المصريون بالولايات المتحدة : نخاف من عودة الممارسات العدائية بعد بوسطن
أثارت تفجيرات مدينة بوسطن الأميركية التي وقعت الأسبوع الماضي، القلق والتوتر، لدى العرب والمسلمين المقيمين بأمريكا، وذلك خوفا من ردود الفعل عنيفة ضدهم، و تصاعد موجة العداء، مثل ما حدث عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، عام 2001، والتي أدت لزيادة الفجوة بين الشرق و الغرب بصورة كبيرة، لاسيما مع العرب المسلمين.
أجرت شبكة الإعلام العربية ” محيط “،حوار مع عدد من المصريين المقيمين في أمريكا، وبالأخص في مدينة بوسطن، وجاء الحوار لمحاولة نقل صورة واقعية تجاه ما يحدث للعرب والمسلمين بأمريكا في الوقت الراهن.
قالت فريدة بطمة، وهي صحفية مصرية – أمريكية، أن الأوضاع بأمريكا تشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة، وأن العرب والمسلمين لديهم مخاوف من إستغلال أحداث بوسطن، للإضرار بالقضايا الخاصة بهم.
أضافت بطمة، ان عرب بأمريكا تلقوا خبر الحدث، شأنهم كشأن جميع الأمريكيين وشعروا بالحزن والأسى تجاه ما حدث، لكن المأساة تأتي عندما يرون أصابع الاتهام توجه اليهم.
و أستطردت بطمة، أن المجتمع الإمريكي تعود على الصاق التهم الإرهابية للعرب والمسلمين بشكل عام، ولا يتعامل على أن الحوادث هي أخطاء فردية، صادرة من أشخاص غير أسوياء.
الاعلام يحرض!
وإنتقد إبراهيم الموسى، ناشط سياسي، أداء الإعلام الأمريكي، قائلا، “أن الإعلام في أمريكا تسرع بالحكم على العرب والمسلمين بأنهم مرتكبي الأحداث الإرهابية، خاصة المذيعين والأشخاص المؤيدين لإسرائيل، والذين حاولوا استغلال الموقف”.
تابع الموسى، أن القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام الأمريكية، تستضيف، مجموعة من الأشخاص يدعون أنهم محللون سياسيون وخبراء وهم في الحقيقة أناس يحرضون على العنف الطائفي والعنصرية.
وأشار الموسى، ان سوء تناول وسائل الإعلام الأمريكية للأحداث، والتركيز على حقيقة أن المشتبه بهما الوحيدين مسلمان، جعل عدد كبير من العائلات والطلاب العرب، لا يخرجون من منازلهم، تحسبا لأحداث العنف التي من الممكن ان تحدث لهم.
يوسف يفجر مدرسة؟!
بينما تحدثت ميرام سامي، مصرية مقيمة بأمريكا، أن بعد أحداث بوسطن، ذهب ابنها يوسف 10 سنوات للمدرسة،و ناقشت المعلمة أحداث بوسطن مع الطلاب، وقالت أن العرب والمسلمين هم المتسببين في الهجمات الإرهابية، فردت أحد الطلاب وقالت، “وهل يعني هذا أن يوسف ذاهب لتفجير المدرسة !”. ميرام، قالت أنها طوال الايام الماضية كانت في حالة بكاء مستمر، بعد تلك الواقعة، وأن هي وعائلتها يخافون الذهاب لشوارع التي كنت بها التفجيرات، تحسباً لاندلاع أى أعمال عنف ضدهم.
وأضافت، ان الدين الإسلامي والمسيحي، يدينان ويحرمان، الأعمال التي تضر بالأناس الأبرياء، ونحن كعرب قمنا بمساعدة الضحايا، وتكثيف الصلاة والدعاء لإنقاذ هولاء الأبرياء.