هيكل: مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان
لم ألزم نفسى طوال هذه الصفحات بأوصاف للرئيس حسنى مبارك من نوع ما يرد على الألسنة والأقلام منذ أزيح عن قمة السلطة، وإنما استعملت الإشارات العادية طالما أن الرجل لم يُحاكم، ولم يُحكم عليه.
ومع أن مبارك وصل إلى قاعة محكمة – ممدداً على سرير طبى دخل به إلى زنزانة حديدية – فإن التهم التى وجُهت إليه لم تكن هى التهم التى يلزم توجيهها، بل لعلها الأخيرة فيما يمكن أن يوجه إلى رئيس دولة ثار شعبه عليه، وأسقط حكمه وأزاحه.
والمنطق فى محاكمة أى رئيس دولة أن تكون محاكمته على التصرفات التى أخل فيها بالتزامه الوطنى والسياسى والأخلاقى، وأساء بها إلى شعبه، فتلك هى التهم التى أدت للثورة عليه.
أى أن محاكمة رئيس الدولة – أى رئيس وأى دولة – يجب أن تكون سياسية تثبت عليه – أو تنفى عنه – مسئولية الإخلال بعهده ووعده وشرعيته، مما استوجب الثورة عليه، أما بدون ذلك فإن اختصار التهم فى التصدى للمظاهرات – قلب للأوضاع يستعجل الخاتمة قبل المقدمة – والنتائج قبل الأسباب، ذلك أنه إذا لم يظهر خروج مبارك على العهد والوعد والشرعية، إذن فقد كان تصديه للمظاهرات ممارسة لسلطته فى استعمال الوسائل الكفيلة بحفظ الأمن العام للناس، والمحافظة على النظام العام للدولة، وعليه يصبح التجاوز فإصدار الأوامر أو تنفيذها – رغبة فى حسم سريع، ربما تغفره ضرورات أكبر منه، أو فى أسوأ الأحوال تزيداً فى استعمال السلطة قد تتشفع له مشروعية مقاصده!
وكذلك فإنه بعد المحاكمة السياسية – وليس قبلها – يتسع المجال للمحاكمة الجنائية، ومعها القيد والقفص!
بمعنى أن المحاكمة السياسية هى الأساس الضرورى للمحاكمة الجنائية لرئيس الدولة، لأنها التصديق القانونى على موجبات الثورة ضده، وحينئذ يصبح أمره بإطلاق النار على المتظاهرين جريمة يكون تكييفها القانونى إصراره على استمرار عدوانه على الحق العام، وإصراره على استمرار خرقه المستبد لعهده الدستورى مع الأمة! ومن هذا المنطق فإننى لم استعمل فى الإشارة إلى مبارك أوصافاً مثل المخلوع أو المطرود أو حتى السابق، وإنما استعملت على طول سياق هذه الصفحات ما هو عادى من الإشارات.
وعلى أى حال فإنه من حق من يشاء – إذا شاء – أن ينزع إشارات استعملتها بمنطق ما قدمت، وأن يضع بدلها المخلوع والمطرود أو السابق!
أردت بهذه الملاحظة أن أطرح مبكراً وجهة نظر لا أكثر، وحتى لا يأخذ على أحد تهمة أدب يتزيد، أو تمسك بأصول أسقطتها الدواعى!
بدأت التفكير فى هذه الصفحات باعتبارها مقدمة لكتاب تصورت أن أجمع داخل غلاقه مجمل علاقتى بالرئيس حسنى مبارك، وقد كانت علاقة محدودة وفاترة، وفى كثير من الأحيان مشدودة ومتوترة، وربما كان أكثر ما فيها – طولاً وعرضاً – لقاء واحد تواصل لست ساعات كاملة، ما بين الثامنة صباحاً إلى الثانية بعد الظهر يوم السبت 5 ديسمبر 1981 – أى بعد شهرين من بداية رئاسته – وأما الباقى فكان لقاءات عابرة، وأحاديث معظمها على التليفون، وكلها دون استثناء بمبادرة طيبة منه، لكن الواقع أن الحوار بيننا لم ينقطع، وكان صعباً أن ينقطع بطبائع الأمور طالما ظل الرجل مسيطراً على مصر، وظللت من جانبى مهتماً بالشأن الجارى فيها، وعليه فقد كتبت وتحدثت عن سياساته وتصرفاته، كما أنه من جانب رد بالتصريح أو بالتلميح، وبلسانه أو بلسان من اختار للتعبير عنه أو تطوع دون وكالة.
وقد تراكم من ذلك كثير مكتوب مطبوع، أو مرئى مسموع، وفكرت أن أجعله سجلاً وافياً – بقدر الإمكان – لحوارات وطن فى زمن، ولعلاقة صحفى مع حاكم ومع سلطة فى الوطن وفى الزمن!
لكنى رُحت أسأل نفسى عن الهدف من جمع هذا السجل، ثم ما هو النفع العام بعد جمعه؟!
– وبداية فقد ورد على بالى أن تسجيل ما جرى فى حد ذاته قد يكون وسيلة إلى فهم مرحلة من التاريخ المصرى المعاصر مازالت تعيش فينا، ومازلنا نعيش فيها!
– ثم ورد على بالى أن كثيراً من قضايا ما جرى مازالت مطروحة للحوار، وبالتالى فالتسجيل سند للوصل والاستمرار.
– ثم ورد على بالى أن بعض الملامح والإشارات فى سياق ذلك الحوار ربما تكون مفيدة فى التعرف أكثر على لغز رجل حكم مصر، وأمسك بالقمة فيها ثلاثين سنة لم يتزحزح، وتغيرت فيها الدنيا، وظل هو حيث هو، لا يتأثر.
وذلك لابد له من فحص ودرس!
تركت خواطرى تطل على كل النواحى، ثم اكتشفت أن الاتجاهات تتفرع وتتمدد – لكن الطرق لا تصل إلى غاية يمكن اعتبارها نقطة تصل بالسؤال إلى جواب.
وعُدت إلى ملفاتى وأوراقى، ومذكراتى وذكرياتى، وبرغم آثار كثيرة وجدتها، ومشاهد عادت إلىّ بأجوائها وتفاصيلها، فقد طالعنى من وسط الزحام سؤال آخر يصعب تفاديه – مجمله:
– ماذا أعرف حقيقة وأكيداً عن هذا الرجل الذى لقيته قليلاً، واشتبكت معه – ومع نظامه – طويلاً؟!
والأهم من ذلك:
– ماذا يعرف غيرى حقيقة وأكيداً عن الرجل، وقد رأيت – ورأوا – صوراً له من مواقع وزوايا بلا عدد، لكنها جميعاً لم تكن كافية لتؤكد لنا اقتناعاً بالرجل، ولا حتى انطباعاً يسهل الاطمئنان إليه والتعرف عليه، أو الثقة فى قراره.
بل لعل الصور وقد زادت على الحد، ضاعفت من حيرة الحائرين، أو على الأقل أرهقتهم، وأضعفت قدرة معظمهم على اختيار أرقبها صدقاً فى التعبير عنه، وفى تقييم شخصيته، وبالتالى فى الاطمئنان لفعله!
وإذا أخذنا الصورة الأولى للرجل كما شاعت أول ظهوره، وهى تشبه بـالبقرة الضاحكة La vache qui rit – إذن فكيف استطاعت بقرة ضاحكة أن تحكم مصر ثلاثين سنة؟!
وإذا أخذنا الصورة الأكثر بهاء، والتى قدمت الرجل إلى الساحة المصرية والعربية بعد حرب أكتوبر باعتباره قائداً لما أطلق عليه وصف الضربة الجوية – إذن فكيف تنازلت الأسطورة إلى تلك الصورة التى رأيناها فى المشهد الأخير له على الساحة، بظهوره ممدداً على سرير طبى وراء جدران قفص فى محكمة جنايات مصرية، مبالغاً فى إظهار ضعفه، يرخى جفنه بالوهن، ثم يعود إلى فتحه مرة ثانية يختلس نظرة بطرف عين إلى ما يجرى من حوله – ناسياً – أنه حتى الوهن له كبرياء من نوع ما، لأن إنسانية الإنسان ملك له فى جميع أحواله، واحترامه لهذه الإنسانية حق لا تستطيع سلطة أن تنزعه منه – إلا إذا تنازل عنه بالهوان، والوهن مختلف عن الهوان!
وإذا أخذنا صورة الرجل كما حاول بنفسه وصف عصره، زاعماً أنه زمن الإنجاز الأعظم فى التاريخ المصرى منذ محمد على – إذن فكيف يمكن تفسير الأحوال التى ترك مصر عليها، وهى أحوال تفريط وانفراط للموارد والرجال، وتجريف كامل للثقافة والفكر، حتى إنه حين أراد أن ينفى عزمه على توريث حكمه لابنه، رد بحدة على أحد سائليه وهو أمير سعودى تواصل معه من قديم، قائلاً بالنص تقريباً:
– يا راجل حرام عليك، ماذا أورث ابنى – أورثه خرابة؟!
ولم يسأله سامعه متى وكيف تحولت مصر إلى خرابة حسب وصفه!
وهل تولى حكمها وهى على هذا الحال؟ وإذا كان ذلك فماذا فعل لإعادة تعميرها طوال ثلاثين سنة؟ وهذه فترة تزيد مرتين عما أخذته بلاد مثل الصين والهند والملايو لكى تنهض وتتقدم!
ثم إذا كان قد حقق ما لم يستطعه غيره منذ عصر محمد على – إذن فأين ذهب هذا الانجاز؟! – وكيف تحول – تحت نظامه إلى خرابة؟! – ثم لماذا كان هذا الجهد كله من أجل توريث خرابة خصوصاً أن الإلحاح عليه كان حقل الألغام الذى تفجر فى وسطه نظام الأب حطاماً وركاماً، مازال يتساقط حتى هذه اللحظة بعد قرابة سنة من بداية تصدعه وتهاويه!
وكيف؟!! – وكيف؟!! – وكيف؟!!
وهنا فإن التساؤل لا يعود على الصور، وإنما ينتقل إلى البحث عن الرجل ذاته!
وعلى امتداد هذه الصفحات فقد حاولت البحث عن الرجل ذاته قبل النظر فى ألبوم صوره، وعُدت إلى ملفاتى وأوراقى، ومذكراتى وذكرياتى عن حسنى مبارك، ثم وقع بمحض مصادفة أننى لمحت قصاصة من صحيفة لا أعرف الآن بالتحديد ما دعانى إلى الاحتفاظ بها ثلاثين سنة، لكنى حين نزعتها من حيث كانت وسط المحفوظات – رُحت أقرؤها وأعيد قراءتها – مفتكراً!!
وكانت القصاصة مقالاً منشوراً فى جريدة الواشنطن بوست فى يوم 7 أكتوبر 1981، وفى بداية المقال جملة توقفت عندها، وفى الغالب بنفس الشعور الذى جعلنى أحتفظ بها قبل ثلاثين سنة!!
والجملة تبدأ بنقل “أن الأخبار من القاهرة بعد اغتيال الرئيس السادات تشير إلى أن الرجل الذى سوف يخلفه على رئاسة مصر هو نائبه حسنى مبارك – ثم تجىء جملة تقول بالنص: إنه حتى هؤلاء الذين يُقال إنهم يعرفون مبارك هم فى الحقيقة لا يعرفون عنه شيئاً.
والآن بعد ثلاثين سنة وقفت أمام هذه الجملة، وشىء ما فى مكونها يوحى بأنها مفتاح المقال كله، لأننا بالفعل أمام رجل رأيناه كل يوم وكل ساعة، وسمعناه صباح مساء، واستعرضنا الملايين من صوره على امتداد ثلاثين سنة، لكننا لم نكن نعرفه ولا نزال!!
