بيل جيتس يستعيد عرش “أغنى رجل فى العالم” بعد تسديد 1600 مليون دولار لل
بيل جيتس.. الاسم الأكثر شهرة فى العالم، يسترد عرشه من جديد، ليس باعتباره المؤسس المشارك لشركة “مايكروسوفت” ببرامجها التى تحتل تقريبا كل بيت على وجه الأرض، ولكن باعتباره الرجل الأكثر ثراء فى العالم، وهو اللقب الذى ظل محافظًا عليه لسنوات طويلة قبل أن يخسر فى عام واحد 40 مليار دولار، ليتراجع اسم بيل جيتس لعامين متتاليين قبل أن يعود للظهور من جديد محافظا على اللقب الذى يبدو أنه سيظل متربعًا على عرشه لسنوات.
وكانت خدمة بلومبرج الإخبارية أعلنت أمس الخميس، أن بيل جيتس ” استعاد لقب” أغنى رجل فى العالم” بثروة قدرت قيمتها بـ 7. 72 مليار دولار فى مؤشر بلومبرج لمليارديرات العالم.
المرة الأولى التى حصل فيها الرئيس التنفيذى السابق لمايكروسوفت على هذا اللقب كانت عام 2007 عندما انتزع جيتس اللقب من ملياردير الاتصالات المكسيكى كارلوس سليم.
وكانت ثروة جيتس، 57 عاما، قفزت هذا العام بنحو 10 مليارات دولار بفضل المكاسب التى حققتها بورصة وول ستريت فى الأسابيع الأخيرة.
إسهامات جيتس .. الإنسان
فى مقالة له بمجلة كايروريفيو للشئون الدولية، يقول رائد البرمجيات والعمل الاجتماعى بيل جيتس، إنه يمكن القضاء على شلل الأطفال خلال خمس سنوات إذا تحقق وجود التزام دولى بتمويل كبير، وبذلك يمكن تحقيق “أحد المنجزات الأخلاقية والعملية الكبيرة فى زماننا”، وحذر جيتس من أن فيروس شلل الأطفال إذا لم يتم القضاء عليه عالمياً، فلن تكون هناك أية دولة فى مأمن من إعادة الإصابة به.
ويستضيف كل من جيتس رئيس مجلس الإدارة المشارك فى مؤسسة بيل وميلندا جيتس، وولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، وبان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة القمة العالمية للقاح التى ستقام فى أبوظبى يومى 24 و25 أبريل، تهدف القمة إلى تقديم الدعم لـ”عقد اللقاحات”، إحدى مبادرات منظمة الصحة العالمية التى تهدف إلى دعم نظم الوقاية الفعالة.
وكتب جيتس فى مقاله فى كايروريفيو، أنه “لا يمكن الاكتفاء بتثبيت نسبة شلل الأطفال على مستوياتها الحالية، حتى وإن كانت متدنية”، مناشداً المتبرعين الدوليين أن يمولوا بالكامل خطة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال فى ست سنوات، “إذا لم نحافظ على الاستثمار فى هذه الخطط، ستعاود الحالات زيادتها لتصل إلى عشرات الآلاف سنوياً فى العديد من الدول، خاصة ونحن على وشك الوصول بشلل الأطفال إلى الانقراض تماماً”.
وأضاف جيتس أن الابتكارات، مثل تلك الموجودة بتكنولوجيا مسح المرض، تساعد فى التغلب على العقبات الباقية فى طريق القضاء على شلل الأطفال، كما يمكن تطوير آليات تفيد الصحة العالمية بشكل عام، يقول جيتس: “نحن نبنى أنظمة، ونطور تكنولوجيا، وندرب العاملين بشكل يمكننا من مساعدة من لا يتلقون أى مساعدة”، وأضاف: “عند القضاء على شلل الأطفال، يمكننا استخدام نفس النُظم والتكنولوجيا والأفراد للوصول إلى حلول منقذة للحياة، خاصة اللقاحات الدورية لأمراض مثل الحصبة وفيروس الروتا”.
أشاد جيتس بالمتبرعين الكبار لدعم القضاء على شلل الأطفال، مثل الشيخ محمد الذى ساهم بـ50 مليون دولار عام 2011، وكذلك بنك التنمية الإسلامية الذى قدم بدعم هام لدولتين (بالإضافة إلى نيجيريا) التى مازال فيها شلل الأطفال وباء، تضمنت مساعدات البنك 227 مليون دولار كتمويل لحملة اللقاح فى باكستان، وثلاثة ملايين دولار كمنحة لأفغانستان، “هذا النوع من التعاون المبتكر بين الممولين التقليديين، والدول التى تتقدم سريعاً، والاقتصاديات الناشئة يمكن أن يجعلنا نقترب أكثر من القضاء على شلل الأطفال، والوصول لكل الأطفال باللقاحات التى يحتاجونها بغض النظر عن مكان معيشتهم”.
أشار جيتس إلى أنه على الرغم من التأثير المدهش للقاحات، فإن الملايين والملايين من الأطفال، خاصة فى الدول الفقيرة، لا يحصلون عليه، كما قام جيتس بتقديم التعازى فى العاملين فى مجال اللقاحات ومجالات الصحة الأخرى الذين قتلهم المسلحون فى نيجيريا وباكستان، وقال إنهم كانوا يحاولون وقف المرض وتسهيل المعاناة لجعل حياة الآخرين أفضل، “هؤلاء أبطال، وهناك طريقتان لتكريم ذكراهم، أن نفعل كل ما بوسعنا لضمان سلامة من يستمرون فى العمل فى هذه الحملات، وأن ننهى المهمة التى وهبوا حياتهم من أجلها، إذا استجاب العالم، فسوف نتمكن من القضاء على شلل الأطفال خلال خمس سنوات – لتكون أحد المنجزات الأخلاقية والعملية الكبيرة فى زماننا”.
