منوعات ومجتمع

سهم وحرفين وكلمة مش ممكن تموت.. هنا تقع شجرة الحبيبة

جذوعها فى الأرض تمتد إلى ما يقارب الـ150 عاما من الآن، فى قلب جزيرة الزمالك الراقية تستقر لتحفظ فوق جذوعها قصص آلاف “الحبيبة”، نظرة فوق هذه الجذوع، وتلتقط عيونك حواديت دارت بين أحضان فروع يمتد طولها فى الهواء، تراقب من أعلى دوران الحياة، تُحركها همسات الحبيبة، وهم يأتون اليوم، ليحفظوا قصتهم “فى سهم وحرفين وكلمة”، ويعودون بعد سنوات ليتذكروها ما بين آهات الألم، وابتسامات السعادة، بجانب لافتة لم تتغير منذ أن وضعت عليها لتعلن هنا مقر شجرة “فيكس بنجالنس”.
فى قلب ميدان عتيق على بعد أمتار قليلة من برج القاهرة تقع الشجرة الأقدم فى جزيرة الزمالك الساحرة، لا يعرف الكثيرون معلومات عديدة عن أصلها أو فصلها، فقط تلحفت بسحر غامض غطى الميدان الذى ملأته بالكامل كان كفيلا لينصبها شجرة الحب الأولى على أرض المحروسة.
تقف مريم سعيد لتلتقط صورة التذكار بجانب أول قلب قامت برسمه، وكتبت عليه اسمها واسم من تحب، بعد أن أتم الله عليها اكتمال حبها ببيشوى، وحددا موعد الزفاف، تقول مريم أشعر بأن هذه الشجرة هى شجرة أحلام كل الأحبة فى مصر، وكل من زار المكان، فمكانها مميز بالهدوء والجمال الذى لم تلوثه عوامل التكنولوجيا الحديثة، وجئت اليوم لأشهد الشجرة على موعد زفافى على من أحببت.
فرحة بيشوى كان من الصعب وصفها عبرت عنها قبلة على شجرة الحبيبة أو كما قال “وش السعد”، ويتابع ” عندما وقفت أمامى مشكلة واعترضت زواجى مع مريم كنا نلجأ إلى الله تحت هذه الشجرة، وندعوه أن يقرب المسافة بيننا “، وليس معنى اكتمال زواجى بمريم أننا ننسى فضل الشجرة علينا، سوف نأتى إليها يوم زفافنا حتى نسجل أجمل ذكرى فى صور الزفاف، ولنعرف الجميع أن هذه الشجرة هى التى شهدت عن حبنا منذ البداية.
عربة حنطور عم “محمد حاجب” شاهدة على شجرة الحبيبة لما يزيد عن الخمسة وعشرين عاما يحكيها الرجل الحكيم ويقول: هذه الشجرة شهدت دموعا وأفراحا كثيرة وهى ليست مقتصرة على الشباب والفتيات الصغار، ولكن يأتى إليها الآن الكبار فى السن الذين دونوا حبهم على جذوع الشجرة، وأهم ما يميز هذه الشجرة أنها كلما كبرت لا تمحوا ما عليها من حفريات ولكن تزيد من تكبير الكلمات التى حفرت عليها.
وإذا نظرنا إلى جذوعها العالية نرى أنها محفور عليها كلمات الحب، لم يكن
أحد قد تسلقها للكتابة، ولكن هذه الكتابة من زمن بعيد تعلو بها الشجرة أثناء النمو إلى السماء.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button