الصحف البريطانية: مصر تستعد لرد فعل عنيف مع رفض حلفاء مرسى للنظام الجديد.. مرسى لم يكن كفؤا ووجوده كان ضارا بالبلاد
الجاريان: مصر تستعد لرد فعل عنيف مع رفض حلفاء مرسى للنظام الجديد
قالت الصحيفة إن مصر تستعد لرد فعل عنيف مع رفض حلفاء مرسى للنظام الجديد، وحشد الإخوان المسلمين للاحتجاج اليوم فى الوقت الذى تم فيه محاصرة مئات من أعضاء الجماعة.
وفى إشارة واضحة على الواقع السياسى الجديد فى مصر، فإن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، الذى لم يكن ممكنا المساس به من قبل فى ظل حكم مرسى، كان واحدا من ضمن هؤلاء الذين تم اعتقالهم.
ونقلت الصحيفة عن جهاد الحداد، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، قوله “يتم تصيدنا فى كل مكان فى البلاد، ونجرى مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة لاتخاذ كل الخطوات السلمية الضرورية لإسقاط هذا الانقلاب”، ودعا الحداد إلى سلمية المظاهرات على الرغم من المخاوف من احتمال أن تتحول إلى العنف.
وحذرت الصحيفة من احتمال أن يواجه مرسى تحقيقا الاسبوع المقبل بشأن مزاعم إهانته للرئاسة، ورأت أنها خطوة يمكن أن تنهى أى لآمال للإحياء السياسى.
مصر وضعت أصدقائها الغربيين فى موقف محرج
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة، إن رد فعل الحكومات الأجنبية على تحرك الجيش المصرى ضد مرسى، دخل فى سجال حول الفرق بين “الانقلاب” والتدخل العسكرى، على الرغم من أن لا أحد يجادل فى أن رئيس منتخب ديمقراطيا، حتى إن كان لا يحظى بشعبية، قد تمت الإطاحة به.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيانات الصادرة من واشنطن ولندن وأماكن أخرى عكست الإحراج بالنسبة لهذه المسألة، وتجنب الرئيس الأمريكى باراك أوباما استخدام الكلمة المحرجة لتجنب المخاطرة بالمساعدات الأمريكية لمصر والتى يمكن أن يقطعها الكونجرس.
وقالت إن وزير الخارجية البريطانية استخدم كلمة “التدخل”، فيما حث بشكل براجماتى على أن يكون التحول سريعا وشاملا. لكن هيج أضاف قائلا إنها كانت خطوة شعبية، فيما أشار المسئولون الأمريكيون إلى رغبتهم فى استخدام المساعدات العسكرية السنوية كجزرة لتشجيع الجيش على ضمان عودة سلسة للحكم المدنى،. مجسدا فى قسم رئيس المحكمة الدستورية عدلى منصور لليمين كرئيس مؤقت للبلاد.
التايمز: مرسى لم يكن كفئا ووجوده كان ضارا بمصر
فى عدد اليوم من صحيفة “التايمز” البريطانية قال الكاتب أمير طاهرى، إنه عندما بدأ الربيع العربى كان البعض يتخوفون أن يتحول إلى “شتاء إسلامى”، ولكنه يبدو وأنه تحول إلى صيف ساخن، لافتا إلى أن عزل الدكتور محمد مرسى يعد مطابقا لنحو 40 حالة شهدتها الدول العربية منذ الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن الجيش خلال الخمسين عاما التى سيطر فيها على الحكم فى مصر، كان يلعب بمهارة مع الإسلاميين والعلمانيين على حد سواء؛ فأحيانا كان يتصرف كـ “مدافع عن الإسلام” وأحيانا يوجه خطابه إلى الأمريكيين بوصفه “راعيا للحداثة”.
وأكد طاهرى إن مرسى لم يكن كفئا وأن وجوده كان ضارا بمصر، وأن أصر على اعتراضه على الطريقة التى خلع بها من منصبه، مشيرا إلى أنها أسوأ من وجوده ذاته، حيث ستشجع الجهاديين الذين يقولون إن الدستور الوحيد الذى يحتاجه المسلمون هو كتاب الله والقانون الوحيد هو الشريعة.
ويضيف طاهرى، سيسعد الجهاديين عودة الجيش لأن ما يخشونه هو البديل العلمانى الليبرالى الديمقراطي، ويقول إنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يجتمع حزب النور السلفى مع الجنرالات يوم الاربعاء قبل الاعلان عن إقالة مرسى، ويقول طاهرى إنه اذا تم حظر الإخوان المسلمين مجددا، قد يتحالف الجيش مع السلفيين ويبعد الديمقراطيين الذين بحت أصواتهم فى ميدان التحرير.
وينهى طاهرى مقاله قائلا، إن مصر قد تعود إلى المسار المسدود الذى بقيت فيه خمسين عاما محاصرة بين الجنرالات الفاسدين والجهاديين الطامحين للسلطة، مع تقزم الديمقراطية إلى سراب أو أضحوكة.