ننشر كواليس اجتماع الزند برئيس الاتحاد العالمى للقضاة.. رايسنر
وصل رئيس الاتحاد الدولى للقضاة “جيرارد رايسنر” إلى القاهرة، مساء أمس الأحد، قادمًا من تركيا، فى زيارة قصيرة تستغرق يومين يلتقى خلالها مجلس إدارة نادى القضاة، برئاسة المستشار “أحمد الزند”، لبحث أزمة السلطة القضائية وما تعرضت له من انتهاكات واعتداءات طوال الفترة الماضية.
واستقبل المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، ووفد من النادى، رئيس الاتحاد الدولى للقضاة بمطار القاهرة، وعقدا لقاءً قصيراً بصالة كبار الزوار، تحدثوا خلاله عن الأزمة القضائية وتاريخ القضاء المصرى، كما عقد “الزند” وأعضاء المجلس وبعض شيوخ القضاة اجتماعاً مغلقاً معه، بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة الذى يقيم به رئيس الاتحاد الدولى، وتناولوا ما تعرض له القضاء من انتهاكات، وما سيستعرضه المؤتمر الدولى لحماية استقلال القضاء المصرى، الذى سيعقد، عصر اليوم الاثنين، بذات الفندق.
أكد مصدر قضائى ممن حضروا الاجتماع المغلق مع رئيس الاتحاد العالمى للقضاة، أن رئيس الاتحاد أبلغ رئيس النادى والقضاة خلال الاجتماع بأنه تلقى تهديدات قبل زيارته لمصر من مصريين مقيمين بالنمسا لإثنائه عن القيام بالزيارة ومقابلة القضاة.
وقال المصدر لـ”اليوم السابع”، إن رئيس الاتحاد العالمى للقضاة، قال لهم إنه تلقى تهديدات عبر تليفونه المحمول “الشخصى” وتليفون المحكمة التى يعمل بها، وأكد أنه مدرك لخطورة الوضع والانتهاكات التى يتعرض لها القضاء المصرى، ولذلك أصر على الحضور لمصر رغم التهديدات التى تعرض لها.
وقام المستشار أحمد الزند بتسليمه رئيس الاتحاد العالمى للقضاة مذكرة بالانتهاكات والاعتداءات التى تعرض لها القضاء المصرى والقضاة منذ تولى الرئيس محمد مرسى الحكم، وتناولت ما يتعرض له القضاء المصرى من انتهاكات واعتداءات تنال وتمس استقلال السلطة القضائية، منذ عدة شهور، بدءا من إهدار حجية الأحكام القضائية وإقالة النائب العام السابق، وما سمى بالإعلان الدستورى الذى تم إلغاؤه والإبقاء على آثاره الباطلة، وتعيين نائب عام جديد بالمخالفة للقانون، بالإضافة إلى محاصرة المحكمة الدستورية العليا، والإطاحة ببعض قضاة المحكمة، ومحاصرة دار القضاء العالى ونادى القضاة وتوجيه أفظع الألفاظ والشتائم والسب لقضاة مصر، فيما سمى بجمعة “تطهير القضاء”، وانتهاء بتقديم مشروعات قوانين لمجلس الشورى غير المختص بالتشريع تنال من القضاء واستقلاله.
وقال المستشار محمد عبد الهادى وكيل لجنة الإعلام بالنادى، إن وفد النادى القضاة برئاسة المستشار أحمد الزند، عقد اجتماعاً مغلقاً مع رئيس الاتحاد الدولى للقضاة فى مطار القاهرة لمدة ساعة، تم خلاله التعارف بين رئيس النادى ورئيس الاتحاد، وتبادلا الحديث حول جوانب الأزمة القضائية وما تعرض له القضاء المصرى من انتهاكات واعتداءات منذ تولى الرئيس محمد مرسى، رئاسة الجمهورية.
وأضاف “عبد الهادى”، أنه عقب التحرك من المطار توجه وفد النادى ورئيس الاتحاد إلى الفندق الذى يقيم به، وتناول وجبة العشاء، ثم عقدوا معه اجتماعا مغلقا أشبه بجلسة ودية استمرت قرابة الثلاثة ساعات من التاسعة مساء أمس الأحد، حتى الثانية عشر منتصف الليل، بحضور نحو 40 قاضيا من أعضاء مجلس إدارة النادى وشباب وشيوخ القضاء والمستشار الزند.
وتابع: طلب “رايسنر” أن يستمع للقضاة المشاركين فى الاجتماع، لأنه يريد أن يعرف كل جوانب الأزمة، وتحدثوا معه فى كافة تفاصيل الأزمة بشكل عام، واستعرضنا ما تعرض له القضاء من اعتداءات وانتهاكات وتجاوزات بالمستندات والفيديوهات، بدءا من أزمة النائب العام وحصار المحكمة الدستورية العليا وحصار دار القضاء العالى “جمعة تطهير القضاء” وغيرها من اعتداءات.
وأشار عبد الهادى إلى أن “رايسنر” أبدى طلبه بأنه يريد حضور كل أطياف المجتمع المصرى وكافة الأحزاب من كل الاتجاهات السياسية المختلفة فى المؤتمر الدولى لاستقلال القضاء الذى يعقده نادى القضاة عصر اليوم الاثنين، رغبة منه فى الاستماع للجميع خلال المناقشات بالمؤتمر، مضيفاً “رئيس الاتحاد الدولى أعرب عن سعادته عندما علم بأن نادى القضاة دعا كل رؤساء الأحزاب السياسية لحضور المؤتمر سواء الموالية للنظام الحاكم من الأحزاب الإسلامية أو من المعارضة، ونقيب المحامين وأساتذة جامعات ومفكرين”.
وأوضح أن رئيس الاتحاد الدولى رفض التحدث فى أى وسيلة إعلامية أو إجراء أحاديث صحفية وطلب أن يكتفى بالمناقشات خلال المؤتمر والكلمة التى سيلقيها، وأشار وكيل لجنة الإعلام بنادى القضاة أن “الكتاتنى” ورئيس مجلس الشورى لم يردوا على دعوة النادى لهم حتى الآن.
من جانبه، قال المستشار عزت خميس، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، وأحد من حضروا الاجتماع المغلق، إن نادى القضاة سلم رئيس الاتحاد الدولى للقضاة تقريراً مكتوباً باللغة الإنجليزية بشأن كافة الانتهاكات والاعتداءات التى تعرض لها القضاء المصرى وما يتعرض له الآن من تغول السلطتين التنفيذية والتشريعية عليه، وبدوره سيعرض هذا الملف على مجلس إدارة الاتحاد العالمى للقضاة عقب عودته.
ووجه نادى القضاة الدعوة للدكتور “أحمد فهمى”، رئيس مجلس الشورى، وعدد من رؤساء الأحزاب السياسية لحضور المؤتمر الدولى لحماية استقلال القضاء المصرى، ومن بينهم، الدكتور “محمد سعد الكتاتنى”، رئيس حزب الحرية والعدالة، و”يونس مخيون”، رئيس حزب النور وبعض قيادات الحزب، والدكتور “محمد البرادعى”، رئيس حزب الدستور، و”عمرو موسى”، رئيس حزب المؤتمر، و”حمدين صباحى”، مؤسس التيار الشعبى، كما تم توجيه الدعوة إلى رؤساء الهيئات القضائية ومجلس القضاء الأعلى، وشيوخ القضاة، وعدد من القانونيين، ونقيب المحامين.