صحة وطب

بريطانيا ربما تجيز تخليق أطفال من حمض نووى مأخوذ من ثلاثة أشخاص

قالت أرفع مسئولة طبية فى بريطانيا إن بلادها ربما تسمح بتقنية مثيرة للجدل تسمح بتخليق أطفال باستخدام حمض نووى مأخوذ من ثلاثة أشخاص، فى خطوة يمكن أن تساعد الأزواج على تجنب نقل الأمراض الجينية النادرة.
وتساعد التقنيات جديدة تساعد النساء اللاتى يعانى من خلل فى الميتوكوندريا، التى تعد مصدر الطاقة فى الخلية، من أن ينقلن إلى أطفالهن عيوبا يمكن أن تؤدى إلى أمراض مثل ضمور العضلات، والصرع، ومشاكل القلب، والتخلف العقلى.
ومن بين كل 200 طفل يولدون سنويا فى بريطانيا يوجد طفل يعانى من اضطراب فى الميتوكوندريا.
وقالت نيكولا باركر، المريضة بخلل فى الميتوكوندريا: “لا يوجد أحد من الوالدين يريد أن يرى أطفاله يعانون ويكافحون مع ظروف تعوق حياتهم”.
وأضافت باركر: “أنت تريد الأفضل لطفلك، وإذا كان بإمكانهم وقف هذه الجينات، مثل الظروف الصحية الجينية التى تنتقل بالوراثة، هذا شىء جيد، هذا شىء ممتاز”.
وفى حالة الأم التى تعانى خللا فى الميتوكوندريا يقوم العلماء بأخذ المادة الوراثية الصحية فقط من بويضتها أو جنينها، ثم يقومون بعد ذلك بنقل هذه المادة إلى بويضة المتبرعة أو جنين المتبرعة التى مازال لديها ميتوكوندريا صحية بعد إزالة الحمض النووى الرئيسى لها. ثم يتم نقل الجنين المخصب إلى رحم الأم.
وقال البروفيسوفر دوغ تيرنبول، مدير مركز ويلكوم ترست لبحوث الميتوكوندريا بجامعة نيوكاسل “لا يوجد أى علاج للمرضى الذين يعانون من أمراض الميتوكوندريا. ما نحاول القيام به هو محاولة لمنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل”.
لكن بعض المنظمات تعارض تقنيات الاستنساخ الاصطناعى، وتعتقد أن تدمير بويضا أو أجنة أمر غير أخلاقى.
الدكتور ديفيد كينج، مختص بالجينات، مؤسس ومدير علم الوراثة منظمة “إنذار الجينات البشرية”، وهى منظمة مراقبة بارزة فى بريطانية معنية بقضايا الوراثة والجينات، قال إن هذه العملة تتجاوز خطا أخلاقيا.
وقال كينج: “بمجرد عبور هذا الخط فإننا لا محالة سوف نصل وخطوة خطوة، ورويدا رويدا، إلى مستقبل يريد الجميع تجنبه، يوجد به أطفال معدلة وراثيا، وسوق للأطفال”.
وكانت الصحف البريطانية قد أعلنت لأول مرة عن هذا الإجراء فى عام 2008، ووصفته بأنه عملية خلق طفل من ثلاثة: الأم والمتبرع، وهو اتهام قال العلماء إنه غير دقيق، لأن كمية من الحمض النووى من البويضة المانحة ضئيلة.
وقالت الدكتورة سالى ديفيز، أرفع مسئولة طبية فى بريطانيا: “المسألة هى أننا لا نحاول تغيير طبيعة الناس، نحن لا نمس الحمض النووى الذى يأتى من كلا الوالدين، ويجعلنا نبدو هكذا، ونتصرف بطبيعتنا ونكون بهيئتنا هذه، لكن الأمر يتعلق بمصدر الطاقة، طاقة الخلية وفقط”.
وتجرى أبحاث مشابهة فى الولايات المتحدة لا تستخدم فيها الأجنة فى خلق أطفال.
إذا وافق النواب البريطانيون على هذا ستصبح بريطانيا أول بلد فى العالم تستخدم فيه هذه التقنية لتخليق أطفال رضع. ويقول خبراء إنه من المرجح أن تستخدم هذه الإجراءات مع عشر نساء فقط سنويا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى