الجبهة السلفية: لو كان فى نية الجيش الانقلاب لما أصدر بيانه
أصدرت الجبهة السلفية بيانا رسميا للتعليق على بيان الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، وجاء نصه كالتالى:
“تابعت الجبهة السلفية باهتمام بالغ بيان المجلس العسكرى الصادر اليوم والذى ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسى شخصياً ولنا على هذا البيان الهام والخطير ملاحظات ضرورية لتوضيح موقفنا منه وما تلاه من ردود أفعال مؤيدة ومعارضة:
أولا: جاءت لهجة البيان غاية فى الحسم ولم تخل عباراته من التهديد والوعيد، فى محاولة للفت الانتباه إلى جدية المهلة الممنوحة سابقاً للتيارات السياسية ومدى إصرار الجيش على إثبات وجوده فى المشهد.
ثانياً: حاول كل فريق من الفرقاء السياسيين تفسير البيان لصالحه وعلى هواه وخاصة قوى المعارضة ومن نزل معها من جموع الشعب المصرى التى حرضتها الأزمات والإعلام بالإضافة إلى قطاعات عريضة من الطائفيين والفلول والبلطجية والذين أجلوا العنف لأول مرة منذ فترة طويلة، وقد حمل البيان من الألفاظ والعبارات ما قد يؤدى بالفعل لهذا المفهوم.
ثالثاً: هناك من الأحداث الأخيرة ما يستلزم وضعه فى واجهة المشهد لخطورتها الشديدة ولعلاقة محتملة بينها وبين البيان العسكرى والمشهد السياسى وأهمها من وجهة نظرنا هى: القبض على خلية تجسس مؤخراً، واعتراض موكب الفريق أول عبد الفتاح السيسى من قبل عناصر تابعة للداخلية، واكتشاف عدد من مخازن الأسلحة فى عدة أماكن فى مصر وتواطؤ الداخلية الواضح مع مجموعات البلطجية المأجورة.
رابعاً: لو كان بنية العسكرى الانقلاب على الشرعية السياسية والقانونية لما كان بحاجة إلى إصدار مثل هذا البيان وإنما أراد الضغط على كل الأطراف لإيقاف الصدامات المحتملة وما قد يسيل بسببها من دماء، ولكن بدى وكأن هذا يتعدى على مقام ومكانة الرئاسة ولعل هذا مما دفع بمعارضى الرئيس لاعتباره انتصاراً لهم.
خامساً: يعرف الجيش أنه من المستحيل إغفال وجود القوى الإسلامية العريضة وداعميها خاصة فى صعيد مصر وسيناء وأن المواجهة معهم لن تكون سهلة فى حالة محاولة الإطاحة بالرئيس المنتخب ومؤسسات الدولة ونظامها القانونى، وربما كان من أهداف البيان جس نبض تلك القوى واختبار حضورها بالشارع.
سادساً: نرى أن الجيش سيتقدم بخارطة طريق بالفعل ولكن بعد موافقة الرئاسة عليها وسيضغط بالتالى على بقية التيارات المعارضة للقبول بها وعنده بلا شك من القوة والفعالية ما يمكنه من الوصول لهذا الغرض، وكذلك نرى أنه لن يتسامح مع من يخططون لهدم الدولة كدولة ووطن من أجل إسقاط الرئيس مهما كان القصور فى أدائه وخاصة من يتعاملون مع بعض القوى فى الداخل والخارج، لتحقيق هذا الهدف مع تيقن المؤسسة العسكرية من هذا بما تمتلكه من مصادر للمعلومات.
سابعاً: من الضرورى نزول الجماهير والقوى الإسلامية بكل قوة لدعم الشرعية السياسية والقانونية والتأكيد على حفظ قيمة الدولة المصرية، وكذلك لابد من الضغط على الرئاسة لتحقيق مطالب الجماهير العاجلة والملحة والضرورية وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد والمفسدين.
ثامنا: على الجميع مراعاة التأنى والتحفظ فى تصريحاتهم تجاه المؤسسة العسكرية والجيش المصرى خاصة فى هذه المرحلة الحرجة والحساسة ونخص بالذكر بعض وسائل الإعلام وبعض الفئات السياسية.
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل”.