تقارير وتحقيقات

خبير معهد بروكنجز: ضبط وإحضار باسم يوسف يزيد شعبيته.. مكتب النائب العا

قال “إتش دى هيلر” الباحث بمركز بروكنجز الأمريكى، إن قرار ضبط وإحضار الإعلامى الساخر باسم يوسف، ليس مفيدا لحكومة الرئيس محمد مرسى. وأوضح “هيلر”، فى مقال له اليوم الأحد، أنه عندما عرف بنبأ ضبط وإحضار باسم يوسف واستدعائه أمام النائب العام، بتهمة ازدراء الإسلام وإهانة الرئيس، لم يكن يعرف ما إذا كانت هذه الأخبار حقيقية أم أنها حيلة من فريق برنامج باسم يوسف، لأن هذا بالتأكيد لم ولن يكن أبدا شيئا يمكن أن تستفيد منه الدولة المصرية.
ويتابع الخبير الأمريكى قائلا: حتى لو ذهب “يوسف” إلى المحكمة العليا ردا على الاستدعاء، فإنه يضمن بأن هذا لن يكون فى صالح معارضيه، فبعد ساعات من نشر هذا الخبر، بدا أمران واضحان للغاية: الأول أن مكتب النائب العام حول هذا إلى قضية استثنائية أخرى، ففى المعتاد أن يتم إصدار أمر بهذا الاستدعاء، وما لم يحضر من تم استدعاؤه تصدر بحقه مذكرة ضبط وإحضار، أو أن يتم اعتقاله بعد استجوابه، لكن ربما يطلق سراحه، ولكن باسم يوسف صدق بحقه أمر ضبط وإحضار منذ البداية، وهو أمر غير معتاد ويعبر عن بعض النوايا الضارة إلى حد ما.
الأمر الثانى الذى كان واضحا للغاية، هو أن مكتب النائب العام لا يملك ذكاءً إعلاميا، فيوم السبت لا تكون فيه أخبار كثيرة، وأمر مثل هذا كان لا بد أن يحصل على اهتمام كبير، ونشر هذا الخبر يوم السبت، يعنى أن كل وسيلة إعلامية ستعطى هذا الخبر قدرا من الاهتمام، وبالفعل، فى غضون 12 ساعة نشرت الخبر الكثير من وسائل الإعلام العالمية، مثل “بى.بى.سى” ونيويورك تايمز وأسوشيتدبرس وغيرها، وبالتأكيد ستكون تلك القصة موجودة غدا الاثنين، فى “واشنطن بوست” و”فورين بوليسى” و”وول ستريت جورنال”، وستتلاحق الضغوط الداخلية والدولية بشدة، ومن الصعب رؤية الفائدة المحتملة من إثارة هذه القضية.
وتحدث “هيلر” أيضا عن التهم الموجهة لـ”يوسف” بازدراء الإسلام، وقال إن باسم يوسف يُعرف عنه أنه مسلم ولا ينكر الإسلام، بل يأخذ دينه على محمل الجد، فهو يصلى ويحترم علماء الدين، ولذلك فمن غير الواضح من أين يأتى ازدراؤه للإسلام.
ويصف “هيلر” ضبط وإحضار “يوسف” بأنه محاولة سافرة للمراوغة بين الإسلام ومسلمين معينين، الأشخاص الذين يحاولون أن يلبسوا أنفسهم عباءة الدين، بينما يسببون الخراب الاجتماعى.
ويؤكد “هيلر” أن برنامج باسم يوسف لم يسئ للإسلام أبدا، إلا أنه بالتأكيد هاجم أشخاصا محددين يستخدمون ادعاءات الإساءة للدين لأهداف غير دينية على الإطلاق.
أما عن تهمة إهانة الرئيس، فهى أقل اهتماما من الاتهام السابق، وهى محاولة مكشوفة لغرس شعور فى مصر بأن انتقاد السلطة ينبغى أن يكون بمثابة جريمة، ولم ينجُ أحد فى المؤسسة السياسية المصرية من انتقادات “يوسف”، سواء كانت المعارضة أو الإخوان والمجلس العسكرى.
وخلص خبير بروكنجز فى النهاية، إلى القول بأنه لا يوجد فائدة للدولة المصرية من ضبط وإحضار “يوسف”، ولو كانت تلك الدولة تحسبها بذكاء لطلبت، بل وأصرت على أن يستضيف “يوسف” الرئيس محمد مرسى فى برنامجه، وأن يمنحه الفرصة لإظهار أن سلطته لا يضعفها سياسى ساخر، إلا أن الحكومة المصرية منحت ببساطة المنتقدين لها أسبابا لمزيد من الانتقاد، والمفارقة أن هذا بالتأكيد يزيد من شعبية باسم يوسف فى مصر والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى