“جيروزاليم بوست”: من غير المرجح أن يدعم أوباما المعارضة فى مصر.. الرئي
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إنه مع تزايد التوتر بين الإخوان المسلمين والمعارضة فى مصر، فإن سياسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم تكن قائمة على دعم المعارضة بشكل فعال، وبدلا من ذلك، فإن أوباما يعتقد أنه يحقق الاستقرار الإقليمى بتعزيز قبضة مرسى على السلطة.
وأضافت الصحيفة فى تحليل لها تحت عنوان “من غير المرجح أن يدعم أوباما المعارضة فى القاهرة”، أن أوباما وافق مؤخرا على إرسال طائرات “أف 16” إلى مصر، وواصل المساعدات الاقتصادية والعسكرية، فضلا عن صمته النسبى عن إجراءات مرسى غير الديمقراطية فى تعزيز حزبه.
وتتابع الصحيفة فى تحليلها عن الموقف الأمريكى مما يجرى فى مصر، قائلة إن سياسة أوباما لها مخاطر، فكل يوم تقريبا تظهر تقارير من مصر تبين أن الرئيس مرسى لا يزال يتصرف ضد المصالح الأمريكية، ففى الأسبوع الماضى استقبل بحفاوة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، هذا إلى جانب التصريحات المعادية للسامية والمعادية لأمريكا التى أطلقها مرسى وقيادات الإخوان المسلمين على مدار السنين، والتى تم دفعها تحت البساط.
ويرى محللون أن هدف أوباما هو التلاعب بمرسى، باستخدام المساعدات الأمريكية، لاتباع المصالح الأمريكية، ويبرر سياسته بضرورة احترام نتائج الانتخابات المصرية.
ومع ذلك، فإن أوباما يبدو أنه يفضل نظاما يتعارض مع المصالح الأمريكية على حساب تأييد المعارضة التى يوجد بها عناصر أكثر اتساقا مع تلك المصالح.
ويقول ديفيد سشينكر الخبير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فى تصريحات خاصة للصحيفة، إن إدارة أوباما منذ البداية لم تكن قلقة للغاية من وصول الإسلاميين إلى السلطة، ويضيف “كانت الإدارة محايدة بشأن من سيفوز فى الانتخابات الرئاسية على الرغم من أنه على أرض الواقع، وكان التصور هو أن الإدارة الأمريكية تدعم الإخوان المسلمين بنسبة 100%، وكانت تدعمهم منذ الثورة، هذا هو تصور المصريين من غير الإسلاميين الذين لم يصوتوا لمرسى”.
أشارت “جيروزاليم بوست” إلى أن الرسالة المفتوحة التى وجهها بهى الدين حسن، مدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان فى الأهرام ويكلى الأسبوع الماضى، وقالت إن موقفه عكس رؤية المعارضة من غير الإسلاميين، وهو أن أوباما قد تخلى عن المصريين.
ومن جانبه، وصف دانيال بايبس رئيس منتدى الشرق الأوسط المحافظ، دعم أوباما الضمنى للنظام الإسلامى فى مصر بالسياسة المفزعة، ويعتقد بايبس أن الولايات المتحدة يجب أن تعارض دائما الإسلاميين وتدعم الليبراليين.
وكان بايبس قد كتب مؤخرا فى مواقع ذا ناشيونال ريفيو الأمريكى متحدثا عن تصريحات للسفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون، والتى قالت فيها “نحن نتطلع إلى مصر للاستمرار فى العمل كقوة من أجل السلام والأمن والقيادة، فطالما اعترفت الولايات المتحدة بمصر كشريك لا غنى عنه”.
ويقول بايبس: هل يدرك أحد فى الخارجية الأمريكية أن مصر الآن يديرها متعصبون إسلاميون ممثلون فى الإخوان المسلمين الذين تختلف أهدافهم بشدة عن أهداف الأمريكيين.
وعودة إلى سشينكر، تقول جيروزاليم بوست، إنه لا يرى احتمالا واقعيا فى أن تغير الإدارة الأمريكية أو الكونجرس سياسة واشنطن فى المستقبل القريب بقطع المساعدات عن مصر، ويقول محلل معهد واشنطن “إن أمريكا لا تستطيع إنهاء المساعدات حتى لو أرادت ذلك بسبب الطريقة التى يتم بها هيكلة المساعدات الخارجية”.
ويوضح ذلك قائلا “إن هناك تمويلا يسمح لتوفير الأموال لأنظمة تسليح على مدار عدة سنوات، ولو قام الكونجرس بتجميدها، فإن الشركات الأمريكية ستتعرض للضرر”.
وفضلا عن ذلك، يقول سشنكر، عن إلغاء المساعدات سيدفع الولايات المتحدة إلى إلغاء اتفاقياتها المتعاقد عليها مع مصر، وستكون هناك حاجة على تشريعات جديدة.
ومن ناحية أخرى، يرى سشينكر أن الإخوان المسلمين فى مصر يفعلون ما يفعله الإسلاميون فى تركيا بقيادة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، فقد استغرق الأمر منه 10 سنوات للسيطرة على الجيش فى تركيا، وقد بدأ مرسى عملية مماثلة بإقصائه قيادات الجيش (فى أغسطس الماضى).
وتوضح جيروزاليم بوست، أن خلاصة الأمر لإسرائيل من هذه القصة أنها ستجد صعوبة فى مواجهة دعم أوباما المستمر لمرسى بشكل مباشر، ولا تزال سياسة إسرائيل فى هذه الجبهة مشلولة، وتستند على أمل النفوذ الاقتصادى الأمريكى الذى سيبقى مرسى على اتصال.
وختمت الصحيفة تحليلها قائلة عن المشكلات ستبدأ لو بدأ مرسى فى إلقاء دعمه وراء قوى بالوكالة، والتى تتصرف ضد إسرائيل فى إشارة على حماس.