شريهان: ضميري مرتاح لأنني لم أنتخب مرسي
تعيش الفنانة شريهان في مكان هادئ على أطراف القاهرة، بعيداً عن صخب وضجيج وسط المدينة، اعتادت ألا تخرج من منزلها – منذ ابتعادها عن الساحة قبل 10 أعوام – إلا للضرورة القصوى أو لزيارة الطبيب.
لكن قبل عامين وتحديداً ليلة 27 يناير 2011، قررت شريهان الخروج عن العزلة التي فرضتها على نفسها، وتصرخ بأعلى صوتها بعد سنوات من الصمت، تحمست للمشاركة في ثورة لم تكن قد بدأت بعد، ومعلنة بشجاعة تضامنها مع مطالب المتظاهرين في لحظة كان يعتبرها البعض مخاطرة.
ورغم إنجاز الهدف الأكبر للثورة «إسقاط مبارك» ومغادرة الثائرين للميدان، رفضت العودة واستمرت طيلة العامين الماضيين في التردد على الميدان، وتردد نفس الهتاف، وترفع نفس الشعار «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية»، يضاف الى ما سبق الاستماتة في المطالبة بالقصاص للشهداء.
ونحن على أبواب الذكرى الثانية للثورة قررت شريهان أن تفتح قلبها لـ«الشروق» وتتحدث عن الوطن والثورة والفن في حوار لم يرتب له ميعاد.
تقول شريهان: يوم 25 يناير 2011 كنت أتابع المظاهرات التي خرجت في شوارع القاهرة كأي مواطن مصري، ولم أكن استوعب المشهد، ولكن حين رأيت أول قطرة دم لشهيد خرج يطالب بحقه في وطنه فقتل بيد أخيه المصري، قررت الانضمام إلى صفوف الثوار وكان ذلك ليلة 27 يناير 2011.
تستعدين للمشاركة في الذكرى الثانية للثورة بميدان التحرير.. فهل هو للاحتفال أم لتحقيق أهداف الثورة؟
– 25 يناير حقاً يوم تفتخر به نفسي، ويتشرف به قلبي؛ لأنه التاريخ الذي تخلى فيه المواطن المصري عن سلبيته وصمته، وقرر أن يدافع عن حقه في حياة كريمة.
وقررت المشاركة في هذا اليوم لأذكر الشعب بالخلاص من عصر الفساد والقهر وظلم المواطن بتجهيله عمداً، وسأنزل ميدان التحرير لأنادي بتحقيق أهداف الثورة «القصاص للشهداء – والعيش – حرية – عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية».
فكم أنا مشتاقة لاستنشاق هواء هذا اليوم في ذكراه الثانية التي تحل بعد أيام.. لكنني أعلن رفضي الاحتفال بـ25 يناير؛ لأن عيد ثورتنا لم يأت بعد، ودماء شهدائنا لا تزال ساخنة حتى الآن على أيدينا، والشهيد يضاف إليه شهيد جديد دون أن يقتص لأحد، والمواطن المصري البسيط لم يشعر بأي تغير حدث في حياته، فهو حتى الآن تعبان مهموم وقلق على مستقبل بلده وأبنائه، أيضاً لا زلنا نسمع الخطب والشعارات في جميع المجالات أقوالاً جميله وأحلاماً بعيدة المنال عن المواطن المصري ولا تنفذ على أرض الواقع.
لا ننكر أننا بدأنا ثورة وذهب الكثير من رموز نظام مبارك الفاسد، ولكن هذا النظام له أتباعه ومريدوه، كما أن أفكاره وسياساته ما زالت تحكمنا، فنحن نعيش بكثير من الأورام الخبيثة التي تحتاج استئصالها.
كيف مرت عليك سنة 2012؟
ـ أعتقد أن ما حدث لمصر في 2012 لا يمكن أن يتحمله إلا المواطن العربي، أما إذا حدث لأى شعب في دولة متقدمة فلا يمكن أن يغفرها هذا الشعب لحكامه.
