لو سألتك بنت فى الشارع عن أمنياتك.. ما تستغربش
بابتسامة طفولية وعيون تشع بهجة وألفة تقترب بسنت الصاوى (19 عامًا) الطالبة بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، من بائع على أحد أرصفة الإسكندرية، فيتوقع أن تسأله عن إحدى السلع التى يعرضها أو عن طريق أخطأته، ولكنه يفاجأ بها تسأله باهتمام عن 3 أمنيات يحلم بتحقيقها، يصدمه السؤال الذى ربما لم يفكر فيه أبدًا، ويجيبها “ماعنديش” فتكرر سؤالها “طيب فكر تانى فى أى حاجة نفسك فيها.. حتى لو نفسك تتغدى إيه النهاردة”، وتطلب منه أن يدون أحلامه فى ورقة بخط يده (أو تدونها له لو كان أميًا)، وأن تلتقط له صورة، تمتزج فرحته باهتمامها بحيرته وقلقه لعدم فهمه السبب، ولكنها حين تتركه يكون تعرف على بعض أحلامه.
ثم تنتقل إلى بائع كبدة ثم فكهانى، ثم سائق تاكسى وغيرهم الكثيرين، تطلب منهم تدوين أحلامهم فى ورقة والتقاط صورة لهم، لا لسبب إلا أنها أرادت أن تعرف “الناس اللى بجد” بعيدًا عن مجتمع الجامعة والطبقة التى تعايشها يوميًا، وتضيف بسنت لـ”امل مصر” “فى نفس الوقت حبيت أجيب على بالهم حاجة يمكن ما تكونش خطرت لهم قبل كده.. حبيت أخليهم يفكروا، أنا عايز إيه أو نفسى فى إيه؟”
وعن ردود فعل الناس حين تقابلهم، تقول بسنت “بعدد اللى وافقوا فى ناس ما وافقتش.. وفى ناس كانت بتسيبنى وتمشى.. وفى ناس كانت بتوافق بس بتكون قلقانة من سبب اهتمامى، ومش عارفة أنا ممكن أعمل بالصورة إيه”.
جمعت بسنت بالفعل أمنيات عديدة من مواطنين من مختلف الطبقات، منها أمنية عواطف عبد السلام الموظفة البسيطة بأن تغنى على مسرح الأوبرا” وأمنية بائع السبح بأن “ربنا يوفق رئيس جمهوريتنا ويبعده عن إخوانه”، وأمنية بائع الكبدة بأن يموت مستور ويتقرب لربنا أكثر، وأمنية الشاب سائق التاكسى “أشترى تاكسى يكون بتاعى.. وأجيب شقة واخطب واتجوز”، ومجدى رستم صاحب مكتبة بشارع النبى دانيال الذى يحلم بأن “مصر ترجع تانى.. والناس ترجع تانى.. والشارع يرجع تانى”.