مقالات القراء

الحوار العبثى مع مرسى

كى تعرف أن الحوار مع الدكتور مرسى بلا أهمية وبلا جدوى، تأمل تصريحات المتحدث باسم الرئاسة وهو يتنصَّل من مسؤولية مرسى عن العبث بنتائج الحوار المزعوم الذى عقده مع من سمَّاهم القوى السياسية ممن اختارهم من الموالين الموافقين والمتوافقين مع سيادته وسياسته، فإذا به هو قبل أى واحد آخر يصفع هذا الحوار كفًّا على الوجه يشبه صفعة وزير عدله أحمد مكى لموظف فى وزارة العدل.
صفعة مرسى هى ما قاله د.ياسر علِى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، من أن الرئاسة غير مسؤولة عن تغيير مجلس الشورى بعض النصوص فى مشروع قانون الانتخابات الذى تقدمت به لجنة الحوار الوطنى برعاية الرئيس، مؤكدًا أن الرئيس ليست له مصلحة فى دعم رأى محدد فى ما يتعلَّق بهذا القانون.
إذن الحوار مع الرئيس بلا قيمة.
والوعد منه بلا معنى.
والاتفاق معه بلا أى أهمية.
تأمَّل ياسر علِى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، وهو يصل إلى ذروة العبث السياسى حين يقول فى مؤتمره الصحفى، أول من أمس، إن «الجهة المنوط بها إقرار القانون فقط هى مجلس الشورى صاحب السلطة التشريعية».
ولَمَّا تسأل نفسك: طيب وما فائدة هذا الكائن الشائه المشوَّه الذى يدعونه حوارًا وساعات الثرثرة الرئاسية؟ يردّ عليك المتحدث الرئاسى بكلام إخوانى صميم «الحوار الوطنى فى حد ذاته هدف لجمع القوى السياسية والاجتماعية المؤثرة فى مصر على مائدة واحدة وفتح جميع الملفات والنقاش حولها، وليس الهدف من الحوار أن نملى على أى أحد شيئًا»، مشددًا على أن «الرئاسة تدعم آلية الحوار فى حد ذاتها كسبيل لحل المشاكل العالقة».
ما رأيك فى هذه الهرتلة المدهشة؟
الهدف من الحوار هو حل المشاكل العالقة، ولما الحوار يقترح قانونًا لحل المشاكل العالقة تلغيه الجماعة الحاكمة، ويغيِّر فيه مكتب الإرشاد حيث لا يملك مرسى الإملاء على الشاطر طبعًا!
حوار إيه ده إن شاء الله؟!
إن الحوار الذى تلح عليه الرئاسة وترسل وسطاء محترمين لإقناع جبهة الإنقاذ بالمشاركة فيه، هو حوار هراء، والذى يذهب إليه ويتعامل معه إنما يسقط فى فخ مختارا بكامل إرادته، فها هو الاتفاق الذى تم خلال الحوار الوطنى المزعوم مع القوى السياسية المزعومة انتهى إلى شكل لقانون الانتخابات، فإذا بمجلس الشورى يغيِّر فيه ويعدِّل ويحذف ويضيف ولا كأن فيه رئيس اتفق ولا حوار تم ولا من شاف ولا من درى!
طبعًا لأن الرئيس يقول اللى هو عايزه ويحاور اللى يحاوره، لكن الكلمة الأخيرة ليست له ولا للرئاسة ولا لحوارها، بل لمكتب الإرشاد وخيرت الشاطر تحديدًا، وهو الذى يعطى التعليمات لأعضاء الإخوان فى الشورى بالالتزام بما يريد ويشاء هو لا الرئيس وحواره!
هذا يتَّضح كل يوم ويظهر فى كل لحظة، ومع ذلك هناك مَن يصمِّم على التمثيلية ويؤدى دوره فى المسرحية ويلف ويدور حول نفسه ويراوغ ويتحايل كى يدَّعى أن الرئيس مستقل عن جماعته وليس جنديًّا مجنَّدًا مطيعًا طائعًا لها!
مكتب الإرشاد يحكم مصر، وقصر الرئاسة تابع لمكتب الإرشاد.
لا فائدة من أى حوار مع مرسى، بل من أى حوار مع إخوانى أصلًا، فلا عهد ولا وعد لهم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى