“شرومبلا وريشة وبوقو”.. صائدو الأطفال فى مصر الجديدة.. احتجزوا 5 أطفال
داخل حجرة مهجورة، كانت تستخدم كزاوية للصلاة تابعة لشركة مترو مصر الجديدة، بمجازاة شريط خط المترو الموجود بمحطة المعلمين بمنطقة روكسى بشارع المقريزى بالقاهرة، ارتكب 3 مجرمين أبشع الجرائم ضد 5 أطفال قصر احتجزوهم لعامين ونصف ومارسوا ضدهم كافة صور الاتجار بالبشر، علموهم التسول وشرب الكولة وتناوبوا اغتصابهم يوميا تحت تأثير الكولة والسلاح وانتهكوا أعراضهم دون شفقة أو رحمة لإرهابهم وإجبارهم على عدم العودة لذويهم واستغلالا لحالة ضعفهم وحاجتهم.
اتخذ المجرمون الثلاثة أحمد محمد محمود أحمد الشهيربـ “شرومبلا “23 سنة، وصلاح الدين محمد عرابى وشهرته “صلاح ريشة” 40 سنة، ومحمد محمد حسن بدر وشهرته”بوقو ” 23 سنة زاوية مهجورة كان يستخدمها عمال المترو فى نهاية الخط للاستراحة والصلاة، وهجروها منذ فترة، كوكر لهم يدنسوه بأفعالهم ضد 5 أطفال قصر قادهم حظهم العثر لطريق هؤلاء بعد أن هجروا بيوتهم وهربوا من ذويهم بسبب القسوة والجحود.
منذ يومين لم يكن ليل القاهرة ستار على هؤلاء المجرمين حيث داهمت قوة من قسم شرطة الأزبكية ووحدة رعاية الأحداث، الوكر قرب الفجر، وتم ضبط الجميع وبحوزتهم الكولة والأطفال مخدرين ومستعملين.
استجار أهالى المنطقة منهم ومن تصرفاتهم المشينة على قارعة الطريق وتهديدهم لأمن السكان والأطفال، وفور القبض عليهم انهال بعض المتوجهين لصلاة الفجر عليهم بوابل من الشتائم موجهين استنكارهم للشرطة، التى تركتهم طوال الفترة الماضية، على حسب رواية مدير الإدارة العامة لمباحث الأحداث بقسم الأزبكية العقيد خالد عبد العزيز.
استطاع “امل مصر” أن يلتقى المجرمون الثلاثة ويواجههم بأفعالهم المشينة فكان هذا اللقاء مع رئيسهم، والذى اعتاد أن ينتهك عرض الأطفال على حسب شهادتهم لليوم السابع وفى الأوراق الرسمية للمحضر رقم 1863 لسنة 2013 جنح مصر الجديدة.
“شرومبلا” هو أحمد محمد محمود أحمد وشهرته (شرومبيلا) 23 سنة عاطل ومن مساكن عين شمس وسبق اتهامه فى 3 قضايا سرقة وسائل نقل وسرقة متنوعة وسلاح أبيض وآخرها القضية رقم 5919 / 2012 جنح روض الفرج سرقة وسائل نقل وصدر ضده حكمان بالحبس بسبب التسول.
يخبرك كل سنتيمتر فى وجهه عن تفاصيل سنوات طويلة تجاوزت الـ6 سنوات قضاها بالشارع بعد أن قام والده فى إيداعه بمؤسسة للرعاية الاجتماعية، فآثار الجروح بالسنجة والسيف والمطواة تشوه تفاصيل وجهه، وعينه اليمنى بها عاهة مستديمة.
أجاد شرومبلا ادعاء دور المظلوم وترديد عبارة معرفش حاجة عن الكلام دا وهو فيه أيه، واجهه “امل مصر” بالاتهامات الموجهة إليه وكلام الأطفال الذين التقيناهم، فبدأ يروى حكايته منذ 6 سنوات.
البداية.. يقول شرومبلا، بصوت يملؤه التحدى والجمود أنا من 6 سنين فى الشارع وأنا أصلا من عين شمس، والدى سايس فى جراج ودانى بايده لدار رعاية اجتماعية للأحداث بابو أتاته بمنطقة بين السرايات وكنت شاطر فى المدرسة وكل ما بطلب منه مصروف يضربنى ويشتمنى كان بخيلا وخرجنى من المدرسة وودانى المؤسسة وهناك بدأت أتعرف على أصدقاء كثيرين علمونى أزاى أخد حقى بإيدى”.
وعن اسم الشهرة وكيف التصق به قال شرومبلا “لما كنت فى المؤسسة كنا بنغنى فى حفلات الاستقبال فى الدار وأنا كنت بشارك بأغنية بنفس الاسم فالعيال فى الدار طلعوا الاسم على ومن يومها بينادونى بيه هما وكل اللى يعرفنى”.
