مى عز الدين: «وسيلة» تقوم بحملة تمرد على أدوار الطيبة والبراءة
بعد غياب عامين عن الدراما عادت مى عز الدين بمسلسل «الشك» الذى تلعب فيه دور فتاة شريرة تدخل فى صراع مع والدتها وعائلتها، وهذا الانقلاب الذى تمردت به على دور الفتاة الرومانسية البريئة وضعها فى هجوم دائم، بسبب كمية الشر الكبيرة التى فاجأت بها الجمهور.. وفى أول حوار لـ«مى» بعد انقطاع طويل، تحدثت مع “امل مصر” عن سر اختيارها لدور «وسيلة»، ووضع اسمها فى «التيتر».. وعن منافسة المسلسلات والنجوم فى رمضان وعلاقتها حالياً بـ«تامر حسنى» والسينما ومشروع الجزء الرابع من فيلم «عمر وسلمى».
* شخصية «وسيلة» تحتوى على كمية شر كبيرة جداً ألم تخافى من المغامرة بدور بهذه القسوة؟
– بالعكس كنت سعيدة جداً عندما عرض علىّ دور «وسيلة»..وعندما فاتحنى المنتج محمود شميس وطارق صيام والمؤلف أحمد أبوزيد بأن هناك نقلة نوعية ومغامرة قد تكون محفوفة بالمخاطر تحمست أكثر وشعرت أننى وجدت ما أبحث عنه، لأن منطقة الشر هى المنطقة الدرامية الوحيدة التى لم أجربها ولو مرة واحدة فى حياتى.. ومنذ عامين تقريباً كنت أفكر بعمق وسألت نفسى ما الدور الذى لم أقدمه حتى الآن؟ وقد يكون تغييراً جذرياً فى شخصيتى الفنية، واكتشفت أن الشر هو المنطقة التى أحتاج أن أخوضها.
* وما سر حصر المنتجين والمخرجين لك فى نوعية واحدة من الأدوار لا تخرج عن نطاق الفتاة البريئة والرومانسية؟
– هناك عدة أسباب، أهمها أن بدايتى وشكلى وملامحى وشخصيتى الفنية سارت فى هذا الاتجاه منذ أول أعمالى الفنية، سواء فيلم «رحلة حب» أو مسلسل «أين قلبى».. وهذا نوع من الاستسهال أن يظل المخرجون والمنتجون يطلبون ممثلة نجحت فى دور معين فى نفس الدور طوال الوقت، كما أن معظم صناع الدراما أو السينما يخشون المغامرة ويحسبون حساب الجمهور وتقبّله لممثل معين فى أدوار مخالفة لتلك الأدوار التى اشتهر بها، والموضوع يحتاج جرأة ومغامرة من المنتج والمخرج حتى يغير الفنان من جلده تماماً، وأشكر المؤلف أحمد أبوزيد والمنتج محمود شميس وطارق صيام والمخرج محمد النقلى لأنهم غامروا وفكروا فى أن ألعب شخصية «وسيلة» الشريرة ووثقوا فى قدراتى التمثيلية، خاصة أن شر هذه الفتاة ليس له علاقة بقضية عامة أو فساد عادى بل يخص والدتها وعلاقتها بها، وفكرة الأسرة وصِلة الرحم، وهذه منطقة شائكة جداً.
* هل كانت هناك محاولات منك لتخفيف جرعة الشر حتى لا يكرهك الجمهور فى دور الابنة الجشعة العاقة؟
– لم يكن هناك أى محاولات منى لتخفيف الدور، بالعكس طلبت من المؤلف أحمد أبوزيد أن يزيد الشر والجرعة كما يريد، وكان يقترح علىّ بعض المشاهد ويقول أرى أن نخففها أو يكون رد فعل «وسيلة» أبسط، وهنا أقول له أترك نفسك كما تريد فى كتابة الشر، وهات ما عندك دون أى تردد أو خوف من رد فعلى، فأنا على استعداد لعمل أقصى مراحل الشر الموجودة فى خيالك، ولهذا كتب أحمد أبوزيد المسلسل دون أى خوف من رد فعلى تجاه الشر، وما يطمئننى أننى لم أبدأ حياتى الفنية بدور شر، بالعكس منذ ثلاثة عشر عاماً وأنا أمثل أدواراً هادئة وطيبة ورومانسية، لهذا أمتلك خلفية لا بأس بها لدى الجمهور، لكن إن كانت بدايتى أدوار شر كان يمكن أن يكرهنى الناس أو «يقفلوا منى».
