الكويت تنتخب أعضاء مجلس الأمة بإشراف قضائى ورقابة دولية.. غداً
تشهد الكويت غداً السبت انتخابات مجلس الأمة لاختيار 50 عضواً بالمجلس من بين 418 مرشحاً بينهم ثمانية مرشحات.
وقال المستشار أحمد العجيل رئيس محكمة الاستئناف ورئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات أن عملية الاقتراع ستبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء ولن تتوقف بأى شكل من الأشكال حسب قانون الانتخاب، لافتاً إلى أن اللجنة قامت بتوزيع رجال القضاء وأعضاء النيابة العامة لرئاسة اللجان الرئيسية والأصلية والفرعية بصفة أصلية واحتياطية وعددهم 803 قضاة ووكلاء نيابة بينهم 462 قاضياً بصفة أصلية و341 قاضياً بصفة احتياطية، مشيراً إلى أن وقت الإفطار لن يؤثر فى سير العملية الانتخابية وستظل عملية التصويت مستمرة وإذا رغب أحد القضاة فى الإفطار أو أداء الصلاة يحل محله قاضى الاحتياط.
وأكد العجيل حق منظمات المجتمع المدنى المحلية والدولية المشاركة فى مراقبة الانتخابات مع وسائل الإعلام ودخول لجان الاقتراع بالاتفاق مع رؤساء لجان الانتخابات لتفقد سير العملية الانتخابية، معرباً عن ثقته فى دور تلك الجهات فى تحرى الحقيقة عند تغطية العملية الانتخابية لنقل صورة صادقة ومعبرة عن الوجه الحضارى الذى تحرص عليه الكويت، ودعا رؤساء اللجان الانتخابية إلى تحمل مسؤولياتهم بالصبر والأناة.
وقد كلفت الحكومة الكويتية جمعية الشفافية وهى مؤسسة أهلية باستضافة فريق دولى لمراقبة الانتخابات التى شابت حملات المرشحين فيها خروقات تتعلـق بشراء أصوات فى ثلاث دوائر انتخابية، وقال ناصر العبدلى، رئيس الجمعية الكويتية لتنمية الديمقراطية، إن الانتخابات الكويتية معروفة بأنها دائماً يوجد بها شراء للأصوات كما أن هناك تجاوزات تتمثل فى فتاوى تصدر من رجال دين للتأثير على طوائف السنة أو الشيعة.
من جانبه، أعرب ناصر الشليمى، رئيس الجمعية الكويتية لمتابعة وتقييم الأداء البرلمانى، عن اعتقاده بأن إمكانيات الحكومة غير قادرة على اجتثاث الفساد فى العملية الانتخابية.
وتبقى إشكالية الشفافية والنزاهة ملازمة لكل انتخابات، والحل برأى مراقبين ميثاق شرف يحارب الظواهر السلبية من المشاركين كافة لكنها تبقى فكرة مثالية صعبة التطبيق.
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة كونها تجرى بعد حل مجلس النواب للمرة الثانية خلال عام واحد، والسادسة خلال خمسة أعوام، كما أنها تجرى فى ظل تحصين دستورى للمرسوم الذى أصدره أمير البلاد بتطبيق نظام “الصوت الواحد”، بعد أن قضت المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الأمة الذى جرى انتخابه وفقا لنظام كان يسمح للناخب الواحد بالإدلاء بصوته فى كل دائرة من الدوائر الخمس فى الكويت.
وكان الشيخ سلمان صباح السالم الصباح وزير الإعلام الكويتى قد أكد أن الحكومة اتخذت كل الإجراءات ووفرت كل التيسيرات لتنفيذ حكم المحكمة الدستورية، كما وضعت الدولة الاستعدادات من قبل المؤسسات المعنية لتوفير أجواء انتخابية مناسبة، خاصة فى ظل إجراء الانتخابات فى شهر رمضان ودرجات الحرارة المرتفعة التى تصل إلى نحو 50 درجة مئوية فى وسط النهار، معربا عن أمله فى أن تجرى عملية الاقتراع فى الاتجاه الصحيح.
وحول توقعاته بالنسبة للمشاركة فى الانتخابات، قال الشيخ سلمان إنه ليس بوسعه تحديد نسبة معينة للمشاركة، ولكنه توقع أن تكون المشاركة كبيرة فى ظل حرص المواطنين الكويتيين الشديد على المشاركة فى هذا العرس الانتخابى، للمساهمة فى انتخاب من يستحق الوصول إلى المؤسسة التشريعية المهمة، والمساهمة فى صناعة المستقبل الكويتى من خلال التعاون مع السلطة التنفيذية.