بيل جيتس فى الشارع العربى
كما استطاعت مؤسسة بيل جيتس أن تفرض سطوتها على كل بقاع الأرض، واستطاع هو بثروته الطائلة ــ أن يكون الرجل الجالس بمفرده على عرش الثروة فى العالم، كان لابد من تأكيد أحقيته بالمكانة التى لم تفارقه منذ 6 سنوات إلا قليلاً.
وانطلاقًا من أحقيته بالصدارة، أهدت مؤسسة بيل جيتس مدينة أسوان المصرية، معدات نظافة وسيارة حمولة 4 أطنان و2 تروسيكل، تم توجيهها للعمل بمنطقة الناصرية بحى شرق للمساهمة فى رفع المخلفات المنزلية، تنفيذاً لاتفاقية التوأمة بين محافظة أسوان ومدينة سونوما الأمريكية.
وكان مدير المكتب الإقليمى لتنشيط السياحة بمحافظة أسوان، مجدى ربيع قد أشار إلى أن وفدا من مدينة سونوما قام بتسليم المعدات الجديدة لجمعية الناصرية لتنمية المجتمع، والتى ستشرف على توظيفها بالشكل الذى يساهم فى نظافة هذه المنطقة، والتى تتميز بكثافة سكانية عالية، وتحتاج إلى جهود مضاعفة لرفع المخلفات، لافتاً إلى أنه تم وضع مخطط عمل هذه المعدات بالتنسيق مع مجلس مدينة أسوان حيث قام الوفد الأمريكى بالاطلاع على منظومة عملها بشرح وافٍ من مسئولى جمعية الناصرية الأهلية.
وأضاف مجدى ربيع، أنه فى نفس إطار اتفاقية التوأمة مع سوناما تم إهداء معهد أورام أسوان بجهاز منظار للجهاز الهضمى لعدم توفر هذا المنظار الحيوى للمساهمة فى التشخيص الطبى اللازم، وقد قام وفد مدينة سوناما بزيارة معهد الأورام للاطلاع على ما يقوم به المعهد من خدمات طبية متميزة لصالح مواطن أسوان وإقليم جنوب الصعيد، مشيراً إلى أنه بموجب اتفاقية التآخى بين أسوان وسونوما بولاية كاليفورنيا والتى تم توقيعها فى فبراير 2009 تم تقديم منح بإجمالى 660 ألف جنيه قيمة معدات النظافة وجهاز المنظار، ما يساهم فى توطيد علاقات التآخى والتعاون وتدعيم روابط الصداقة بين الشعبين المصرى والأمريكى ورغبتهما فى تنمية هذه التعاون وتبادل الخبرات فى جميع مجالات الثقافة والفنون والاقتصاد والتجارة والاستثمار، مع تبادل زيارات المسئولين والأفواج الشبابية والفرق الفنية والرياضية.
وشهدت مدينة أبو ظبى بالإمارات فعاليات أول قمة عالمية للِّقاحات، ضمت نخبة من الزعماء، وخبراء الصحة والتنمية، والمساهمين فى الأعمال الخيرية، ورواد الأعمال، برئاسة بيل جيتس، والتى تمت بالتعاون مع الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى، وبالشراكة مع بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، وبيل جيتس، رئيس مؤسسة بيل وميليندا جيتس.
وجاءت القمة لتعبئة الموارد والجهود للتخلص من شلل الأطفال نهائيا فى العالم قبل عام 2018، بتحصين بليون طفل، مؤكدين استمرار التركيز على استئصال شلل الأطفال، ومرحبين بتوسيع مجال تغطية الخطة لكى يشمل تحسين أنظمة التحصين فى دولهم.
الحدث جاء فى إطار الخطة المسماة بـ”المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال”، التى أقرتها القمة العالمية للتحصين فى أبوظبى، والتى قامت على تنفيذ برامج استئصال كل أنواع شلل الأطفال بشكل متزامن على مستويات متعددة، بحيث يتم التوسع فى الأهداف، لترتكز على تحسين مستوى التحصين وتأمين الإنجازات التى تحققت حتى الآن، ومنع انتكاسها، وقد عبر المجتمعون عن ثقتهم فى الخطة بالتعهد بتوفير حوالى ثلاثة أرباع التكاليف البالغة 5.5 بليون دولار على مدى ست سنوات.
وتعتمد الخطة الجديدة على الإنجاز الذى تحقق حتى الآن حيث انخفض عدد الأطفال الذين أصيبوا فى عام 2012 إلى 223 حالة، وفى العام الحالى 19 حالة فقط، وذلك مقابل 335000 حالة فى العالم عام 1986، حين بدأ الروتارى تعبئة الجهود للقضاء على هذا الشلل، والسعى فى الأساس إلى منع عودة انتشاره إلى دول أخرى كانت مصابة به (مثل مصر وجنوب أفريقيا)، بأن يتم حصار المتبقى فى نيجيريا وباكستان وأفغانستان، ومحوه منها.
ومثل الروتارى الدولى فى هذا الاجتماع الهام، كل من بوب سكوت، وكارول بانداك، من قيادات هذه المنظمة الدولية، وانضم إليهم من الهند، ديباك كابور.