العوا: أدعو البرلمان لتنقية تشريعات العسكرى وإصدار قانون “الرئاسة”
دعا الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، البرلمان
لتنقية تشريعات العسكرى، وإصدار قانون للرئاسة، مؤكدا أن لديه رؤية شاملة
ومحايدة تقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب ولن أنضم لحزب الحرية
والعدالة حتى أنال الأغلبية، لأن الوضع مختلف فى سباق الانتخابات الرئاسية.
وأكد العوا فى المؤتمر الجماهيرى الذى عقده مساء أمس الجمعة، وسط ما يزيد
على 5000 مواطن، بقرية دمليج مركز منوف محافظة المنوفية، على أن البرلمان
لديه مهام كبرى يجب القيام بها بخلاف الخطب الرنانة عن شهداء ومصابى
الثورة، داعيا نواب مجلس الشعب للسير بخطى ثابتة فى مهمته الأصيلة وهى
التشريع والبدء فورا فى تنقية التشريعات التى أصدرها المجلس العسكرى منذ
توليه إدارة شئون البلاد إلى الآن.
كما طالب العوا البرلمان بإصدار قانون الانتخابات الرئاسية فى أسرع وقت
وعدم انتظار طرحه من المجلس العسكرى أو الحكومة، مؤكدا أن الفصيل هو انتخاب
رئيس مدنى للبلاد ورجوع المجلس العسكرى لثكناته، موضحا أن القانون جاهز
وأعدته المحكمة الدستورية العليا على أكمل وجه.
وأوضح العوا أن تمرير قانون الأزهر الشريف من قبل حكومة الجنزورى قبل
انعقاد مجلس الشعب بـ 4 أيام فيه شىء من الريبة، وأن هذا القانون تم إصداره
لأغراض معينة “لا أعرفها”، ودعا مجلس الشعب للبت فيه، مشيرا إلى أن قيام
شيخ الأزهر بتعيين هيئة كبار علماء ويتم من خلالها اختيار شيخ الأزهر ليس
له إلا معنى واحد وهو عدم استقلالية مؤسسة الأزهر الشريف، مؤكدا على ضرورة
فتح باب الترشح لمنصب شيخ الأزهر أمام سائر علماء المسلمين وليس المصريين
فقط، واصفا مؤسسة الأزهر بالعباءة التى يجب أن تحتضن الجميع.
وأشار العوا إلى أن البرلمان الحالى لم يستثن أحدا، وجامع بين كل التيارات
السياسية، وأن نسب التيارات السياسية فى البرلمان تكاد تكون هى على أرض
الواقع بين أبناء الشعب المصرى، من التيار الدينى والليبرالى واليسارى وحتى
الفلول فهناك 16 عضوا ينتمون إلى فلول الحزب الوطنى المنحل.
وأكد العوا أن قوة وترابط الشعب المصرى وتوفيق الله هو سبب إسقاط النظام فى
18 يوما، ففى بلاد أخرى احتاج لشهور وعشرات الآلاف من الشهداء، وتتجه بلاد
أخرى لحرب أهلية، مشيرا إلى أن الفرقة بين الأخوة الأقباط والمسلمين انتهت
بانتهاء النظام البائد وأن الأحداث الطائفية التى مرت بالبلاد بعيدة كل
البعد عن ثقافة الشعب المصرى، وإنما هى حالات فردية بين شاب وفتاة أرادا
الزواج، أو اعتناق مسيحى الإسلام كى يتمكن من الطلاق، موضحا أنه تعلم
الكثير من علماء وأساتذة قريته ميت عفيف مركز الباجور محافظة المنوفية،
وعلى رأسهم رعاة الكنسية بميت عفيف داعيا الله أن يحيى قريته بعلمائها.
وأكد العوا أنه لا خوف من أى تشكيل مؤقت أو تيار سياسى الآن، فالشعب الذى
أسقط نظام مبارك بكل قوته وطغيانه قادر على أن يسقط أى طاغية فى أقل من
هذا، مشيرا إلى أن المجلس العسكرى ظل يخطأ ويصيب مثل أى إنسان عادى حتى جاء
البرلمان المصرى الذى نأمل أن يصيب دائما .
ووعد العوا الشعب المصرى أن يكون بين أيدهم برنامج انتخابى مطبوع ومفصل به
رؤية شاملة لخطوات الإصلاح والتنمية قبل نهاية شهر فبراير المقبل، موضحا
أنه سيركز على كرامة الإنسان المصرى الذى ذاق الأمرين فى السجون والمعتقلات
فى ظل النظام البائد، بالإضافة لإطلاق طاقاته والإصلاح الاقتصادى والبدء
بالعمل الجاد فى المشروعات متناهية الصغر والتركيز على السياحة المصرية
المظلومة، مشيرا إلى أن مصر تحصل على 1 على 8 من قيمة ما تستحقه السياحة فى
مصر والعمل على تفعيل كافة أشكال السياحة “دينية وثقافية وعلاجية” حتى تدر
دخلا لمصر يزيد على 2 مليار و400 ألف سنويا، كما أشار لمياه مصر الجوفية
وإقامة المشروعات الكبرى لمصلحة الوطن وبإسم الوطن لا بإسم رؤساء أو حكام .
ومن جانبه أكد الدكتور سامى أمين عامر عميد كلية التخطيط العمرانى الأسبق
-منظم المؤتمر الشعبى- أن أهالى قرية دمليج قدموا رؤية حول مستقبل مصر
للدكتور سليم العوا، مشاركة منهم فى برنامجه الانتخابى لاستعادة دور
الريادة لمصر على المستويين الإقليمى والعالمى، متطلبات تحقيق هذه الرؤية
تكمن فى تنمية الموارد البشرية من عيش وحرية وعدالة وتعليم وصحة وبيئة
وثقافة .