هيكل: أشك فى قدرة مرسى على كبح جماعته التى يجب أن تحل نفسها.. والرئيس
قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إن أحداث الاتحادية الأخيرة موضع تحقيق، وأشك فى قدرة مرسى على كبح جماح جماعته، وعندما يكون الناس فى الشارع يصعب السيطرة على مشاعرهم، الإخوان يتمنون النجاح لكن وسائلهم وثقافتهم تعوقهم، فالإخوان طالهم التجريف كما طال المؤسسات.
وأضاف هيكل خلال حوراه ببرنامج هنا العاصمة على قناة سى بى سى، “أعتقد أنه من واجب الإخوان المسلمين الانتهاء من ذلك التنظيم، فأنا مندهش من استمرار وجود جماعة الإخوان وراء الحزب، لأن الوضع ملتبس وعلى الجماعة حل نفسها، ومن واجبها أن تخفى هذا التنظيم الغامض وأن تحل الجماعة نفسها”.
وأوضح، أن الإخوان فى الأصل فكرة ملتبسة جداً والفكرة الأساسية عندهم الإخوان ملتبسة تماماً فهناك الجماعة والحزب، وبالعودة لتاريخ الإخوان نجد أنهم نشأوا فى جو ملتبس وقاموا لإنقاذ فكرة الخلافة.
وتابع، “الخلافة كانت الحاكمة فى فكر التيار الإسلامى لعقود طويلة فمؤسس الجماعة حسن البنا، اعتقد أن هناك ضرورة لإقامة حركات سياسية لإعادة دور الخلافة الإسلامية، فمصر كان لديها هوية قبل دخول الإسلام وعند تعريفها لا يجب أن ننكر هويتها التاريخية والجغرافية، وقلت فى جريدة الصن داى تايمز أننى رأيت مرسى وهو رجل ظريف وجيد جداً، وكان نفسى أن السلطة والمسئولية تعلمه وقلت سابقا أن الإخوان غير مهيئين لحكم مصر”.
وكشف هيكل عن أن الإخوان متصلون بأمريكا منذ عام 2007 وما قبلها، وهناك كشوف بالمقابلات المنتظمة فلماذا النفى؟ مشيراً إلى أن مرسى لم يقابل محافظ البنك المركزى، بينما أول من يقابله الرئيس الأمريكى هو رئيس الاحتياطى الفيدرالى، وكان لابد لمرسى أن يطلب الملفات الخاصة بالدولة العريقة لدراستها، لأنه فى الولايات المتحدة يدخل الرئيس بعد فوزه بعشرة أسابيع من انتخابه ليدرس ملفات البلاد أولاً.
وأضاف، “النتيجة أن الرئيس بدأ مهامه دون مقابلة المسئولين عن المؤسسات، ومن الأمور الكارثية أنه لم يقدم للناس تقريرا عن الوضع الذى تسلمه، وكنت أتمنى أن يمنح نفسه فرصة ليتعرف على الأوضاع”.
وعن القوات المسلحة قال هيكل، “إن الجيش لابد أن يكون واثقاً أن مهامه المكلف بها شرعية وأخلاقية، والجيش فى مصر لابد أن يكون واثقا فيما يفعل، وأنه يعبر عن مطلب ويعبر عن الناس، وأن يكون هناك تغطية سياسية كافية “.
وأضاف، “اعتبر أن الجيش كان قلق جدا فى أن يتم استدعاؤه لمهام معينه، فيتم الهتاف يسقط يسقط حكم العسكر”، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تريد الاطمئنان إلى الإجماع الوطنى والمشروع العام، كاشفاً عن أنه كان ضد دعوة الجيش القوى السياسية للحوار وتحدث مع الفريق السيسى، وشعر بالقلق من ذكريات تجربة المجلس العسكرى وتورط الجيش، واعتقد أن القيادة العسكرية أخذت المبادرة ثم اتصلت بالرئاسة، والفريق السيسى ألغى الدعوة للحوار لأنه وجد أن بعض القوى السياسية قلقة من تدخل الجيش، لافتاً إلى أن الفرق بين الجيوش والعصابات هو الشرعية والأخلاق فالعسكرى الذى يقتل لابد أن يكون له غطاء مشروعى، كاشفاً أن الدكتور محمد البرادعى أصيب بصدمة من تأجيل دعوة الحوار التى دعا لها الجيش، حيث إنه كان مجتمعا معه قبيل الذهاب للحوار.
عن زيارته للرئيس محمد مرسى، قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، “لو كان طلبنى مبارك لحضرت اللقاء، وأرفض مقاطعة اللقاء مع الرئيس، ولا أتوقع أن يتخذ الرئيس القرار بعد حديثى معه، لأن لديه اعتبارات أخرى كثيرة جداً تؤثر فى قراراته”.
وأضاف هيكل، “إننا فى مجتمع يخطو الخطوة الأولى تجاه الديمقراطية، الجيش جزء من القرار السياسى ولا يمكن أن أقول أنه لا يدخل فى السياسة والجيش لا يمكن أن يقوم بمهامه إلا تحت شرعية سياسية وأخلاقية وقانونية، كما أنه لا بد أن يكون واثقا أن مهامه المكلف بها شرعية وأخلاقية”.
وأشار إلى أن البعض يقولون إن الرئيس مرسى بوق الجماعة، ولكن مرسى ما بين الانتماء التنظيمى والهيلمان الرئاسى، وهناك تناقض بين مرسى والإخوان وقد ظهر ذلك جلياً فى الإعلان الدستورى الأول، وأحد كبار قيادات الجماعة قال أنه فوجئ بالإعلان الدستورى و لغته الركيكة.
