علماء الدين: سجن المسئولين لن يشفى غليل أسر ضحايا كارثة قطار أسيوط..وف
“قالت يا ولدى لا تحزن.. الموت عليك هو المكتوب”، هكذا أصبح حال المصريين ما بين حوادث قطارات، وحرائق، وغرق، وانتحار أحيانا مما يعانيه أبناء هذا الشعب المكبوت، ولما لا بعدما تخطى عدد ضحايا حادث قطار أسيوط وحده عدد ضحايا القصف الإسرائيلى على قطاع غزة، وعدد ضحايا مدرسة بحر البقر تحت نيران الطيران الإسرائيلى الغاشم.
بين أم فقدت أبناءها الأربعة دفعة واحدة، وأب مازال عالقاً بين حطام القطار المنكوب باحثاً عن كراريس أولاده الشهداء الثلاثة، لم تستطع مليونية تطبيق الشريعة تجفيف دموعهما على رحيل أبنائهما غدراً دون سبب أو ذريعة، فقد اكتفت الحكومة الإسلامية للثورة بصرف 5 آلاف جنيه لكل أسرة من أسر الضحايا فى الوقت الذى تنص عليه الشريعة الإسلامية على أن تكون دية القتل الخطأ 4 كيلو وربع ذهب بقيمة تزيد عن المليون جنيه، وهو ما أكده علماء ومشايخ الأزهر الشريف.
عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف بدا غاضباً فى حديث لـ”امل مصر” قائلاً “أتوجه لحكومتنا الإسلامية برسالة أقول فيها اتقوا الله فى أرواح البشر، فأرواح الحيوانات بالدول الكافرة لها قيمة أكبر من قيمتنا فى دولنا الإسلامية.. كفانا شجباً واستنكاراً.. كفانا متاجرة بأرواح الناس”.
وأضاف الأطرش، أن مبلغ الخمسة آلاف جنيه التى قررت الحكومة صرفهم لأسر الضحايا ما هو إلا “منه” منها على الأسر، وليس لها قيمة، خاصة أنها لن تغنى عن رحيل الأبناء، مشيراً إلى أن سجن المسئولين أيضاً لن يغنى الأسر أو يشفى غليلها فى ضياع فلذات أكبادهم غدراً، إلا أن تطبيق شرع الله فى القتل الخطأ ودفع المبلغ كاملاً أو نصفه على الأقل قد يكون نوعاً من إرضاء الأسر والتخفيف عليهم.
وعاب الأطرش على الإهمال والتسيب الذى طال معظم مؤسسات الدولة المصرية وتحديداً عقب ثورة يناير، حيث أشار إلى أن التراخى أصاب الجميع، مما يجعلنا فى احتياج إلى بث روح الانتماء والولاء فى نفوس الجميع.
وفى السياق ذاته، قال أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن دية القتل الخطأ فى الإسلام هى 100 ناقة أو ما يساويها من مال، أو ألف دينار من الذهب أو ما يساوى، أو 12 ألف درهم من الفضة أو ما يساويه، مضيفاً أن ما تعانيه مصر حالياً أشد وأخطر مما عانته خلال السنوات الماضية، حيث قال إن البلاد فى احتياج إلى إعادة صناعة الإنسان المصرى من جديد، واصفًا ضمير المصريين بقولة “مات وشبع موت”.
دكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية بدأ حديثه لـ”لامل مصر” ناعياً أسر الأطفال ضحايا الحادث الأليم، مشدداً على ضرورة أن تكون دية هؤلاء الضحايا من مال المسئولين ومرؤوسيهم بدءًا من وزير النقل وما يليه من المسئولين عن هذه الفاجعة، وهو ما نصت عليه الشريعة الإسلامية.
وأضاف الجندى أنه بجانب مسئولية وزير النقل ومرؤوسيه، فإن جانب من المسئولية يتحمله حارس مزلقان القطار، وسائق أتوبيس المدرسة الذى كان يقل الأطفال الضحايا، وتتقسم الدية عليهم جميعاً.
يشار إلى أن اليوم، السبت، شهد 3 كوارث، كانت الأولى فى أسيوط وراح ضحيتها 52 طفلاً وأصيب 17 آخرون، وعلى طريق الواحات بمدينة السادس من أكتوبر، لقى 11 شخصاً مصرعهم وأصيب 8 آخرون فى تصادم سيارتين، وفى العريش قالت مصادر طبية وأمنية بشمال سيناء، إن سيارة لورى تابعة للأمن المركزى تعرضت للانقلاب مساء اليوم، على الطريق الدولى العريش القنطرة قرب كمين الميدان، وأسفر عن إصابة ضابط و8 مجندين آخرين حالتهم ما بين كسور وجروح.