لن ننسى هذا العام لأن قرارات وسياسات مسئولينا ظلمته وظلمتنا معه وحملتنا ما لا طاقة لنا به، فهو من أثقل الأعوام على الشعب المصري بل وعلى عموم العالم العربي.
للأسف ودعنا فيه أكثر من 150 شهيدًا، بالإضافة الى عدد كبير من الكوارث الطبيعية والسياسية والاجتماعية.
هذا العام شهد إضرابات، ومحاصرة للمحاكم، واحتجاجات، وانشقاقات، واستقطابا، و40 خطابًا للدكتور محمد مرسي، وثلاثة إعلانات دستورية، و26 مليونية تقريباً.
في هذا العام أيضا سجلت السكة الحديد 5 حوادث قطار راح ضحيتها عشرات الشهداء، وتم تقسيم الشارع سياسيا وأصبحت دماء الشهداء والمصابين في بيت كل مصري، وجاءت فيه حكومات متعاقبة عصفت بأحلام العمال، وفيه لم تتمتع الصحافة والإعلام بأي حرية.
في هذا العام أيضاً حدثت أزمة الجمعية التأسيسية وتم اقرار دستور غير توافقي لا يليق بمصر وأهداف الثورة.
بعد كل ما ذكرتيه.. من أين يأتي التفاؤل لتستمر الحياة؟
– بالعكس أنا متفائلة وواثقة جداً في أن أهداف ثورتنا ستتحق، وستنتصر إرادة الشعب المصري في النهاية، لأن ثروة مصر الحقيقية في المواطن المصري، المالك الحقيقي لهذا البلد، لذلك أرى أن الصراع الآن يدور عليه.
متفائلة لأن 25 يناير ثورة حقيقة وليست وهماً أو سراباً أو حلما، وهذه الحقيقة كالموت بالنسبة لمدعي الوطنية، لذلك لا يرغبون في مواجهتها.
متفائلة لأن الثورة استطاعت في 18 يوما فقط أن ترسخ لمعاني ومفاهيم في الشارع المصري، عجزت المعارضة عن تعميمها على مدار السنين.
لأن ثورة الكرامة استطاعت أن تقضي على حائط الرعب والخوف من جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية الذي قام ببنائه في نفوسنا النظام السابق الديكتاتوري، واكتشفنا أن هذا الحائط وهمى وكاذب .
متفائلة، لأن حاجز الخوف انكسر، والثورة فتحت الأبواب لكل طارق انتظر طويلاً حياة كريمة، رافضا الذل والقهر والفقر والاستعباد والتدليس والتهميش وقتل الأمل والحلم.
لأن إعصار التغيير بدأ ولن ينجُ منه مدعو الوطنية ولو كانوا في بروج مشيدة، فأهداف ثورتنا حق وذكرت في الكتب السماوية «عيش حرية، عدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية».
متفائلة لأننا نملك جيلاً جديداً، قرر أن يستأنف عمل أجداده الفراعنة في نقش التاريخ على الحجر من جديد، جيل ينحني العالم أمام إرادته وإصراره وصموده وانتصار إرادته.
لكن كيف تقرئين مستقبل الثورة في ظل هذا المشهد الملتبس؟
– أثق في أن الثورة المصرية ستضع خطوطاً حاسمة لمستقبل الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وستجعل من مصر نموذجاً يحتذى به في العالم العربي.
ويقيني في الله وثقتي في إصرار وصمود الثوار ليس لها حدود، وأرى أن أهداف الثورة ستتحقق بأكملها، وأن الشعب المصري سيلفظ كل كاذب مدع وكل ظالم مستبد.
بالمناسبة نحن لم نتوقع أن يكون في مصر مشهد سياسي صحي بعد عامين فقط من سقوط الاستبداد، ونعرف أننا نحتاج لعدة سنوات للوصول إلى هذا المشهد، خاصة مع وجود جماعة الإخوان المسلمين التي لا تريد أن يكون هناك تنوع في المشهد السياسي، وتسعى فقط لأن تحل مكان الحزب الوطني المنحل.
ورغم وجود مؤسسات فعالة للمجتمع المدني قامت خلال السنوات الأخيرة على الارتقاء بوعي المواطن سياسياً، إلا أن تأثيرها يظل محدوداً، أما النظام الحزبي فما زال في طور التشكيل.