وتابع: “أن الإخوان يعتقدون أن رجلهم فى القصر، لكن من داخل القصر مختلف، ولا أعرف كيف تنمو العلاقات التنظيمية السرية لأحكم على العلاقة بين الرئيس والجماعة، وأعتقد أنهم متفقون ويتواصلون بوسائل لا نعرفها، والرئيس لديه سلطة ومصائب بلا حدود وهذا يجعل هناك خلاف بينه وبين الجماعة، موضحاً أن الديمقراطية هى الاستجابة للشعور العام والوعى العام والإرادة الشعبية، ولابد للرئيس أن لا يرى فقط دائرته، وإنما ينظر للجمهور الواسع الذى انضم لمعارضيه.
وكشف هيكل أنه قال للرئيس محمد مرسى خلال لقائهما مؤخراً، “أننى سأقطع الاستفتاء”، مضيفاً أنه لن يكون متواجداً فى مقر الدائرة الانتخابية أثناء الاستفتاء ولو كنت حاضرا وقت الاستفتاء كنت سأصوت بـ”لا”.
وأضاف، أن الرئيس مرسى شرعيته قائمة، والتظاهر مشروع وحق ولا يسقط شرعية أحد لكن ينبهه لشرعيته، مشيرا إلى أن الاستفتاء سنعبر ما هو مسموح به إلى منطقة ما ليس مسموح به، والنظام سيدخل فيما هو أكثر من خطأ وأدعو الله أن يحدث شيىء يكون مفاجأة لى ويتم إيقافه، لأن هذا الدستور معيباً، مؤكداً أن جزءاً من الأزمة أن مرسى جاء من الخارج ولم يكن مهيأ للسلطة، والإخوان كانوا يرغبون فى السلطة، وكانت دائما فى تاريخ الجماعة الطرف الأخير المخيف، وتكوين مرسى وتخصصه البعيد عن السياسية جعلته فى هذا الوضع.
وأوضح أن مرسى تعامل مع المؤسسات على أنها جمهوره من جموع المصليين، ومرسى انتخب رئيسا لكنه لم يكن مهيأ، وكلام مرسى خطابى وفكره فى مرحلة ما بين الوعد والخطابة، وينظر إلى المؤسسات بعدائية ولا أعلم كيف يتعامل مع وزير الداخلية، واعتقد أن السلطة و المسؤولية ستعلم مرسى.
وعن المستشارون قال هيكل، “كلهم صيدلة وطب والدولة الحديثة تحتاج إلى الإنسانى والسياسى والمستقبلى”، مشيراً إلى أنه كان على نائب الرئيس أحمد مكى عندما قال لم أرَ الإعلان الدستورى كان يستوجب أن يستقيل.
وعن أخطاء الرئيس مرسى، قال “إن أول خطأ لمرسى أنه دخل القصر الرئاسى فى اليوم التالى لانتخابه، مشيراً إلى أن المشير وطنطاوى هاتفه وقال له إن مرسى يطلب زيارة قصر الرئاسة، موضحاً أن طلب الزيارة للقصر تعنى أن وهج السلطة سبق وقر المسئولية”.
وأضاف هيكل خلال حوراه ببرنامج هنا العاصمة على قناة سى بى سى، أن مشهد الضرائب هو مشهد مأسوى لأن الجريدة الرسمية نشرت القوانين موُقعة من الرئيس مرسى، فلو كان متخذى القرار قرأوا التاريخ وما شهده عام 1977، بعد قرار رفع الأسعار والأمور اشتعلت فى 77 والأمور تطورت على غير العادة.
وتابع وعندما طلب السادات نزول الجيش طالبه الجمسى بعدم إقحام الجيش فى السياسة التى تمارس فى النور وبعلم الناس.
وقال إن الرئيس مرسى لم يكن المرشح الأول للرئاسة وهناك فرق كبير بين الاقتصاد والتجارة، ومرسى لم يكن المرشح الرئيسى للرئاسة، فهل نعتقد أن الشاطر يشعر براحة؟ بعد انتخاب مرسى رئيسا فالبشر سيظلون بشرا مهما كان انتماءهم.
وأضاف، “مرسى لا زال يستخدم لغة التهديد والسلطة ستعلمه، وكان مرتبك فى خطابه الأخير، ونحن أمام رجل بعيد عن قاعدته وفى موقف صعب بحصار قصر الرئاسة”.
وتابع الكاتب الكبير، “الدستور سيخرج بأقل من 1/8 إرادة المصريين”، مشيراً إلى البابا تواضروس كان متردداً من استقبال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وله حق فى ظل دستور يوضع بتلك الطريقة.
وأكد هيكل، أن الإخوان أصبحوا موجودين فى الشارع بسبب الفراغ السياسى، ووجودهم فى الشارع بلا سلطة مصيبة، والظاهرة الدينية طاغية على كل شىء، وأمريكا تحمست للإخوان لملئ الفراغ السياسى وتحقيق الاستقرار وتنفيذ المشروع العثمانى الذى تتبناه تركيا”.
وأضاف، أن الرئيس مرسى أعطى الوسام للرئيس السادات كان لتأكيد التزامه بكامب ديفيد، فهو مطالب برسالة لإقرار السلام، ولم يكن مقصودا بعه السادات بل إسرائيل وكان بمثابة توقيع اتفاقية على جانبى السلام ولا يمكن أن يحتفل بالسادات وتستضيف قاتله فى الاحتفال بنصر أكتوبر.