منى الشاذلى تبكى على دماء المصريين التى تُراق بالمقطم فى “جملة مفيدة”
فى حلقة جديدة من برنامج “جملة مفيدة”، الذى تقدّمه الإعلامية منى الشاذلى على “MBC مصر”، تابع البرنامج الأحداث الملتهبة فى الشارع المصرى، حيث زادت سخونة الأحداث فى محيط مقر جماعة الإخوان المسلمين فى المقطم، بين شباب الإخوان الذين يقولون إنهم يدافعون عن المقر، والمتظاهرين الغاضبين من سياسة الجماعة، وسط عشرات الجرحى الذين يسقطون من الجانبين، ولكن من الفائز فى النهاية؟.
هذا السؤال أجابت عليه الإعلامية منى الشاذلى فى برنامج “جملة مفيدة”، مؤكدة أن الطرفين خسروا المعركة سياسيا وشعبيا، لأن المصريين حانقون عليهما، وأن المعركة التى يحاول أن يسبغ عليها البعض الشرعية، ليست شرعية ولا سلمية، وليست فى مصلحة الوطن.
وتضمنت الحلقة مشاهد حصرية من الاشتباكات بين الجانبين، ورصدت كاميرا البرنامج عددا كبيرا من حالات الإصابة التى وقعت نتيجة التراشق بالحجارة والسحل.
وفى الاستوديو استضافت منى الشاذلى خالد على، المرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية، الذى حمل جماعة الإخوان المسئولية الكاملة عما يحدث فى المقطم، مشيرا إلى أنهم من بدأوا العنف ضد المتظاهرين السلميين.
كما تضمنت الحلقة مناظرة بين أحد المدافعين عن مقر الإخوان المسلمين، وأحد المتظاهرين، وانتهت الفقرة ببكاء منى الشاذلى فى حسرة على الدماء التى أريقت.
وعن مسئولية الإعلام عما يحدث من عنف على الأرض، استضاف البرنامج كلا من الإعلاميين جمال فهمى وجمال نصار، حيث اعترض فهمى على تحميل الإعلام المسئولية، مؤكدا أنه يقوم بدوره فى نقل الحدث، ولم يصنعه، وهى الرؤية التى اعترض عليها نصار الذى طالب الإعلاميين بالحيادية.
وقالت منى الشاذلى، إن الدماء التى أريقت لا فرق فيها بين دماء الإخوان أو المتظاهرين، فى هذه المعارك الكل مهزوم، الكل خاسر، ويخطئ من يقول إن قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار، فالله فقط هو من يحاسبهم، الصراع الحالى هو صراع سياسى على الأرض، وليس صراعا دينيا”.
وأضافت الإعلامية المصرية بلهجة غاضبة، “ما حدث أمس يخنق، أعلى قمة المقطم حيث يوجد مقر جماعة الإرشاد، لم يكن هناك تراب فقط، كان هناك دماء ومولوتوف، ودخان، وخرطوش، أناس تختطف آخرين ويحتجزوهم فى بيوت الله، ويتم الرد من الطرف الآخر بنفس الطريقة”.
وتابعت، “الشعب المصرى حانق على الجميع، لأن المصريين يعيشون الحدث من أوله، كلهم يعرفون ما حدث، ولا يمكن أن يتم الضحك عليه، نعرف كيف تفرعت الطرق، متى خرجت المطامع، كل فصيل يحاول تفصيل مصر على مقاسه، محاولات باسم الشعب والثورة والإسلام الكل يستخدمها ويقول إنها من أجل مصلحة مصر، ولكن كل ما حدث ليس من مصلحة مصر ولا الوطن ولا أولادنا، المشهد كان مؤسف للغاية”.
ورصدت كاميرات البرنامج من خلال عدة تقارير منها الاعتداء على منزل الإعلامى عصام بكرى الذى تحطم منزله تماما بسبب اشتباكات الطرفين، وتابع تقرير آخر نجاح الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فى ضبط9.5 طن من مخدر “البانجو”، أثناء نقلها فى حاويات وإعدادها للبيع، وتعتبر هذه الكمية رقما قياسيا فى تاريخ الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ونجح مراسل برنامج “جملة مفيدة” فى إجراء لقاء مع جمال صابر أثناء نقله وسط حراسة مشددة للتحقيق معه فى اتهامه بالقتل، حيث تم حجزه ونجليه لمدة15 يوما على ذمة التحقيقات.