* اسمك على «التيتر» جاء بعد معظم الأبطال مسبوقاً بكلمة مع مى عز الدين فما سبب هذا الترتيب رغم أنك بطلة العمل؟
– ترتيب الأسماء بـ«التيتر» منطقى جداً، وجاء بمنتهى الرضا منى، ورأيت أن اسم حسن فهمى ورغدة لا بد أن يكونا فى المقدمة مهما كان بطل الأعمال، فهذا جاء تقديراً منى لهما ولتاريخهما الطويل، والجمهور سيحترم النجمة التى تلعب بطولة العمل إذا احترمت النجوم الكبار وكرمتهم بوضع أسمائهم قبلها لأن هذا تقدير لنجوميتهم، وفى نفس الوقت ليس تقليلاً منى، كما أننا فى زمن يمكن أن لا يوضع اسمك على «التيتر» نهائياً رغم أنك بطل العمل، فالناس تعرف من بطله دون وضع الأسماء أو ترتيبها.
* ما سر قبولك مسلسل بطولة جماعية بكل هذا القدر من الممثلين رغم أنك لعبت بطولة مطلقة وتكتب لك أعمال مخصوصة فى الدراما؟
– الجميع يعرف أننى أقوم ببطولة مسلسل أو فيلم كل فترة، لذلك فأنا أجلس فى بيتى كثيراً وأقوم بدور المشاهد، أرى ما يعرض وأفكر وأحلل، وقد لاحظت أن البطولات المطلقة التى يظهر فيها النجم فى كل مشهد ومنذ الحلقة الأولى لآخر مشهد فى الحلقة الأخيرة تصيب الناس بالملل، لم أعد أطيق أن أرى شخصاً واحداً أمامى فى كل المشاهد..وهذا ما طبقته على نفسى رفضت أكثر من بطولة من هذا النوع المطلق، وفضلت أن أكون ضمن فريق عمل كبير ومتنوع حتى يشتاق لى الناس وينتظروا مشاهدى ويكون لى رونق مختلف وجذاب، كما أن وجود خطوط درامية متنوعة يجعل المشاهد يستفيد من موضوعات مختلفة ولا يشعر بالملل بينما الموضوع الواحد والنجم الواحد الذى يدور فى فلكه الجميع يصيب الناس بالتخمة ولم يعد مقبولاً على الإطلاق من الجمهور، لذلك قررت أن أكون نجمة وسط نجوم وفضلت البطولات الجماعية، وبصراحة المخرج محمد النقلى رجل شديد الاحتراف، لذلك كنا جميعاً تحت إدارته أسرة حقيقية وفى نفس الوقت الأجواء الإنسانية رائعة وهذا ظهر على الشاشة كما استطعنا إنجاز العمل دون أى شعور بالضغوط أو الملل وهذا يحسب لهذا الرجل.
* وكيف كان التعامل مع «رغدة» خاصة أنها كانت تمر بفترة عصيبة قبل التصوير بسبب آرائها السياسية؟
– «رغدة» ممثلة كبيرة ومحترفة وبسيطة جداً وفطرية وعندما بدأنا التصوير كانت تصور مع «صابرين» فى ديكور منزل «صابرين» ثم بدأت مشاهدنا معاً، وكانت هادئة ورائعة فبمجرد دخولها التصوير لا نرى إلا الأم «سامية» بتفاصيلها ولم يكن هناك أى نوع من القلق أو التوتر بالعكس بمرور الوقت اكتشفنا روحها المرحة والتلقائية.
