شركات اتصالات إسرائيلية تخترق “سيناء” للحصول على معلومات
ذكر مصريون يقطنون قرب الحدود مع إسرائيل، أنهم تلقوا اتصالات من أشخاص إسرائيليين يطلبون منهم معلومات استخباراتية عن مناطقهم.
وأوضح عدد من أهالى المنطقة الحدودية بشبه جزيرة سيناء، وتحديدًا فى رفح أقصى شمال شرق مصر، لمراسل الأناضول، أنهم تلقوا تلك المكالمات عبر هواتف شركات اتصالات إسرائيلية يخترق إرسالها الأراضى المصرية، ويعتمدون عليها كخدمات اتصالات أساسية.
ويلجأ قسم من سكان تلك المناطق، الممتدة بمحاذاة الحدود مع غزة وإسرائيل على مسافة تصل إلى نحو 120 كم وبعمق 15 كم بالجانب المصرى، إلى استخدام خطوط هواتف محمولة لشركات اتصالات إسرائيلية للتواصل مع بعضهم البعض، نظرا لتعليق شركات الاتصالات المصرية خدماتها فى تلك المناطق قبل عام ونصف العام، على حد قولهم، فى الوقت الذى يصل فيها مدى إرسال الشركات الإسرائيلية بوضوح إليهم.
وقال (سليمان . م .ص)، من منطقة جنوب رفح إن المكالمات التى وصلت إلى بعضهم هى عبارة عن “اتصالات من أشخاص يقولون إنهم من إسرائيل، ويتساءلون عن الوضع الأمنى فى المنطقة، ولماذا تصر الحكومة المصرية على نبذ أهالى سيناء وعدم تعمير أرضهم، وأيضا عن ماهية الجماعات المسلحة المنتشرة فى أراضيهم، وأنواع الأسلحة المنتشرة بين الأهالى”.
أما (عيد . و. ل) من سكان المنطقة أيضا فأوضح أن أحد المتحدثين إليه بلهجة عربية ركيكة قال له إنه “خدم فى سيناء أثناء احتلال إسرائيل لها (1967-1973)، ويعرف مناطقها، وأكد له أنه يمكنه تدبير عمل له وهو فى مكانه إذا كان باحثًا عن عمل”.
من جانبه، قال عبدالقادر مبارك، صحفى من سيناء، إنه “تم بالفعل رصد تحركات إسرائيلية فى سيناء عبر استخدامهم وسيلة الاتصال بالأهالى، وذلك خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، مع زيادة وتيرة إقبال الأهالى على استخدام خطوط شركات الاتصالات الإسرائيلية التى يصل إرسالها بقوة إلى المنطقة، ويتم تهريب خطوطها وبطاقات شحن الرصيد الخاصة بها عبر الحدود، وبيعها بأسعار رمزية فى الوقت التى غابت تماما خدمات الشركات المصرية”.
وأضاف “مبارك” أن عددًا من الأهالى تخلصوا من تلك الخطوط، بعد أن علموا بوجود اتصالات من إسرائيليين.
وتابع أن “الخطورة هى فى استغلال الشباب العاطل عن العمل حيث إن هذه المناطق صحراوية، خالية تمامًا من أى وجود لمشروعات تنموية تخلق فرص عمل، إضافة إلى تراجع حاد فى مستوى التعليم، وزيادة معدلات الفقر، وانتشار ظاهرة لجوء عصابات التهريب إلى ممارسة نشاطها من تلك المناطق، وذلك لتهريب المخدرات والبشر إلى إسرائيل عبر مصر”.
بدوره، أكد “إبراهيم المنيعى”، منسق “اتحاد قبائل سيناء” المستقل وأحد سكان قرية المهدية المحاذية للحدود مع إسرائيل، على أن قطع خدمات الاتصالات المصرية من مناطقهم، هو الذى أدى إلى هذه النتيجة.
وأشار إلى أن هذا القطع تم بشكل نهائى قبل نحو عام ونصف العام، أعقبة قيام الأهالى بوقفات احتجاجية، وكان الرد بأن هذا القطع يرجع لأسباب أمنية، وقالت شركات الاتصالات المصرية إنها لا تمانع فى عودة خدماتها بعد موافقة الأمن المصرى لها.
وبخصوص هذا الشأن، قال مصدر أمنى بشمال سيناء، لمراسل الأناضول، إن “الأجهزة المسئولة تحقق فى وقائع تلقى تلك الاتصالات”.
وقال المصدر الذى طلب عدم كشف هويته، إن “مدى إرسال شركات الاتصالات المحمولة المصرية لا يصل بالفعل لتلك المناطق الحدودية”، مؤكدًا أنه “تم قطع الخدمة لأسباب أمنية، ويتم حاليا العمل على إعادتها بشكل جزئى، بما لا يؤثر على سلامة الأمن المصرى فى تلك الأماكن ذات الحساسية الخاصة”.
ولفت إلى أنه “تم رصد وصول إرسال الشركات الإسرائيلية للأراضى المصرية الملاصقة للحدود مع إسرائيل وقطاع غزة”.