وكان سؤالى التالى لنفسى:
– إذا لم تكن للرجل صورة معتمدة تؤدى إلى تصور معقول عنه، فكيف أتفرغ شهورا لجمع ونشر ما سمعت منه مباشرة خلال مرات قليلة تقابلنا فيها، أو ما قلته له بطريق غير مباشر – أى بالحوار والكتابة والحديث ثلاثين سنة؟!
وترددت، لكننى بإلحاح أن تلك ثلاثين سنة بأكملها من حياة وطن، وهى نفسها ثلاثين سنة من المتغيرات والتحولات فى الإقليم وفى العالم، قادنا فيها رجل لا نعرفه إلى مصائر لا نعرفها – فإن زمان هذا الرجل يصعب تجاوزه أو القفز عليه مهما كانت الأسباب، مع أن هناك أسباباً عديدة أبرزها أن التاريخ لم ينته بعد كما كتب بعض المتفائلين من الفلاسفة الجدد!!
ثم كان أن توصلت إلى صيغة توفيق بين هذه الاعتبارات:
من ناحية تصورت أن أحاول فى مقدمة مستفيضة لهذا الكتاب، أن أترك ما تحويه ملفاتى وأوراقى، ومذكراتى وذكرياتى – تنقل بعض الخطوط والأوان عن “حسنى مبارك” معترفا مقدما ومسبقا أن هذه المقدمة مهما استفاضت ليست كافة الإظهار لوحة تستوفى شروط المدرسة الكلاسيكية لفن الرسم، لكنها – كذلك خطر لى – قد تستطيع مقارنة بشروط مدرسة الرسم التعبيرى.
بمعنى إنها قد تكون صورة لا تحاول تقليد مدرسة “ليوناردو دافنشى” أو “مايكل أنجلو” وحيا موصولا بالطبيعة، إنما تحاول تقليد مدرسة “رينوار” و”مانية” – تلمس موضوعها بمؤثرات أجوائه الإنسانية، وتشير إلى الطبع والشخصية مما يبلغ الحس ولا يطوله البصر.
وراودنى على نحو ما أن الجميع – ربما – أخطأوا فى تصوير الرجل. لجأوا إلى الكاميرا تلتقط الصورة ومضا بالضوء، بينما كان يجب أن يلجـأوا إلى الفرشاة واللون رسما بالزيت، ثم إنهم كرروا الخطأ حين اختاروا المدرسة الكلاسيكية فى الفن، بينما كان يجب أن يلجأوا للمدرسة التأثيرية!
وأظن أن ذلك ما حاولت بلمسات ألوان على مساحة ورق، تنزل عليها فرشاة زيت تشبعت به خفيفة وكثيفة، تؤمن بالظل أو بالفراغ، وتوحى بأكثر مما تصيح، وتعبر بقدر ما هو مستطاع فى زمن لم يعد فيه متسع لرقة “رينوار”، أو خيال “مانية”.
ولقد سألت نفسى كثيرا عن السبب الذى دعا الجميع إلى هذا التقصير فى البحث عن الرجل ذاته، وكيف تراكم التقصير فى التعرف على ثلاثين سنة؟!
وكان التفسير متعدد الأسباب وكلها منطقية، لكنها تاهت فى الزحام:
بعض الناس تلقفوه حين وجدوه ولم يتوقفوا أمام شخصيته وهو يقفز من المنصة إلى الرئاسة، فقد أخذهم هول ما وقع على المنصة، وتمسكوا بمن بقى بعده!
وبعضهم أخذه الظاهر من الرئيس الجديد واستخف بما رأى، واعتبره وضعا مؤقتا لعبور أزمة، وبالتالى فالإطالة فى تحليله إضاعة للوقت!
وبعض شدته الوقائع التى ظهر الرجل طرفا فى معمعانها، واستطاعت الصورة العامة للأحداث الكبر التى دهمت المنطقة أن تستوعب دوره ضمن الأدوار، ومع قيمة مصر فإن الجالس على قمتها التحف برايتها، وساعده الطامعون فى إرث الدور المصرى على تحويل هذه الراية إلى برقع يستر ملامح متغيرة للسياسة المصرية!
