بالصور والخرائط.. إسرائيل تكشف تفاصيل مشروع خط السكة الحديد المنافس لـ
نشرت صحيفة “جلوباس” الاقتصادية الإسرائيلية، تفاصيل جديدة ومثيرة عن مشروع خط السكك الحديدية السريع الذى تنوى إسرائيل إقامته لربط مدينة “إيلات” الساحلية على البحر الأحمر، بعدة مدن ساحلية مطلة على البحر المتوسط، ومن بينها “تل أبيب” و”حيفا” و”أشدود”، وذلك لنقل الركاب والبضائع ليكون بديلا ومنافسا قويا لقناة السويس المصرية.
ونشرت الصحيفة العبرية لأول مرة خرائط توضح خط سير القطار الجديد من إيلات إلى مدن البحر المتوسط، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو يصر على إنفاق عشرات المليارات فى ميزانية تقدر بـ 30 مليار دولار، لتصل تكلفة المشروع عند انتهائه لـ100 مليار دولار، وذلك لنقل البضائع بين البحرين الأحمر والمتوسط فى مدة لا تزيد عن ساعتين فقط، وهى المدة التى تقل عن نقل البضائع عبر القناة.
وأضافت الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية، أن تل أبيب تنوى أيضا إنشاء مطار دولى على طراز عالمى فى إيلات ليخدم المدينة الساحلية وتنشيط السياحة بها، لتكون مدينة سياحية نموذجية على غرار مدينة “شرم الشيخ”.
وكشفت جلوباس عن أن وزير المواصلات الإسرائيلى يسرائيل كاتس قام مؤخرا بعدة زيارات سريعة للصين، لبدء تنفيذ المشروع فى أسرع وقت بتكلفة منخفضة لتوفير جزء كبير من تكلفة التمويل لبناء الموانى الجديدة فى إيلات وحيفا وأشدود وتل أبيب وفق خطة نتانياهو الإستراتيجية للربط بين الموانئ الإسرائيلية وإنشاء الجسر البرى الذى سيعد الطريق التجارى البديل لقناة السويس، مضيفة أن المشروع سيجعل لإسرائيل رصيدا إستراتيجيا عند الصين القوة العظمى الصاعدة عند إتمامها لهذا المشروع الضخم.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن إنشاء قطار لنقل البضائع سيثير مشاكل كبيرة وصعبة لدى المصريين، مشيرة إلى أنه على سبيل المثال، لا يفصح نتانياهو عن أن المشروع سيهدد واحدة من أهم المصادر الرئيسية للدخل القومى المصرى، وهى “قناة السويس” خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، مشيرة إلى أن القاهرة أرسلت وفدا رفيع المستوى فى اليوم التالى لزيارة كاتس لبكين، لتوصيل رسالة قوية لها عن معارضتها لهذا المشروع.
وقالت جلوباس، إن إسرائيل لا تزال كالمعتاد تشكل تهديدا لمصر، وإن هذه المشروعات الإستراتيجية الجديدة قد توتر العلاقات بصورة أكبر، وأن القاهرة قد تلجأ لعمل أى شىء لإيذاء المشروع، دون الانجرار إلى صراع عسكرى مفتوح مع إسرائيل، وذلك من خلال دعم الحكومة المصرية لتنظيم القاعدة فى سيناء، لشن عمليات مسلحة على طول الطريق التجارى الذى سيصل إلى نحو 200 ميلا على طول السواحل الشرقية لشبه جزيرة سيناء، وكذلك تنفيذ أعمال مسلحة ضد خط السكك الحديدية شمال إيلات.
وكشفت جلوباس، عن أنه قبل شهر واحد طلب الدكتور يعقوب شينين مدير إدارة النقل بوزارة المواصلات الإسرائيلية من كبار الخبراء الانتهاء من المشروع فى أسرع وقت، مشيرا إلى أن الفوائد الاقتصادية للمشروع ستساهم بصورة مذهلة فى نمو الاقتصاد الإسرائيلى، لافتا إلى أن إيلات تتلقى اليوم حوالى مليونى سائح سنويا، وأنه بعد الانتهاء من مشروع السكك الحديدية والمطار الدولى قد يصل عدد السائحين إلى الملايين.
