أخبار عاجلة

مصطفى النجار: الثورة ضلت طريقها ومصر مقبلة على حرب أهلية.. النائب السا

النائب السابق بمجلس الشعب المنحل الدكتور مصطفى النجار يصف الوضع فى مصر حاليا بالخطير ويقول إن الثورة «ضلت طريقها»، محذرا من أننا على شفا حرب أهلية بعد عامين من ثورة يناير التى أطاحت بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك.
النجار لا يتفق مع الآراء القائلة بأن الرئيس الحالى محمد مرسى تحول إلى ديكتاتور جديد، مفسرا ذلك بأن شخصية مرسى لا تسمح له بذلك، فيما حمل النجار المعارضة والنظام معا المسؤولية عن حالة التدهور الموجودة حاليا فى مصر، مؤكدا أن المعارضة لم تنجح فى إدارة معاركها السياسية مع النظام.. وإلى نص الحوار..
◄كيف ترى الوضع السياسى فى مصر حاليا بعد مرور عامين على الثورة؟
– الوضع السياسى فى مصر الآن فى غاية الصعوبة، فنحن نقف على شفا حرب أهلية، وكل الأحداث تؤكد ذلك، حتى مع إصرار كل الأطراف على إنكارها والتقليل من خطورتها.
◄ ومن المسؤول عن هذا فى رأيك؟
– النظام هو المسؤول الرئيسى، فرغم أنه يمتلك الحلول للأزمة السياسية، لكنه يصر على إنكار الواقع، ويحمل معارضيه المسؤولية، ويظهر هذا فى خطابات مؤسسة الرئاسة وفى الكلمات التى يرددها الرئيس محمد مرسى ويصف بها معارضيه، ومن ذلك اتهامه لهم بالتآمر ضد الدولة، وما ذكره فى خطابه الأخير عن «الأصابع التى تعبث بأمن مصر».
◄الأوضاع الحالية تدفع البعض للقول بأن الثورة فشلت.. هل تتفق مع ذلك؟
– الثورة «ضلت طريقها» وتم اختطافها لكنها لن تموت، هى فقط فى حالة مخاض شديد الألم، والمسؤول عن هذا هو النظام الذى تولى الحكم من بعد الثورة مباشرة وهو لا يتمثل فى الرئيس مرسى فقط ولكن المجلس العسكرى أيضاً.
◄ ولكن هناك من يحمل القوى الثورية المسؤولية أيضا عما وصلت إليه الأوضاع فى الفترة الماضية؟
– نعم هذا صحيح.. فالقوى الثورية ارتكبت حماقات بالغة ساعدت النظام على اختزال الثورة فى المشهد الحالى، فالخطاب الثورى جاء غير متزن ويسير فى اتجاه واحد هو الاحتجاجات، دون إحداث توازن بين المضى فى المعركة السياسية والاحتجاجات، إضافة إلى تشتت الثوار وتفرقهم وعدم القدرة على بناء تنظيم قوى، واستدعاء الأجيال الأكبر وحزب الكنبة ضد الثورة.
◄ولماذا برأيك فشلت القوى الثورية فى تحقيق هذا التوازن؟
– القوى الثورية لديها تأخر دائم فى إدارة المعارك السياسية وتأرجح فى مواقفها، وظهر هذا جليا بمعركة الاستفتاء على الدستور والتى لم تحدد موقفها منه منذ البداية، فتارة تؤكد على «نعم» وتارة أخرى «لا» وحتى ما حدث من مقاطعة للانتخابات جاء بصورة مفاجئة ودون توضيح لخطة عمل المعارضة بعد ذلك.
◄ وما هو تقييمك لجبهة الإنقاذ باعتبارها تضم فصائل القوى الثورية؟
– الجبهة كان لها دور جيد من بعد الثورة وعقب الإعلان الدستورى، لكنها لم تطور آلياتها، أو تبلور مواقفها السياسية بشكل جيد وتأثيرها انحسر تماما فى الفترة الأخيرة.