* هناك عدد كبير جداً من المسلسلات يعرض فى رمضان لكبار النجوم.. كيف ترين وضعك من هذه المنافسة؟
– لا أفكر فى غيرى أفكر فقط فى نفسى وفى تجويد عملى لأننى لو فكرت فى غيرى سأرتبك، لكن أضع طبعاً المنافسة فى حساباتى ما دامت شريفة وإيجابية وتدفعنا للأمام، وفى النهاية أعرف أن لكل نجم جمهوره ولكل مسلسل طعماً مختلفاً عن الآخرين.
* وسط المسلسلات المبهرة التى تعتمد على الأكشن والتصوير الخارجى والموضوعات المركبة لماذا اخترت الدراما الكلاسيكية لتقديمها؟
– البطل أمامى وفرس الرهان هو الحدوتة أو السيناريو، لذلك حكمى على العمل يتم بناؤه على هذه الجزئية فى المقام الأول، لأننى أدرك جيداً أن المشاهد المصرى شخص بسيط جداً يحب أن يرى حكاية مفهومة وبسيطة وينصرف عندما يجد تعقيدات أمامه، لهذا أنا أراهن على الدراما الكلاسيكية القائمة على التسلسل البسيط، وستظل الدراما الكلاسيكية هى العمود الفقرى للدراما بوجه عام لكن هذا لا يمنع أننى أرحب بالتطوير فى التقنيات والكاميرات ولو أن كل هذا مضاف إلى الحكاية الدرامية «خير وبركة»، لكن أحياناً يأتى التجويد فى الشكل والتقنيات والتصوير الخارجى على حساب الحكاية، وهذا غير مقبول بالنسبة لى.
* وما رأيك فى الهجوم السينمائى من النجوم والكتاب والمخرجين على الدراما؟ وكيف أثر ذلك على شكل الدراما وتطويرها؟
– لا أعتبر وجود نجوم السينما فى التليفزيون هجوماً أو شيئاً له سبب، بالعكس، فمعظم النجوم كانوا يطلون كل فترة على الدراما التليفزيونية كضيف أو زائر خفيف، وربما تكدسهم فى العامين الماضيين بعد المشاكل التى تعانى منها السينما ليس سببه أحوال السينما بقدر ما هو صدفة بحتة، أو أن الظروف أصبحت تسمح بذلك الآن، وأعتبر وجودهم شيئاً إيجابياً جداً، لأنه صعد من حدة المنافسة والجودة، ولكننى لا أعتبر وجود السينمائيين هو الذى غيّر شكل الدراما بل هذا هو التطور الطبيعى بفعل الزمن واستحداث تقنيات جديدة تستخدم فى العالم كله فى الدراما، وكان لا بد أن يدخل للدراما المصرية.
* وهل أنت راضية عن تجربتك الأخيرة فى مسلسل «آدم» رغم أنها لم تتناسب مع اسمك؟ وما مصير الأجزاء القادمة من فيلم «عمر وسلمى»؟
– طبعاً أنا راضية جداً عن مسلسل «آدم»، وكان لا بد أن أقف إلى جوار «تامر» فى أى تجربة تليفزيونية لأننى ابنة التليفزيون، بينما هو ضيف فقط، وبالنسبة للسينما ليس لدىّ أى خطط لها حالياً، كما أننى أشعر بعدم رغبة تماماً فى العمل السينمائى حالياً ليس بفعل الظروف السيئة ولكن لا أشعر بحماس سينمائى على الإطلاق، ومصير «عمر وسلمى» غير معلوم حتى الآن، فلم نتفق على أجزاء جديدة ولكن قد يحمل المستقبل مفاجآت، خاصة أن الناس ما زالت تطلب المزيد من أجزاء «عمر وسلمى»، وأنا لا أنكر أن معظم نجاحى حققه تعاونى مع تامر حسنى فى هذه السلسلة من الأفلام.