وعلى الرغم من هذا، كشفت الصحيفة العبرية عن بعض المشاكل بين المسئولين الاقتصاديين فى تل أبيب بسبب التكلفة الباهظة لهذا المشروع، موضحة أنه بسبب مشاجرة اندلعت مؤخرا حول مشروع بناء المطار الجديد شمال إيلات، أعلن رئيس لجنة المالية بمجلس سلطة المطارات الإسرائيلية استقالته احتجاجا على نية الحكومة الاعتماد على هيئة المطارات فى تمويل المطار، مشيرا إلى أن الهيئة ستنهار اقتصاديا إذا قامت بتمويل المشروع الذى يتكلف 2 مليار دولار.
وأشارت جلوباس، إلى أنه بالرغم من هذا، فإن الحكومة الإسرائيلية تروج لبناء مطار إيلات وخط السكك الحديدية والاستثمار فى مدينة البضائع الجديدة التى تنوى إقامتها أيضا ليقترب المشروع بالكامل من 30 مليار دولار، مضيفة أن رغم هذه الأسعار الفلكية فأن رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلى يدعم المشروع بكل قوة ويؤكد أن المسافة من إيلات إلى تل أبيب لن تزيد عن ساعتين فقط بدلا من ساعتين ونصف على النحو الذى اقترحه المخططين للمشروع.
ونقلت الصحيفة الاقتصادية العبرية عن مسئولين بوزارة النقل الإسرائيلية قولهم، إن مشروع المطار الجديد هو أمر حيوى بالنسبة لإسرائيل عامة وللمدينة الساحلية بصورة خاصة بعد أن باتت تشهد ازدحاما شديدا عند مينائها البحرى الحالى، مضيفين أن مواصلة نشاط الميناء بهذه الصورة المزعجة يزعج السياح المترددين عليها ويهدد أمن الركاب والمواطنين بمخاطر أمنية كبيرة.
وقالت جلوباس، إن خبراء النقل أوضحوا أن إسرائيل من خلال هذا المطار المدنى الجديد يمكنها تسير رحلتين يوميا فى حالات الطوارئ، مثل تعرض مطار بن جوريون لضربات بالصواريخ أو سوء الطقس، مضيفين أن القطار السريع على نمط القطارات اليابانية، أو الفرنسية المعروف بلقب “الرصاصة” سيساهم بشكل كبير فى حل أزمة الازدحام بالمدينة.
وعن أهمية إنشاء “خط سكك حديد إيلات” الجديد، قال خبراء الاقتصاد الإسرائيليين، إن الأهمية القصوى من هذا المشروع هو تحويل إيلات مركزا للنقل فى إسرائيل، حيث تسمح للسيارات والشاحنات والبضائع التى تأتى من الشرق الأقصى وتصديرها إلى الهند والصين.
وأضاف الخبراء الاقتصاديون، أن هذا المشروع سيحقق عائدا سنويا يبلغ 8٪ إلى 9٪ لأن القطار ستصل سرعته إلى 140 ميلا فى الساعة، بدلا من 40 إلى 45 ميلا فى الساعة التى يستغرقها القطار الذى يعمل بالديزل.
وأشار الخبراء الإسرائيليون إلى أن الاتفاق بين نتانياهو ووزير المواصلات يسرائيل كاتس عبارة عن فكرة أكثر طموحا، إن لم تكن قريبة من “جنون العظمة”، حيث إن هذا القطار لنقل البضائع سيكون متعدد الاستخدامات خلال سيره على مسار مزدوج بواسطة كهربته، وإنشاء الأنفاق والجسور التى ستخدم خط سيره لنقل الركاب والبضائع على حد سواء بسرعة تقترب من 140 ميلا بالساعة فى حال نقل البضائع، وتصل إلى 260 ميلا فى الساعة بالنسبة لقطار الركاب.