رضوى اخترقت ملكوت التنورة.. ألوان التنورة وتواشيح المدد بلمسة “بناتى”
دورة بعد أخرى تفصلها عن الأصوات والعالم من حولها، ابتسامة عريضة خطوات ثابتة متزنة نظرة متحدية هى ما يميزها عن غيرها فى عالم الدوران بين صفوف المتصوفين وراقصى التنورة، ألوان تنورتها التى حملتها بثقة رغم أنف المجتمع هى ما تحدث بها الآراء الرافضة ودهشة الجماهير، واقتحمت بها ملكوت المولوية ورقص التنورة وعالم التواشيح، الذى اقتصر على الرجال قبل أن تطرقه “رضوى” بقوة بحركاتها الانسيابية وقدرتها على الثبات فى حركات دائرية متلاحقة تتعلق بها الأنظار وتتابعها الأعين بشغف، حتى انتهاء العرض الذى تقف فى نهايته رضوى بأنفاس لاهثة تحمل فى عينيها نظرة فخر أمام تصفيق الجماهير الذى حصلت به على لقب “راقصة التنورة الوحيدة فى مصر”.
ملامحها الجريئة التى تحمل تحد صارخ اعتادت “رضوى سعد الدين” مواجهة العالم به، هى بداية ما يجذبك لمعرفة تفاصيل حياة الفتاة المصرية التى اختارت لقب “راقصة التنورة”، دخلت عالمها بقوة واحتفظت لنفسها بطابع خاص عرفت به بين جماهير التنورة بعد أن قررت تحدى القيود التى لم تعطى للفتاة مجالاً على مسرح التنورة بين المتمايلين على إيقاع التواشيح، حركاتها المميزة وطلتها التى تبدلها كل ليلية هى ما أضافت عليها طابعاً أنثوياً صافياً أمتزج بها طابع التنورة المصرى الذى خرجت منه رضوى بشكل جديد من عروض التنورة “البناتى” التى احتلت فيها مساحتها الحرة.
“التنورة الحاجة الوحيدة اللى بخرج فيها طاقتى وبعشقها” هكذا بدأت رضوى حديثها لـ”اليوم السابع” عن حكايتها مع التنورة منذ عام 2008 والتى تحكى “رضوى” تفاصيلها قائلة: الحكاية بدأت منذ انضمامى لمبادرة تكوين فريق “تنورة” من الفتيات بقيادة “سامى السويرسى” واحد من مشاهير مدربى التنورة، بدأت الفرقة بمجموعة من الفتيات من مجالات مختلفة وكنت من ضمنهم بعد عدة سنوات توجهت خلالها للتمثيل والفنون العشبية.
بداية الفرقة التى لم تكتمل هى نقظة الانطلاق التى خرجت منها رضوى للاشتراك فى فرقة النيل للفنون الشعبية ثم فرقة المولوية المصرية كأول فتاة تحترف لف التنورة فى مصر.
نظرة المجتمع التى رفضت الفتاة التى تخرج على مسرح للدوران على دقات الطبلة وتواشيح المدح، والخوف من رد فعل الأهل هو ما تحكى عنه رضوى من تفاصيل ما مرت به فى رحلتها مع التنورة قائلة: فى البداية واجهت نظرة المجتمع التى اندهشت من الفتاة التى تحترف الدوران، نظرات متفحصة وعبارات دهشة اعتدت التعامل معها لتحقيق ما أتمنى الوصول إليه، إلى جانب الخوف فى البداية من اعتراض والدى على فكرة الاتجاه إلى لف التنورة كمهنة أساسية أسعى دائماً إلى تطويرها”.
“استعراضية ومولوية، صوفية” هى الأنواع الثلاثة لدوران التنورة التى تحركت بينهما “رضوى بانسيابية مطلقة، على مسارح البيوت الثقافية المصرية واحداً تلو الآخر بين دار الأوبرا وبيت السحيمى، وقصر الأمير طاز، وغيرها من البيوت التى انتقلت منها إلى الخارج على مسارح المغرب وتركيا وغيرها من الدول التى دارت رضوى فوق مسارحها بالانسيابية ذاتها والاتزان الذى احترفت التمسك به على المسرح، لم تعطى بالاً لمن رفض كونها فتاة تردتى التنورة وتدور بها كما يفعل الرجال، فى عقلها ظلت الفكرة قوية تستحق التحدى، وضعتها أمامها فى حلم بعيد لم تكن تتوقع تحقيقه، وفى قلبها امتزجت مشاعر مختلطة عن فن الروح الذى تمارسه رضوى ببراعة من احترف الدوران بلمسات “بناتى” خاصة بها.