“الأوبزرفر”: تهريب السجائر يشعل عنف المتطرفين الإسلاميين فى أفريقيا
نشرت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية تحقيقيا حول تأثير تهريب السجائر على إشعال عنف المتطرفين الإسلاميين فى أفريقيا، وقالت إن تجارة التبغ غير المشروعة تحقق مليار دولار فى شمال أفريقيا، ويديرها المتطرفون، ومن بينهم مختار بلمختار الذى برز اسمه باعتباره مخطط اختطاف الرهائن فى الجزائر مؤخرا من منشأة عين أميناس النفطية.
وسلطت الصحيفة الضوء على تلك التجارة، التى تدر أرباحا هائلة ومخاطرها قليلة للغاية، وتقول إن الدور الذى لعبته السجائر والاتجار فيها فى تسهيل الإرهاب العالمى قد تم تجاهله لأسباب غير مفهومة، لكن أصبح مصلحة ملحة لوكالات المخابرات الغربية مع سعيها إلى التحقق من الفصائل المتنوعة لتنظيم القاعدة فى منطقة الصحراء الأفريقية.
وقد أجرى الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين عدة مقابلات مع عملاء وخبراء، وتوصل إلى أن تهريب السجائر قدم الجزء الأكبر من تمويل تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى. كما أنها تمول أيضا الجماعات المنبثقة عن هذا التنظيم، مثل جماعة أنصار الشريعة التى تتحمل مسئولية قتل السفير الأمريكى فى ليبيا كريستوفر سيتفينز فى بنغازى العام الماضى، ويعتقد أنها وراء التهديدات التى دفعت بريطانيا لتحذير مواطنيها بضرورة مغادرة المدينة فى الأسبوع الماضى.
وتتابع الصحيفة قائلة: يعتقد أن القيمة الإجمالية لتجارة التبغ غير المشروعة فى أفريقيا الشمالية تتجاوز المليار دولار. ويقدر مكتب الأمم المتحدة، المعنى بالمخدرات والجريمة، أن الأفارقة يدخنون حوالى 400 مليار سيجارة فى العام، من بينها 60 مليار يتم شراؤها من السوق السوداء.
وهناك خمسة دول هى الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس تدخن 44% من السجائر فى أفريقا، والأسواق السوداء فيها أكبر بشكل واضح. فمثلا أكثر من ثلاثة أرباع السجائر التى يتم تدخينها فى ليبيا مهربة.
وقد أثار التحكم فى تدفق السلع المهربة فى هذه البلدان حرب عصابات، حيث كان مختار بلمختار، والذى يعرف بأنه “السيد مارلبورو” لدوره الكبير فى تجارة السجائر، والجماعات الأخرى التى على صلة بتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى الآن تتنافس مع بعضها البعض، وأيضا مع قبائل الطوارق والجيش الفاسد ومسئولى الحكومة، فى محاولة لامتلاك تلك التجارة. وبعض السجائر المهربة عبر الصحراء الأفريقية منتجة بشكل مزيف فى الصين وفيتنام. لكن أغلب المنتجات ذات العلامات التجارية حقيقية، وتدخل إلى الشرق الأوسط عبر شبكة من الشركات ورجال الأعمال.