أتصور أننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت لفهم وتفعيل قيم التعددية والتسامح والمواطنة، لأن ما نعيشه حاليا هو محاولة فرض كل فئة رأيها بالقوة دون الاستماع للفئة الأخرى.
كثير من الثوار يشعرون أن الثورة ترتد إلى الخلف وأن ما بعد الثورة لم يفرق كثيرا عما قبلها.. ما تعليقك؟
– مصر لن ترى فساداً واستبدادا وسياسات ديكتاتورية عشوائية وظالمة للمواطن المصري الذي تم استعباده آخر 20 عاماً في عصر المخلوع مبارك.
فالشعب المصري كان يعيش في دولة مبارك وليس في مصر، ومصر كانت دولة منعدمة الملامح والمعالم، لا تعرف ان كانت دولة أم مملكة أم إمارة أم مستعمرة!
وبالطبع ما تعيشه مصر اليوم ليس هو منتهى أملي للمواطن، لذلك سيظل الشعب في نضاله وثورته حتى يحقق كل أهدافه.
وكيف ترين استمرار الوضع السيئ والانقسامات؟
– ما دامت الدولة بمؤسساتها تفتقد للغة الحوار ومادام بيننا انهيار في التوافق مثل الذي حدث في الاستفتاء على الدستور سيظل الشارع المصري في حالة انقسام دائمة، نحصد بسببها عواقب قد تتجاوز قضية الدستور وتؤثر في قدرة البلد على التعامل مع مشاكل أخرى وتحديات مقبلة .
ويجب أن يكون انهيار التوافق حول الدستور درساً قاسياً لنا جميعاً، ورسالة إلى الأغلبية بأننا لن نسمح بتكرار تجربة الحزب الوطني مرة أخرى، فيجب أن يكون هناك مجال واضح لمشاركة باقي الأحزاب والقوى السياسية وكل الآراء في المجتمع.
لأن هناك أموراً مثل غياب السيادة المصرية بسيناء وانهيار الاقتصاد والوحدة الوطنية لا يحتمل فيها الخطأ والتجربة أو الاستمرار في مسار الاستقطاب الذى يدفع البلد إلى حافة الهاوية.
وعلينا الاعتراف بأن هناك الكثير من الانقسامات في الشارع المصري، وهناك أيضاً فئة ولو قليلة تؤيد الرئيس السابق مبارك، والآن بعد أن شاهدوا سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الدولة أصبحت تنظر الى الثورة نظرة لوم.
لكنني على ثقة أن مصر ستتعافى وتعبر جميع أزماتها فمصر التي تجمع وتحضن أبناءها لا يمكن أن تفرقهم وتشتتهم في أي وقت وتحت أي ظرف.
ورغم المآسي، علينا أن نفرح ولو قليلا ونعتبر أن الانقسامات بدأ بعضها يتلاشى بتحالف بعض قوى المعارضة، وتوحدها في خوض الانتخابات البرلمانية.
أ
ين هي الثورة بين شركاء الثورة أنفسهم.. فالإسلاميون يسلكون طريقا يعتقدون أنه الثورة.. بينما يرى الليبراليون طريقا آخر؟
– الثورة مصانة بأبنائها وثوارها ومؤيديها من شرفاء الوطن، باختصار أنا مؤمنة بأن مصر وطن وشعب ستلفظ الكثير من مدعي الوطنية الموجودين حالياً بيننا على الساحة سواء كانوا من الإخوان أو الليبراليين أو الناصريين أو السلفيين.
علينا فقط أن نثق في أجهزة استشعار المواطن المصري التي فطره الله عليها، ونقتنع بأن مصر لن تنهض أو تتقدم إلا بتعددها ووحدتها بالترابط بين طوائفها، وقناعتي أن كل من ضل طريق الثورة سيعود بإرادته وسيجد الشعب في الطريق الصحيح.
