل البرلمان وتداعياته على الجماعة أمرا متأرجحا. وإذا كان الحال كذلك بالفعل قبل اننتخاب الرئيس، فإن ما سيحدث هذا الأسبوع سواء كان مؤامرة أو انقلاباً أو سوء إدارة فجة، فإنه جعل الوضع أسوأ.