شيخ الأزهر لشباب الثورة: التاريخ سيذكر أنكم أنقذتم مصر
المرحلة المقبلة إلى صياغة جديدة لشخصيتها على جميع الأصعدة الفكرية
والثقافية، وعلى شباب الثورة أن يتحمل مسئوليته، وسيكتب التاريخ أنهم
أنقذوا مصر، ولم يسلموها للفوضى التى كان يدعيها البعض، فيجب أن يكون همنا
الأول أن نضع برامج تفيد الشباب، وما نتمناه منه حتى ننقل مصر إلى مقدمة
العالم.
وقال خلال لقائه وفداً من شباب الثورة، برئاسة وائل غنيم، إن مصر تطلب منا
أن نقف موقف التصويب، ونأمل من الشباب العمل والمثابرة والإصلاح فى كل
حركاتهم وسكناتهم، مضيفا أن ثورة مصر المباركة جاءت بعد أن “بلغ السيل
الزبى”، وهذا من فضل الله، وسيكتب التاريخ للشباب والثوار أنهم أنقذوا مصر
فى وقت لم نعد نتحمل فيه الظلم والتهميش لمدة تزيد عن 60 عاماً من التشويه
وعبث بأبنائها.
وأوضح أن الثورة هى الوجه الأكثر إضاءة لمصر وللعالم العربى، فقد استطاعت
فى فترة وجيزة أن تقطع جميع الحبال التى أوثقت القلب والعقل والوجدان
المصرى، وأنا متأكد ومتيقن أن مصر لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل
ذلك إلا بتحرير الوعى وإرادة الشباب “الأسود”، مطالبا الشباب أن يصححوا
ثورتهم، وأن يقبضوا بيديهم عليها، مشددا على أن الأزهر مع الثورة، فالأزهر
حاضن الثورات ومبدعها ودوره وطنى، وليس سياسيا كما يدعى البعض، ولا ينتمى
لحزب أو طائفة، ولو انحاز فى يوم من الأيام لكان فى “خبر كان”، فمنهج
الأزهر تعددى يقبل الرأى والرأى الآخر.
وشدد على أن الأزهر أمين على الأمة كلها، ومصر على وجه الخصوص، عمل جاهداً
على حفظ تراثها وثقافتها وعلومها، وحفظ بتوسطيته واعتداله المسلمين مما
تعرض له أتباع الأديان الأخرى من حروب وصراعات، ولم يسل سيف مسلم على أخيه
فى يوم من الأيام من أجل العقيدة أو المذهب، كما حدث فى الغرب، حتى كاد
البعض أن يفنى الآخر.
وأضاف أن الأزهر بيت الأمة، وفى خدمتها، من أجل الحفاظ عليها فى المقام
الأول، فمصر هى درة العالم حباها الله بمجموعة من المميزات تبدأ من موقعها
الجغرافى، وبتاريخ إذا حسبت عمر الدنيا ستجده من عمر النيل عمر مصر.
وقال الناشط السياسى وائل غنيم إن شباب الثورة يؤمن بدور الأزهر الإيجابى
فى رسم مستقبل مصر، فهو يعطى الحكم وعلينا الطاعة والحماس، مضيفا أنه وشباب
الثورة والائتلافات المختلفة كل ما يشغلهم هو التزام المجلس العسكرى
بالجدول الزمنى لتسليم السلطة للمدنيين دون تأخير.
وقال شريف زهران، عضو المجلس الاستشارى، إن المجلس العسكرى ملتزم بتنفيذ وتسليم السلطة للمدنيين، وهناك خطوات تتم بالفعل لهذا الأمر.
وطالبت نجوان الأشول بضرورة منع المحاكمات العسكرية للمدنيين، والإفراج عن
جميع المعتقلين قبل 20 يناير، كإثبات حسن النوايا من العسكرى، والمضى قدما
فى بناء مؤسسات الدولة، وتسليم السلطة للمدنيين، وفتح باب الترشيح للرئاسة
يوم 11 فبراير، وإصدار بيان قوى من الأزهر يتضمن ذلك.
وقال محمد القصاص إن الأزهر أمام مسئولية تاريخية فى الحفاظ على وسطية
الأزهر فى الشارع المصرى، فى مواجهة محاولات الاستقطاب الفكرى، ونحتاج إلى
برامج عملية من الأزهر على أرض الواقع تعمل على تنفيذ ما طرحه فى وثائقه،
وأن يأخذ وضعه السياسى فى وضع الدستور.
وأشار طارق الخولى إلى أن أخطر ما يواجه مصر هو الفكر المستورد الذى يحاول توجيهنا إلى مرحلة الاختلاف.
وفى ختام اللقاء قال الإمام الأكبر إن وثيقة الأزهر لم تعد ملكا له، بل ملك
لكل من وقع عليها، ولا يمكن التعديل فيها، وطلب منهم أن يكتبوا كل طلباتهم
وسيحملها إلى المجلس العسكرى، وسيدافع عنها بقوة، وأن يعتبروا الأزهر هو
المنتدى الذى يلجأون إليه.