وبعض ـ خصوصا من أجيال الشباب ـ نشأوا ولم يعرفوا رئيسا غيره، وبالتالى فإن أجيالا تعودت عليه، وتأقلمت بالطبع على وجوده.
وبعضهم رغبة فى راحة البال تجاهل السؤال عن الرجل، واستعاض عنه بقبول جواب معبأ بصنعة إعلام يأتمر بالغلبة – غلبة السلطة – أو غلبة الثورة فى مصر، وكان لسوء الحظ إعلاما فقد تأثيره، وإن بقى هديره!
ولعل.. ولعل.. وكلها علامات استفهام تحار فيها الظنون، لكن الواقع قبل وبعد أى شىء أن الرجل بقى على القمة فى مصر ثلاثين سنة!
وأستأذن أن أؤكد وبوضوح أن هذه الصفحات وإن طالت عما توقعت – ليست قصة حياة، ولا هى سيرة رجل، وإنما هى لمحات قصرتها على ما رأيت بنفسى أو عرفت، وذلك هو عرى – واعتذارى – عن استعمال صيغة المتكلم فى بعض الفصول، وعذرى – واعتذارى أيضا – عن استعمال ألفاظ وعبارات بالعامية نقلتها كما سمعتها طلبا لدقة التعبير.
وهنا أضيف أننى لم أسع إلى لقاء أحد ممن عملوا مع “مبارك” عن قرب أو عايشوه، فتلك مهمة غيرى إذا حاول كتابة سيرته أو تتبع دوره.
ولقد راعنى – وأظنه راعى غيرى – أن كثيرين من هؤلاء الذين عملوا معه ومباشرة، كانوا أوائل من انقلبوا عليه، والمعنى هنا أن الرجل لم يرتبط بعلاقات إنسانية عميقة مع محيطه، ولا تواصل بولاءات متبادلة أو حميمة مع الذين اقتربوا منه وخالطوه، وإنما كانت علاقاته بهذه المحيط – على الأرجح – خدوشا على السطح لا يتبقى منها غير ندوب على الجلد تشحن وتزول بعد أيام أو أسابيع لا أكثر!
ذلك هو الجزء الأول من هذا الكتاب!
بقى الجزء الثانى، وذلك هو الجزء الأكبر فى الكتاب، وهو يشمل ما جمعت مما كتبت على الصفحات أو قلت على الشاشات، وكله مرتبط بقضايا العصر عرض وتحليلا – شرحا وتفصيلا، وظنى أنه وقد امتد على مساحة ثلاثين سنة، قد يعوض بالكلمات بعض ما لم تستطع أن تستوفيه الألوان!
وأملى – ربما – أن شيئا فى هذا كله قد يرسل شعاعا يكشف ولو لمحة من تلك الفجوة المجهولة التى أشارت إليها جريدة “واشنطن بوست” منذ اليوم الأول لعصر “مبارك” حين قالت “إن الذين يظنون أنهم يعرفون الرجل هم فى الواقع لا يعرفون عنه شيئا”.
وذلك – مع الأسف صحيح – فلقد فاجأت هؤلاء العرافين بدايته، وفاجأتهم نهايته!
يتبقى أن هناك سؤالا لا بد أن يصل إلى آذان الجميع: كيف استطاع هذا الرجل أن يجلس على رئاسة مصر ثلاثين سنة؟! ثم كيف استطاع شعب مصر أن يصبر ثلاثين سنة؟!
وبالنسبة لـ”كيف” الأولى فالجواب على سؤالها: إنه حظه طالما استطاع البقاء!
وأما “كيف” الثانية فجواب سؤالها: أنها مسئولية الشعب المصرى كله لأنه هو الآخر استطاع – استطاع بالصبر والصمت – وإظهار السأم والملل أحيانا – حتى جاءت ثورة 25 يناير 2011، وعندما لم يعد الصبر قادرا، ولا الصمت ممكنا، ولا الملل كافيا!