لقاء الأحبة
مساء مقمر بين نسمات الشتاء الباردة، وبين كوب من الشاي..يبعث الدفء والحيوية فى يدى المرتعشتين بردا وشوقا، لكتاباتى، وأنا بجانب مدفأتى أوقدها لأتنعم بدفئها.. وتزيل عنى البرد المتراكم فى جسدى دون باطنه…هامت روحى بالخيال وشردت معه بعالم الأحلام، وتاهت أفكارى بكلماته وأحرفه وسرت معها بملكوت الرحمن… فغسلت قلبى بصدق إحساسه، ومسحت جبينى بنور أشعاره، وتاهت نفسى بجمال أحرفه التى زادتنى يقينا وإيمانا.
كان يكتب لى بنبضات القلب وروعة الكاتب وأمير الشعراء.. أحرفه دواء وغذاء وبلسم للشفاء وتهذيب للروح والنفس… كلماته باتت تروينى وهى ظمأ الحياة .. يسكب فيها سحر الآهات و يرسم أحرفه بكل بهاء.. ويجعلها تطير مع نسمات الهواء، لتصل إلى قلبى بحب وشغف وإبداع.
أرجوك يا سيدى رفقا بمثلى من الضعفاء فقد توجتنى ملكة لها تاج.. وسقيتنى من قطرات نبعك العذبة بكل اعتزاز.. ورسمتنى بدرا تعشقه صيفا وشتاء.. وجعلتنى شمسا تنعم بدفئها، أيام الشتاء ووصفتنى بسحر الحروف التى تكونت منها الحياة.. ونطقت باسمى بأنه سر الوجود.. وهو يروى ظمأك.. ويعبر بحبك كل الحدود.
ويحطم بلقائك كل السدود.. ويرتوى من نهرك بكل دلال، أنا حلمك لتحارب وتجاهد وتحظى بلحظة لقاء… وتنتصر على حروب نفسك لتفوز بدرتك ولو بلحظة خيال… وتقول لليل سحقا فقد طال الانتظار.. وللبدر عشقا لهذا الجمال وللأحرف أهلا معها نكتب أجمل الألحان.
فهل أستحق يا فارس كلماتى..أن تحتوينى بقلبك وتهبنى العطاء.. وتنثر حبك بفؤادى بكل صدق دون خداع أو رياء وأتعطر من عبق حروفكم وأطير بها مع نسمات هواء قلوبكم، وأحلق بها بالفضاء… وأجعل تواصلكم هو نفسى وهوائى الذى يسحر الألباب… فلا يمكن نسيانكم بكل الأوقات بفرحى وحزنى وألمى أتذكركم، وأمنى نفسى بهذا للقاء… عذرا مولاى..لا أتقن لباس القناع ولا إخفاء مشاعرى تحت الرداء ولا أحب أن يقطف قلبى من بين ضلوعى ثم ترميه بازدراء … لأنك كل الحياة… فكلماتك لا أسمعها بأذنى بل بكل خلجات قلبى وبكل الأنفاس وبكل ما تحتويه أنوثتى.. لأننى منها أضئ شموعى، وأنثر أوراقى وأذرف دموعى و أحلم بهذا اللقاء.