وهل تعتقد أن مقاطعة الانتخابات تمثل خيارا سياسيا جيدا للخروج من الأزمة؟
– مقاطعة الانتخابات دون إعداد بديل أو سيناريو لما بعدها لا أستطيع إلا أن أصفه بأنه يشبه ما يسمى بـ«قفزة فى المجهول» فهى تزيد من فرص سيطرة جماعة الإخوان على مقاليد الحكم.
◄النظام الحاكم فشل فى إجراء حوار جاد مع المعارضة حتى الآن.. ما هو السبب فى رأيك؟
– السبب فى عدم نجاح أى حوار بين النظام والمعارضة هو عدم رغبة النظام فى إجراء حوار جاد، بدليل أنه لم يصل لنتيجة حتى الآن.
◄وهل ترى أن هذا كان من بين دوافع الوصول إلى حالة العنف الحالية بين جميع الأطراف؟
– السبب فى حالة العنف التى نراها الآن هو غياب الأمن والاختفاء التام للدولة، خاصة أن الأجهزة الأمنية لديها معلومات عن البلطجية وأماكن تواجدهم، وصور واضحة لهم ولم تقم بالقبض عليهم، كما أن القوى السياسية ليس لها علاقة بأى أعمال عنف مثلما يحاول النظام تحميلهم المسؤولية من خلال حملة القبض على النشطاء السياسين.. نعم يوجد مسؤولون عن العنف والمعارضة ليست جزءا منهم والنظام يعلمهم جميعا، واتهام المعارضة به «عبث»، فالمعارضة لا تستطيع ممارسة العنف.
◄فى هذا الإطار كيف ترى القرارات الأخيرة بضبط وإحضار عدد من النشطاء السياسيين؟
– حملة ضبط وإحضار النشطاء التى بدأتها النيابة العامة بدعوى اتهام النشطاء بأنهم المسؤولون عن أحداث العنف فى المقطم، مثيرة للدهشة وتظهر سوء استخدام النظام للقانون من خلال إلقاء القبض على معارضيه وعدم المساس بأنصاره رغم توجيه الاتهامات لهم، وهذا يدل على استخدام النظام للعدالة الانتقائية.
◄هل تتفق مع الرأى القائل بأن ما يجرى حاليا هو مقدمات لأن يكون الدكتور محمد مرسى ديكتاتورا جديدا؟
– الدكتور محمد مرسى لا يستطيع أن يكون ديكتاتورا حتى لو الظروف سمحت له بذلك، فشخصيته لن تساعده، وما يقوم به الرئيس الآن من تهديد دائم للمعارضين يعبر فقط عن حالة من الارتباك وعدم القدرة على إدارة الدولة وحل الأزمة.
◄وهل ينذر هذا بإمكانية عودة الجيش لإدارة الدولة؟
– لا أعتقد أن المؤسسة العسكرية ستتدخل فى إدارة الدولة على الأقل على المدى القريب والمتوسط، كما أن الدعوات لهذا مرفوضة، فالصراع يجب أن يظل مدنيا، كما أن المؤسسة العسكرية لا ترغب فى التدخل فى إدارة الدولة الآن، ولن تتدخل إلا إذا حدثت مجزرة فى الشارع وتحول الأمر إلى ما يهدد انهيار الدولة.
◄ وما هى الحلول التى تراها للخروج من الأزمة الحالية؟
– الحل فى الحوار الجاد بين الطرفين والبحث عن الخروج من حالة الاحتقان وألا يقوم الطرفان بالحوار لمجرد تسجيل المواقف، وأن يعترف كلاهما بوجود مشكلة تحتاج إلى حلول جذرية.
◄ وهل من الممكن أن يكون تنحى الرئيس عن السلطة حلا مناسبا للأزمة؟
– أعتقد أن الحل فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تتفق فيها القوى المدنية على مرشح يدعمونه، وإذا لم ينجحوا فى هذا فأعتقد أن السيناريو سيكون أكثر سوءا وسيأتى لنا رئيس أكثر تطرفا من مرسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى