اليزل: ينفى مقتل عمر سليمان بسوريا.. وحمودة: كان هناك اتفاق بينه وبين
أكد اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى، أن هناك علامات استفهام وشكوكًا تدور حول مقتل اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية السابق، خاصة بعد تقديم بلاغ ضد المدعى العام الأمريكى، طالبًا منه التحقيق فى وفاته، بالإضافة إلى البلاغ الذى قدمه أحد المصريين فى وفاته، مضيفًا أن بعض الأشخاص الأمريكيين تساورهم الشكوك نفسها، وأن هناك غموضًا، وأن لديهم قلقًا، وستظهر التحقيقات المقبلة هذه الشكوك والتفسيرات، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يحفظ النائب العام هذه البلاغات المقدمة، مستندًا إلى الشهادات الطبية التى تعلن سبب الوفاة والموثقة من المستشفى.
وأضاف اليزل، خلال حواره مع الإعلامى جمال عنايت، ببرنامج “على الهوا” الذى يذاع على قناة أوربت، أن سليمان كان لديه قلق شديد على مصر وكانت حالته النفسية غير طيبة، وخاصة بعد خروجه من السباق الرئاسى، بسبب خطأ ناتج عن سرعة الترشح وضيق الوقت، مشيرًا إلى أن زيارته الأخيرة كانت بدولة الإمارات، وبعد ذلك تطورت إصابته بالإجهاد فى عضلة القلب، وتوجه إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، ثم توجه بعد ذلك إلى مستشفى كليفلاند بأمريكا باعتباره مستشفى عالى التطور فى المجال الطبى، وتحديدًا تخصص مرضى القلب.
وأكد اليزل أنه يستبعد مقتل اللواء عمر سليمان فى التفجيرات الأخيرة التى تمت فى سوريا التى نتج عنها وفاة رئيس المخابرات السورية هشام بختيار متأثرًا بجروح أصيب بها فى تفجير وقع يوم الأربعاء، وأسفر عن مقتل ثلاثة من كبار المسئولين الأمنيين فى الدائرة المقربة للرئيس السورى بشار الأسد، موضحًا أن سليمان قاد المخابرات بطريقة فائقة، وكان يستمع لآراء الآخرين فى تنفيذ قراراته، وكان مخلصًا فى عمله، وبالتالى فقدنا رجلاً وطنيًّا مخلصًا محبًّا لوطنه.
واستنكر اليزل كراهية تيار الإسلام السياسى للواء الراحل عمر سليمان وقولهم إنه لا يجوز الصلاة على سليمان، وأنهم يشمتون فى موته، فقد حاول سليمان المنافسة على رئاسة الجمهورية، وكان منافسًا قويًّا ويعتبر أحد أهم التهديدات التى واجهتهم بفزع فكرة ترشحه ليكون رئيسًا للبلاد مرة ثانية، إذا استمر على قيد الحياة.
وأوضح اليزل أن الاتهامات الموجهة لسليمان بعلاقاته الوطيدة مع الجانب الإسرائيلى سببها أنه فى فترة من الزمن كان لابد من فتح باب النقاش فيها مع إسرائيل من أجل الوصول لحلول معها بشأن القضية الفلسطينية بعد ضرب فلسطين بقسوة، وبالتالى معظم الاتصالات كانت لصالح القضية الفلسطينية، ويعلم ذلك كلٌّ من حركة حماس وفتح.
وعلى جانب آخر قال عادل حمودة، رئيس تحرير جريدة الفجر، إن آخر مقابلات اللواء عمر سليمان كانت مع المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة للاطمئنان على صحته، وكان هناك اتفاق بينهما على أن يقوم بتسجيل مذكراته بالصوت والصورة، بعد عودته من رحلة العلاج الخارجية، وكان ينوى قضاء شهر رمضان الكريم بمنزله الخاص بمارينا، ولكن قدر الله فوق كل شىء.
وأكد حمودة أن وفاة سليمان تثير الشكوك، وهناك ملاحظات تحتاج إلى إجابة، لكونه يحمل الكثير من المعلومات والأسرار بعد تولى الإخوان رئاسة البلاد، وخاصة أنه يحمل أسرار شبكات الإرهاب الدولى وحرب الخليج والتمويلات الأجنبية والتنظيمات العالمية، وبالتالى هو شاهد عالى القيمة، وقام بالاختلاف مع شريكه فى كل ما جرى، ومع ذلك من الممكن أن يكون تمت تصفيته من الجانب الآخر.
وأشار مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب السابق، خلال مداخلة هاتفية، إلى أنه كان من المتوقع أن يمتنع الرئيس محمد مرسى عن حضور الجنازة، وينيب آخر لحضورها، موضحًا أن مشهد الجنازة كان تعبيرًا عن الشعب المصرى بحضور البسطاء والفقراء، متوقعًا أن يكون سليمان مات مقتولاً، مدللاً على ذلك بأن الحالة الصحية لسليمان مؤخرًا كانت جيدة، وما نريده هو توضيح عن التقارير الطبية المختلفة حول وفاته.
وأوضح بكرى أن سليمان كان لديه العديد من الأسرار المهمة، واتساقًا مع الحالة السياسية التى نشاهدها هى التى ترجح هذا الأمر، خاصة فى الآونة الأخيرة، وغضبه من التحالف الأمريكى فى السياسة الخارجية مع جماعة الإخوان المسلمين، وكان يعتبر أن البلاد تتجه إلى انحدار خطير، ويرى صراعًا مجتمعيًّا فى الداخل.
وأضاف بكرى أن تاريخ عمر سليمان وقضايا التجسس التى تم ضبطها لا تجبرنا على أن نبرهن على وطنيته، ونضعها موضع تحليل، لأنه ظل على رأس جهاز المخابرات العامة، كما أنه كان نائبًا لرئيس الجمهورية أثناء الثورة، مضيفًا أنه كان يقوم بأدوار لصالح مصر سواء كان تعامله مع الصهاينة أو مع الأمريكان، ولكن كان هدفه الأساسى مصلحة مصر، وكان متخوفًا عليها كأى مواطن مصرى يخاف على وطنه.
من ناحية أخرى أكد اللواء حسين كمال، مدير مكتب اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع، أن حزن سليمان الشديد على مصر وما يحدث بها من أحوال كان السبب الرئيسى لتدهور صحته، وكانت حالته النفسية سيئة للغاية، فالراحل كان حزينًا على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمصر، فأثر ذلك على حالته النفسية، ثم أدى إلى تدهور صحته بشكل مفاجئ، لأنه لم يكن يعانى من أى مرض على الإطلاق، ومجريات مرضه كانت طبيعية جدًّا.
ونفى حسين ما تردد عن الشائعات العديدة والمتكررة عن سبب وفاته بأن هناك مؤامرة وتم اغتياله بأمريكا، واصفًا إياها بأنها أمور غير لائقة للحديث عن ذلك بعد وفاته، وأنه ليس لدينا ما يؤكد قتله بأسباب غير طبيعية، موضحًا أنه كان طيب القلب ويتعامل مع الشعب بطريقة إنسانية من أجل المساعدة بطرق شرعية وقانونية، وأنه لم يكن خصمًا مع أىٍّ من التيارات المطروحة على الساحة المصرية.