إ
ذا كنت تثقين في أجهزة استشعار الشعب، فكيف ترين الأصوات التي تسيء إليه.. فالليبراليون يتهمون الإخوان بأنهم يستقطبون الأصوات بالزيت والسكر.. والإسلاميون يتهمون الليبراليين باستقطاب أصوات الفلول؟
ـ مقاطعة: لا أفهم كيف لشخص أن يشكك في صدق نوايا شعب أراد الحياة وخرج لينادي بحقه في حريته وكرامته الإنسانية وعدالته الاجتماعية.. وكيف يمكن لمسلم أن يفتش ويشكك في نوايا إنسان؟!
ليس من حقنا أن نلوم شعباً عمره في الحرية والديمقراطية عامان وخبرته السياسة بدأت في يناير 2011 فقط.
وأرى أنه من العيب والخطأ والحرام أن تلوث جماعة الإخوان المسلمين الشباب وجيل الثورة المتطلع لمستقبل أفضل لبلاده وأبنائه، وتوصمهم بما ليس فيهم أو بأنهم وضعوا أيديهم في يد «الفلول»، فالمواطن المصري لم يخرج ضد أشخاص بعينهم وإنما خرج ضد سياسات أفقرته وأمرضته وجهلته وحرمته من ثرواته وخير بلاده.
وفيما يتعلق بالزيت والسكر فهذا واقع نرفضه ونريد المواطن أياً كان انتماؤه أن تكون إرادته حرة مستقلة ولا نريد حزباً حاكماً يستخدم حاجة المواطن في توجيه صوته أو استخدامه كما كان يفعل الحزب الوطني من قبل في استخدام جهل المواطن السياسي وفقره وشراء صوته بورقه مالية.
هل لديك نصيحة تقدمينها لهذا الشعب المغلوب على أمره؟
– الشعب لم يعد مغلوباً على أمره وأصبح يحدد ويختار مصيره بيده بعد الثورة، ولي طلب واحد فقط أن يشعر هذا الشعب ويعلم أنه هو صاحب ومالك هذا البلد، وإنه ليس موظفاً لدى رئيس الجمهورية أو أي مسئول وإنه مثل ما عليه من واجبات لوطنه لديه أيضاً حقوق وأطالبه بعدم التفريط فيه.
ومن يأتي إلى الكرسي عليه أن يحتمل المعارضة، ولا يخون إذا كان أميناً ومسئولاً، وأما عودة الفلول فعلى جثة الثوار والشعب المصري.
وأذكر الشعب بمقولة جيفارا «يقولون لي إذا رأيت عبداً نائماً فلا توقظه لئلا يحلم بالحرية وأقول لهم، إذا رأيت عبداً نائماً أيقظه وحدثه عن الحرية».
يبدو انحيازك للمعارضة واضحاً؟
-انحيازي للشعب والثورة، واعتقادي الشخصي أن أغلبية المعارضين شخصيات مسئولة، وتاريخهم المشرف يسبق أسماءهم.
لكنني اعترف بأن خبرتي السياسية عمرها فقط عامان، ولا أملك حتى الآن خبرة قراءة جميع شخصيات المعارضة، فأحياناً يساعدني تاريخ المعارض ومواقفه السياسية والوطنية السابقة ووجهات نظره وآرائه الثابتة على أن أثق فيه، لكن هذا لا يمنع أن على مدار العامين الماضيين سقطت أقنعة كثير من المعارضة وسقط من نظري أكثر.
لماذا أبطلت صوتك في انتخابات الرئاسة؟
ـ أبطلت صوتي للدكتور محمد مرسى وللفريق أحمد شفيق، لأن «شفيق» بيني وبينه دم، وعليه علامات استفهام كثيرة، ومسئول أمامي مسئولية كاملة عن موقعة الجمل كرئيس وزراء مصر في حينها، وأيضاً مسئول عن إهانة الثوار ومعتصمي التحرير والمتظاهرين هذا إلى جانب ولائه للرئيس المخلوع وبالتالي دم الشهداء الذين سقطوا في رقبته.