وحول سبب العاهة المستديمة الموجودة بوجهه قال شرومبلا “أنا كنت شغال فى ورشة سيارات وأنا عندى 12 سنة وزيت العربيات وقع على عينى وأنا تحت العربية ولما قعدت فترة طويلة فى الشارع واتخانقت مع عيال زميلى واحد منهم كملى عليها وصفهالى روحت المستشفى ماهتموش بيها وأنا مكنش فى أيدى حاجة أعملها فباظت”.
وروى شورومبلا تفاصيل زواجه من إحدى فتيات المؤسسة، وقضى معها عاما فى بولاق أبو العلا وعاشا سويا فى غرفة وعمل خلالها سايس عربيات ثم انفصل عنها ولا يعرف طريقها منذ عام ونصف، وأشار قائلا “أنا مابباتش فى الشارع أنا بنام فى نادى السلام فيه إقامة هو زى المؤسسة بس بيختلف لأن بقدر أخرج وأروح وآجى بدون ما حد يكلمنى”.
وعن تقسيم العمل بينهم هما الثلاثة قال شرومبلا “بوقو مش على خلافات معايا هو بيبيع مناديل فى حته ويمسح عربيات وأنا بشتغل فى حته تانية وريشة مقضيها فى التروميات، وقبل القبض علينا كان يدوب العيال لسه جاين ما بقالهومش يومين، أنا ما بشغالش حد ولا سرحت حد، و الحتة اللى كنت قاعد فيها بيطلعوا يشتغلوا، وكنا قاعدين مع بعض وييجوا كل واحد جايب كيفه ويشربوه”.
واعترف شرومبلا لـ”امل مصر” إن جميع الأطفال “مستعملين” لكنه لم يقترب من أى واحد منهم وبخصوص شاكيرا ، الست اللى اتعرفوا عليها من بنات الشوارع كانت بتيجى كل شهر مرة أو مرتين ويتناوبون الممارسة معها فى وجود الأطفال، وبين رحيلها وعودتها كان الثلاثة يتناوبون اغتصاب الأطفال الخمسة أثناء نومهم بعد تخديرهم بالكولة وتحت تهديد السلاح.
المتهمان الاثنان الباقيان لم يختلفا كثيرا عن شرومبلا، فالمتهم الثانى وهو صلاح الدين محمد عرابى، وشهرته صلاح ريشة 40 سنة وعاطل من شارع البستان دائرة قسم الشرابية، ومسجل شقى خطر، تحت رقم 16202سرقات عامة الشرابيــــــــة فئة ج وسبــق اتهامه فى 16 قضية مخدرات وسلاح أبيض ومشاجرة آخرها القضية رقم 4129 / 2012 مخدرات الوايلى وعليه 4 أحكام حبس تسول أيضا”، والمتهم الثالث هو محمد محمد حسن بدر وشهرته (بوقو) 23 سنة عاطل من عزبة أبو حشيش حدائق القبة، السابق اتهامه فى قضيتين آخرهما القضية رقم 3144 / 2006 أحداث القاهرة ترويج مخدرات وعليه حكم واحد بسبب التسول.
أما المجنى عليهم فهم 5 أطفال مابين سن 10 سنوات حتى 23 سنة وهم من الأطفال معتادو الهروب من ذويهم، وهم يوسف ياسر محمد سعيد 13 سنة من الزاوية الحمراء، وشقيقه خالد 14 سنة، واللذان فرا من منزلهما هربا من قسوة الأب وضربه المستمر لهما ولم يكلفهما الهرب سوى ركوب سيارة روكسى بـ50 قرش من الزاوية ليصطادهم شرومبلا وريشة وبوقو، والثالث كان مصطفــى محمد حمدى حسن 16 سنة من الجيــــزة الذى طرده أبوه بعد مشادة بينه وبين زوجته والرابع كان هارون عصام إبراهيم الدسوقى 15 سنة ووالده يعرف والد شرومبلا من عين شمس الشرقية.
أما المجنى عليه الأخير فهو محمد الصافى نور حامد وشهرته “صافى ” فعمره الآن 23 سنة هرب من عزبة الصفيح المعصرة حلوان وعمره 12 سنة استغله بعدها شرومبلا وبوقو وهتكوا عرضه لإذلاله تحت تهديد السلاح أمام الجميع، وسابق اتهامه فى 14 قضية تسول وضرب آخرها القضية رقم 1897 / 2010 جنح الأزبكية وضده 8 أحكام حبس بسبب التسول.
فى النهاية لم يسعنا سوى القول إن كل طفل شارع يصبح يوما قائدا لمجموعة من أطفال الشوارع أيضا يكون مجنيا عليه ثم جانيا والدائرة تدور، فالقنبلة فتيلها مازال مشتعلا يأخذ فى طريقه حلم الأطفال ويحمل وصمة مجتمع لم يدرك مهمته الأساسية فى احتواء هؤلاء الاطفال وإعادة تأهيلهم فطفل الشارع اليوم هو مجرم الغد أن لم نتعظ ونتحرك.