أهلى وحبايبى والمجتمع والناس
“بلادى وإن جارت علىّ عزيزة وأهلى وإن ضنوا علىّ كرام”.. هذا كل ما قاله مبارك مؤخراً فى جلسة محاكمته عندما سؤل هل لديك ما تقوله، والواضح من رد مبارك أنه مازال يراوغ.. مازال يلعب على وتر طيبة وعاطفية الشعب المصرى، مازال يحاول الدخول إلى قلوبهم من باب الاستعطاف، إن ما قاله يذكرنى بالكلمة التى ألقاها قبل نزول الخيل والجمال إلى ميدان التحرير بيوم الكلمة التى أدمعت كثير من المصريين وجعلتهم يتعاطفون مع مبارك، ومن الواضح أيضاً من رد مبارك أن هناك اتفاق بينه وبين الديب، أن لا يتفوه مبارك بأكثر من ذلك خوفاً من أن يتفوه بشىء يؤخذ عليه ويضر بموقفه فى القضية مثلما حدث مع محسن السكرى فى قضية مقتل سوزان تميم، تكلم الرجل فأدان نفسه، فلذلك تم اختيار ما سيقوله مبارك بعنايه والعبرة ليست بطول الحديث، المهم الوصول إلى الهدف المنشود.
إن مبارك يتمسكن حتى يتمكن يقول بلادى عزيزة وهو الذى أذلها ليعيش عزيزا، وأهلى كرام وهو الذى لم يعاملنا أننا من أهله فقد كنا نهان فى بلدنا ويكرم الغريب، كنا لا نجد حق الطعام وحسابات مبارك وأعوانه مليئة بالأموال، كنا نبيت جائعين ومعدة مبارك وأعوانه مليئة بالطعام، كنا نعالج فى مستشفيات غير آدمية ونحن أبرياء، ومبارك اليوم وهو متهم يعالج فى المركز الطبى العالمى، إن إعدام مبارك لا يحتاج إلى مستندات فالواقع يعدم مبارك.. الشوارع والمياه والأسعار والمرتبات والمستشفيات والأحياء الفقيرة إلى غير ذلك، كل هذه أدلة واقعية تعدم مبارك، إن بيت الشعر الذى قاله مبارك ذكرنى بما قاله أحمد آدم لعلاء مرسى فى فيلم معلش إحنا بنتبهدل “أنت ما سمعتش عمك سمير الإسكندرانى وهو بيقول أهلى وحبايبى والمجتمع والناس”.