أما د.مرسى فلم انتخبه لأنني رأيت أنه لن يستطيع أن يحكم مصر وانتماء قلبه ونفسه لجماعة الاخوان وليس للمواطن، فهذا كان تخوفي ولذلك أبطلت صوتي وأرضيت ضميري، وأشعر أن تخوفي في محله، لأنه لم يستطع حتى الآن إثبات أنه رئيس لكل المصريين، ولا ألتمس منه العدل بين مختلف فئات الشعب.
ماذا تقولين للرئيس مرسي؟
-كن رئيساً لجميع المصريين وأخرج من عباءة الإخوان واجعل استقالتك من حزب الحرية والعدالة مفعلة وليست حبراً على ورق، وتخل عن الشعارات والكلام النظري، فنحن لا نريد بلاغة لفظية، ولكن نريد أن نعلم ما هي خطتك في انقاذ الاقتصاد من الانهيار.
أتمناك يا سيادة الرئيس إيجابياً وشفافاً في تاريخ أخطر مرحلة تمر بها مصر والعالم العربي، وأقول لك اجعل أجيالنا القادمة تتعلم وتأخذ منك العبرة والحكمة والموعظة الحسنة.
وقبل كل شيء يجب أن تحافظ على الدم المصري أغلى ما لدينا، لأن الدم الذى لم نتحمله في عصر مبارك، لن نتحمله أيضاً في عصرك.
وأتمنى أن يكون أول شيء تفعله في 2013 أن تسلم الشعب الجناة الذين قتلوا جنودنا على الحدود وهم صائمون بعد أيام من توليك السلطة.
إ
ذا لم يكن د. محمد مرسي حلمك فمن الشخص الذي تمنيتيه رئيسًا لمصر بعد الثورة؟
-لا يوجد شخص بعينه تمنيته رئيساً لمصر عندما قامت الثورة، فقط كنت أتمنى صفات وملامح زعيم مصري، فيه خلق وعدل وحق عمر بن الخطاب لأن هذا ما تستحقه مصر وهذا ما يتمناه قلبي ونفسي، وهذا الزعيم سيأتي حتماً.
لكن عندما تقدم مرشحون للرئاسة بحثت فيهم عن الأكثر وطنية ونزاهة وصدقاً وعدلاً وشرفاً.
ظهورك في مؤتمر تدشين التيار الشعبي جعل الكثير يؤكد أنك تنتمين إلى التيار الناصري؟
-حزبي هو «الله» وشعبي هو «الإنسان»، وأبدا لم أنتمِ يوما الى أي حزب أو فكر أو تيار، وإنما فقط مواطنة مصرية بسيطة جدا محسوبة على الشعب المصري، ديانتي مسلمة سنية، وأمنيتي أن نكون جميعا شخصا واحدا، وتكون قضيتنا واحدة دون إقصاء تيار لآخر، وأعرف أنه من الصعوبة أن نتفق بنسبة 100 %، ولكن على الأقل لابد أن تصل هذه النسبة الى 80 %، لأننا حتى هذه اللحظة لا نستمع إلا صوت تيارين فقط هما الإخوان والسلفيون، ولا وجود لباقي التيارات.
بصراحة.. ما هي القضية التي تواصلين النضال من أجلها؟
ـ قضيتي الوحيدة هي المواطن البسيط، فقط أتمنى أن يتعلم ويعالج ويعيش حياة كريمة، فالثورة في بدايتها تحدثت مع النظام السابق في طلبات وأهداف واضحة المعالم والملامح ومحددة وبسيطة، وهى حق لكل إنسان ومواطن ولكن عناد مبارك وغرور من حوله جعلوا هذه الطلبات تتحول إلى ثورة أطاحت به، واليوم بعد عامين من انطلاق الثورة تاهت كل مطالبنا وأهدافنا واصبحنا نتحدث عن أشياء أخرى.
البعض يرى أنك وجدت في الثورة حياة بديلة للفن.. بما تردين عليهم؟
ـ بالنسبة لي لا يوجد بديل للفن إلا الفن، وعشت الثورة كأي مواطن مصري بسيط يدافع عن الحق والحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان.. وخروجي منذ بداية الثورة وإلى آخر يوم في عمري سيستمر حتى نأخذ القصاص العادل للشهداء وتحقق الثورة أهدافها.