منوعات ومجتمع

المناقشة والحوار من فنون التعامل مع المراهقين

 التعامل مع الأبناء فى فترة المراهقة من الأمور التى تغفلها بعض الأسر، وينتج عنها تصادم شبه يومى معهم، ولا يدرك الوالدان كيفية التعامل معهم فى هذه السن الخطيرة والفترة المتقلبة من عمرهم، والتى تشكل دعامة أساسية فى بناء شخصية الولد والبنت.
يقول الدكتور تامر جمال أخصائى التوجيه النفسى ومدير مركز إشراق للاستشارات النفسية: “فى حالة عدم وجود تواصل فعال بين الوالدين والأبناء فى هذه المرحلة الهامة، سوف تتحول العلاقة بينهما إلى علاقة بنكية، أى يعتبر الوالدين مصدر للأموال فقط، وغير ذلك يعتبرون مصدر قيد فى المنزل، لذلك يفضل بعض المراهقين فكرة أن يخرج مع أصدقائه، ويأتى فى وقت متأخر لضمان نوم الجميع.
ويضيف أولى خطوات التعامل مع المراهقين، تبدأ من جانب الوالدين عن طريق تقليل الأوامر التى يعطوها للأبناء مع جعل الحوار والمشاركة هى الصفة الغالبة بينهم، وهذه الخطوة تحتاج إلى مجهود من جانب الآباء والأمهات حتى يستطيعوا أن يديروا حواراً مع أبنائهم.
ويمكن تدريب الوالدين على هذه الخطوات من خلال ورش عمل للوالدين، يتناقشون فيها مع المختصين حول عدة محاور رئيسية لإدارة العلاقة بينهم وبين أبنائهم، ويتعلم الأب والأم كيف يجعل الابن يعتقد أن الفكرة التى اقترحها فى موضوع ما هى فكرته الشخصية، رغم أن الأب هو من دفعه إلى هذه الفكرة، بالإضافة إلى تدريب الأباء على التخلى عن فكرة التباهى والاستبداد بالأفكار المقترحة، وتدريبهم على أخذ أفكار الأبناء، فمن الممكن أن يقترحوا فكرة بسيطة وسهلة، وتسعدهم أكثر من أفكار الآباء.
وينصح “تامر” الآباء والأمهات بضرورة اعتبار ابنهم المراهق مثل الفريسة التى يريدون أخذها إلى الطريق الصحيح، لذلك عليهم أن يختار الطُعم الذى يحبه الابن، فالمراهق بصفة عامة لا يحب طريقة الأمر المباشر، أو إلقاء اللوم عليه بشكل هجومى، ولكنه يفضل الحوار والمناقشة الهادئة، والمشاركة معه فى الأنشطة أو الألعاب أو المجالات التى يفضلها.
وهناك طريقة غير مباشرة يمكننا من خلالها توجيه النصائح إليه عن طريق الأشخاص المقربين منه، والتى يفضل الجلوس والحديث معهم مثل الأصدقاء أو المدرب فى النادى أو أحد المدرسين فى المدرسة.
ومن الأخطاء التى يقع فيها الآباء مع أبنائهم المراهقين إظهار الجانب السيئ فى شخصيته وتصرفاته دائما دون الثناء على أفعاله الصحيحة، فيتجه الابن إلى الخروج من المنزل والجلوس مع الأصدقاء لأنهم يشبعون هذه الرغبة لديه، فنجدهم دائما يثنون على بعضهم البعض، ويذكروا الجوانب الحسنة فى شخصية الآخر، ولذلك على الآباء أن يظهروا الجوانب الحسنة فى شخصية الابن أمام نفسه وأمام الآخرين، ويقوم بتصحيح الجوانب السيئة بالمناقشة الهادئة معه، وعلى الوالدين أن يستعدوا لهذه المرحلة من قبل أن تبدأ، وعمر الابن 9 أو 10 سنوات.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button