شارع عماد الدين..روائح زمن الفن الجميل
هنا أشهر شارع للفن فى مصر.. هنا سار عبد الوهاب والريحانى ويوسف وهبى وعلى الكسار وهنا كان مقهى أم كلثوم.. وهنا أبدع سيد درويش أغانيه، وشدا بها.. هنا ملهى صفية حلمى الذى تدمر بعد حريق القاهرة.. هنا كتب التاريخ أروع حواديت ولكن لا الزمان هو الزمان ولا الناس هى نفس الناس، حيث تغير الشارع تماماً وتبقت أطلال لدور السينما وأصبحت بعضها “مهجورة” بينما تم بيع الباقى وتحويل المسارح إلى سينمات.
المقاهى فى شارع عماد الدين أيضا تغيرت تماماً، حيث كانت فى الماضى يجلس عليها الفنانون، مثل: مقهى: ريتس، ومقهى بيرو، ومقهى عماد الدين ومقهى بعرة، وكان خط الترام أيضا يمر بشارع عماد الدين ولكن تم إزالته فى الستينات.
عم إسماعيل أحمد، شاهد على زمن الفن الجميل فى عماد الدين، يقول ل”امل مصر” : “كنت أعمل فناناً على مسرح متروبول لشارع عماد الدين منذ أكثر من 50 سنة، حيث كان التمثيل هواية بالنسبة لى وكنت أعمل مع محمد عرابى وكيل الفنانين.”
ويتابع عم إسماعيل قائلاً: “كنت صديقاً لشفيق جلال، الذى كان من رواد الشارع بشكل دائم، وكذلك عمار الشريعى، الله يرحمه، كان صديقى وكنا نجلس سوياً فى مقاهى عماد الدين وكان يرحب بى ويقول لى أهلا يا حبيبى، وكذلك عملت مع شريفة فاضل وليلى نظمى على المسرح.”
ويوضح أن شارع عماد الدين كان مليئاً بالسينمات ولكن معظمها تغير وتحولت المسارح إلى سينمات، كما تم غلق الكثير منها، فكانت هناك سينما استوديو مصر التى اكتسحت فى الأربعينيات، وسينما متروبول وتياترو وريتز وكازينو دى بارى القديم الذى أداره الريحانى فى بداية عهده، وقدم عليه أعمالاً من تلحين سيد درويش، ومسرح الرينيسانس الذى أبدع على خشبته جورج أبيض فى مسرحيات شكسبير، وسينما ليدو التى تعرضت لحريق وتوقفت عن العرض منذ سنوات وسينما ريتز، سينما بيجال، سينما كريم 1 وكريم 2، كوزموس “لوكس سابقاً”.
محمد حسين، بائع الجرائد على ناصية شارع عماد الدين، قال، إنه كان يعمل كبائع صحف سريح على المسارح والسينمات بالشارع منذ أكثر من 40 سنة، مضيفاً أن المكان أتغير تماماً، حيث أصبح مرتعاً لأصحاب محال الأجهزة الكهربائية وإكسسوارات السيارات وتراجع تماماً وجود السينمات، وأصبح وجود أكوام من التراب عليها أمراً طبيعياً.
وأضاف أن مسرح الريحانى، أصبح حاله لا يسر عدو ولا حبيب، وأكوام من التراب تعلوه كالمكان المهجور.
يذكر أن عماد الدين اسم لشيخ له ضريح بالقرب من تقاطع الشارع مع شارع الشيخ ريحان، وعليه كتابة تسجل تاريخ 1661 ميلادية، وفى بداية القرن العشرين تركز النشاط الفنى كله حول الشارع، فأنشئت التياتروهات والسينمات والمقاهى.