كيف تحدث متلازمة القولون العصبى؟
القولونُ العصبى أو متلازمة تهيُّج القولون هو اضطرابٌ مزمن يؤثِّر فى الوظائف الطبيعية للقولون. ويتميَّز بأعراض مثل آلام البطن والتشنُّج المعوى (المغص) وانتفاخ البطن والإمساك والإسهال. وغالباً ما يُصاب الأشخاصُ بهذه الحالة بين عمرى 20 و30 سنة، ولكن يمكن أن يُصابَ الأطفال أيضاً؛ وتكون نسبةُ الحدوث بين النساء ضعفى ما هى بين الرجال. يمكن أن يؤثِّر المرضُ تأثيراً خطيراً ومعيقاً فى حياة الشخص الجسدية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية. قد يعانى المصاب بالقولون العصبى من آلام مزمنة أخرى، مثل الشعور بالتعب المزمن والتهاب بطانة الرحم (عند النساء).
ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الاضطراباتُ لها سببٌ مشترك، حيث قد يُصاب الشخصُ ببعض الاضطرابات النفسية أيضاً، مثل القلق والاكتئاب. ولم يكتشف الباحثون حتَّى الآن سبباً محدِّداً للإصابة بالقولون العصبى، كما يوضح دكتور رامى عصمت أخصائى الجهاز الهضمى، قائلا يعدُّ المرضُ اضطراباً وظيفياً غالباً. على سبيل المثال، تقول إحدى النظريَّات إنَّ العضلات والأعصاب فى الأمعاء تكون حسَّاسةً بشكل مفرط لدى المصابين بالقولون العصبى، وقد تتقلَّص العضلاتُ أكثر من اللازم فى أثناء تناول الوجبة أو بعدَ فترة وجيزة من تناولها، أو قد تحدث ردَّةُ فعل فى الأعصاب عندما تتمدَّد الأمعاء، ممَّا يسبِّب التشنُّج والإسهال والشعور بالألم. كما أنَّ العدوى السابقة فى القناة الهضمية أو الخلل فى إنتاج مادَّة السيروتونين هما من الأسباب المحتملة أيضاً للمرض. وقد يؤدِّى الإجهادُ النفسى أو تناول وجبات كبيرة أو بعض الأدوية والأطعمة إلى إثارة أعراض القولون العصبى.
العلاج التقليدى للإصابة بالقولون العصبى
لا يوجد علاجٌ معروف للقولون العصبى، ولكن هناك خيارات يمكن أن تكونَ مفيدةً فى السيطرة على أعراضه, مثل:
● التغييرات الغذائية (تناول وجبات صغيرة، وتجنُّب الأطعمة التى تؤدِّى إلى تحريض أعراض القولون العصبى).
● الأدوية (استخدام مضادَّات التشنُّج ومضادَّات الاكتئاب، وعلاجات الإسهال والإمساك، واستخدام بعض الأدوية التى تُصرَف من غير وصفة طبِّية مثل المليِّنات ومكمِّلات الألياف).
●
السيطرة على الشدَّة أو الإجهاد النفسى (بما فى ذلك العلاجُ السلوكى المعرفى وتلقِّى المشورة والدعم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتعديل نمط الحياة والنوم لساعاتٍ كافية).
على الرغم من أنَّ أعراضَ تشنُّج القولون IBS قد تكون مؤلمة، ولكنَّها لا تضرُّ بالقولون أو بأى جزء من الجهاز الهضمى، ولم يتبيَّن حتى الآن أنَّها تؤدى إلى الإصابة بأمراض خطيرة فى الجهاز الهضمى تشبه أعراضُ القولون العصبى أعراضَ الاضطرابات المعوية الأخرى، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرُّحى، إلاَّ أنَّها ليست على علاقة بها.