وقال خالد على، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، إن الدعوة لمظاهرات الأمس أمام مقر الإرشاد كانت سلمية، مضيفا أن العنف لن يفيد أحدا فى هذا الوطن، خاصة أن هناك هدفا واضحا، وهو الاستمرار فى إشعال العنف، ووصف على، خلال لقاءه بالبرنامج، الحديث عن أن جبهة الإنقاذ الوطنى هى جبهة الخراب بالـ”كلام السطحى”، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين تعمل الآن للانفراد بالحكم، ونظام مبارك يتم إعادته مرة أخرى ولم يتغير شىء.
وأكد المرشح السابق للانتخابات الرئاسية أن جماعة الإخوان المسلمين هم من بدأوا بالعنف فى المقطم، وقاموا بالاعتداء على المتظاهرين السلميين، رغم أن المظاهرات كانت بعيدة عن مقر الإرشاد بـ2 كيلومتر تقريبا.
وأضاف، كان بيننا وبين مقر الإرشاد حوالى 2كيلو متر، وجاءت قوات من الخلف، وكان هناك أفراد من الأمام، وأصبح الثوار فى المنتصف، فكنا حريصين على ألا نتحرك من ميدان النافورة، لأن الحدث سلمى، ولكن هناك ناس قاصدة يكون هناك عنف، بالتأكيد هناك أعصاب متوترة، ولكن لابد أن نسأل أنفسنا كيف بدأ العنف من الأساس؟.. نحن من حقنا أن نتظاهر”.
ووسط دعوات لحصار مدينة الإنتاج الإعلامى، وتحميل الإعلام المسئولية الكاملة عن أحداث العنف التى تجرى فى المقطم بجوار المقر الرئيسى لجماعة الإخوان المسلمين، طرح البرنامج سؤالا عن مدى مسئولية الإعلام عن هذه الأحداث، فأجاب عليه ضيفا البرنامج جمال فهمى وكيل نقابة الصحفيين، والإعلامى جمال نصار، واختلفت الرؤى حول هذه القضية.
وأكد جمال فهمى أن من يطلق العنف ويعتقد أنه بمنأى عنه، ينسى أنه بدأه فى نهاية المطاف، موضحا أن الإعلام مهمته أن يعكس الواقع كما هو، لافتا إلى أن وسائل الإعلام العالمية لها توجهات معينة واضحة، وأن هذه التوجهات واضحة أيضا بالنسبة للقنوات المصرية.
وأشار فهمى إلى أن الإعلام الحر يعنى عدم وجود ضغوط عليه، وأن يكون متنوعا، وأن القول بأن الإعلام لابد أن يكون طبعة واحدة، يتكلم كله بلسان واحد هو من الفوضى المفاهيمية التى تتسرب للناس على أساس أنهم لا يعرفون، والهدف من الترويح لهذه المفاهيم هو “الضحك عليهم”.
وأضاف، النظام الحالى يستخدم نفس المفردات فى النظام السابق فى هجومه على الإعلام، ولكن هذه الأيام يتم الهجوم على الإعلام بجرأة ووقاحة أكثر وبشكل أكبر، وبطريقة أكثر فجاجة وعنفا، مؤكدا أن الإعلام لا يصنع العنف، ولكنه ينقل الأحداث فقط.
من ناحيته قال الإعلامى جمال نصار، إن كثيرا من الإعلاميين هذه الأيام تحولوا إلى ناشطين سياسيين ولا ينقلون الحقيقة كاملة، وإنما ينقلونها من وجهة نظر التيار السياسى الذين ينتمون إليه.
وطالب نصار الإعلاميين بمزيد من الحيادية، وقال إن من عليه أن يدلى بدلوه فى المجال السياسى فليجلس ضيفا على البرامج، ولا يجلس على كرسى المذيع.