خيمة أهالى الشهداء فى التحرير.. هنجيب حقهم ونحقق حلمهم
قائمة طويلة لم يستطيعوا حصر كل ما بها من أسماء وصور.. كان حلمهم أن يجمعوها بالكامل، ولكنها تطول فى كل يوم يمر، اكتفوا بوضع بعض رموزها فى براويز للذكرى فقط، نظراتهم الشهيدة تخرج من براويزها لتمرق المارة أمام أقمشة سوداء نصبت فوق عمدان فى “ميدان التحرير” الذى تعودوا التواجد به والنضال على أرضة قبل أن يفارقوا دنيانا بأكملها.. من فوقهم كانت لافتة لم يفارق السواد كتابة كلماتها وهى تعلن للقادمين “خيمة أهالى الشهداء.. هنجيب حقهم ونحقق حلمهم”، ومن حولها كلمات وذكريات شهداء ثورة 25 يناير منذ بدايتها وحتى الآن.
“خيمة أهالى الشهداء” نصبها مؤخرا مجموعة من الشباب المعتصمين بميدان التحرير لتستقبل أقمشتها السوداء الأهالى الذين لم تنضب ألسنتهم عن المطالبة بالقصاص لأولادهم، ولم يمنع إرهاق العمر أرجلهم عن الذهاب إلى الميدان بين الحين والآخر ليذكروا الناس أن شهداء الثورة حتى الآن، كما كتب أصحاب الخيمة “لم يأت حقهم أو يتحقق حلمهم” عقب ما يزيد عن عامين من بدايته ثورتهم.
خلف كمبيوتر موصول بسماعات صغيره تنبعث منها آية قرآنية أو لقاء مع واحدة من أمهات الشهداء، يجلس “سالم أحمد” شاب من شباب الميدان الذين أنشأوا خيمة أهالى الشهداء ويقول عن مؤسسين الخيمة “كلنا مجموعة من الشباب إللى بنشارك فى اعتصامات الميدان، شباب عاديين بتجمعنا بس طلبات الميدان وأحلام استكمال الثورة”.
ويتابع أحمد: بعد فترة كبيرة من وجودنا فى الميدان لاحظنا أن أهالى الشهداء بيجوا دايما ما يلاقوش مكان يقعدون فيه أو حد يستقبلهم بشكل منظم كلها بتكون من شباب الميدان إللى بيحبوهم وبيقعدوا معاهم، لكن كنا محتاجين، أن يكون فى جزء من الميدان خاص ليهم وبيقولهم غن إحنا فاكرينهم وفاكرين حق أولادهم”.
الشباب أنشئوا الخيمة مع بداية اعتصام 18 نوفمبر الأخير وحتى الآن استقبلوا فيها العشرات من أهالى شهداء ثورة يناير، جمعتهم جلسات حول قصص طويلة لاستشهاد الشباب وأحوال البلاد والقصاص وغيرها من الأحداث التى تدور فى الشارع المصرى ولكن أكثر ما لاحظه الشباب يلخصه أحمد ويقول “الإصرار على القصاص لأولادهم وعدم اليأس بالعكس فى كل يوم كان غضبهم بيزيد وإصرارهم أنهم يجيبوا حق أولادهم بيزيد أكثر”.