تقارير وتحقيقات

فورين بوليسى: مرسى هو مبارك بلحية.. الإخوان لا يمكنهم ادعاء تمثيل مصر.

تحت عنوان “هل هو مبارك بلحية؟”، فى إشارة إلى الرئيس محمد مرسى، قالت مجلة فورين بوليسى، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبلاغ الرئيس الإسلامى أنه لا مجال للعودة بمصر إلى الوراء.
ويشير مايكل حنا، المحلل السياسى بمؤسسة القرن الأمريكية فى مقاله بالمجلة، أنه انعكاسا للدروس المستفادة من الربيع العربى، تصر وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون على أن سياسات الولايات المتحدة التقليدية فى المنطقة لم يعد من الممكن الدفاع عنها وأنه لا يمكن البقاء على التعاون الدائم دون الشرعية الديمقراطية والتوافق العام.
ويضيف حنا، أنه بينما تحتاج هذه الاعترافات إلى تغييرات جذرية، لكن فى مواجهة أحداث غير متوقعة وأزمات يكون من السهل الجدل حول سياسات كانت مألوفة فى الماضى وأن تظهر مرة أخرى. ففى الوقت الذى تشهد فيه مصر اضطرابات واسعة بشأن عملية كتابة الدستور، يبدو أن الولايات المتحدة تحتضن مرة أخرى الماضى وتتجاهل الدروس المستفادة من الثورة.
ففى خطوة تحمل السمة المميزة للسياسة الأمريكية فى عهد مبارك، حددت واشنطن إلى حد بعيد علاقاتها بمصر بالحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل وامتنعت عن التقييم الجدى للحكومة التى تقودها جماعة الإخوان المسلمين، فى الوقت الذى تقوض فيه على نحو فعال التحول الديمقراطى المضطرب فى البلاد.
وتضيف المجلة، أن تحركات مرسى تطرح خيارا صعبا أمام الولايات المتحدة: فهل تتحدى واشنطن الرئيس المصرى فى حين أن البلدين بدأتا للتو إعادة بناء العلاقات الثنائية بينهما؟، وتضيف أن هذا الخيار بات صعبا بعد التعاون والدور البراجماتى الذى لعبه مرسى وحكومته فى تأمين اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. إذ إن هذه الجهود منحت الرئيس المصرى مزيدا من الثقة لدى واشنطن.
ويؤكد المحلل الأمريكى، أن رد فعل الإدارة الأمريكية الذى اتسم بالحرص على تحركات مرسى وجماعته، يعبر عن قصر نظر يرثى له ويعكس التفكير القديم الذى من المفترض أنه جرى التخلص منه ظاهريا فى أعقاب الانتفاضات العربية.
ويضيف، أن مشهد غضب المعارضة فى مختلف محافظات مصر يشير إلى أن الإخوان المسلمين لا يمكنهم ادعاء تمثيل مصر فى حد ذاته. وهذا يؤكد أن مصر غير مستقرة بقيادة حكام قمعيين تمثل رهان خاسر للولايات المتحدة، ومن وجهة نظر القيم والمصالح.
وتابع، أن الفترة الانتقالية الفوضوية فى مصر اختبرت الصبر الدبلوماسى للولايات المتحدة، ولكن هذا التحدى تضاءل بالمقارنة أمام احتمالات عدم الاستقرار المزمن والحرب الأهلية، وبينما تقبع مشاكل الاقتصاد المصرى على رأس قائمة مخاوف المسئولين الأمريكيين، لا يبدو الإصلاح الاقتصادى والنمو سيتعافى بينما العملية السياسة لاتزال متعثرة.
وختمت المجلة، أنه إذا كانت الولايات المتحدة تذعن من جديد إلى السلوك السلطوى فى القاهرة، فإنها لن تفوز بحليف مستقر ولكنها تزيد إحساس المصريين بالنفور من العلاقات المصرية الأمريكية، والأسوأ أنها ستشجع ثقافة سياسية مدمرة توفر أساساً غير مستقر للعلاقات المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى