الرئيس يلتقى الفضالى وممثلى الفلاحين ويكرم عالمة فرنسية.. ومتحدث الرئاسة: “منصور” يلتقى موسى غدا لتسلم مشروع الدستور
استعادت مؤسسة الرئاسة نشاطها اليوم الاثنين، بعد أن شهدت حالة من الخمول دامت أسبوعا عقب إصدار القانون الخاص بتنظيم الحق فى الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات السلمية الذى صدر الأحد قبل الماضى.
وعقد المستشار عدلى منصور اليوم عددا من اللقاءات فى مقدمتها لقاؤه، بالمستشار أحمد الفضالى، منسق الوفد الشعبى للقوى السياسية الذى زار روسيا مؤخرًا، ومنسق تيار الاستقلال، وذلك قبل توجه الوفد إلى الصين.
واستعرض الرئيس مع الفضالى أبعاد وأهداف زيارة الوفد الشعبى إلى الصين، ونتائج زيارة الوفد إلى روسيا وأهمية دور القوى السياسية فى الرد على المزاعم والمؤامرات التى تُحاك بمصر، وأبعاد المشهد السياسى الراهن، ودعم تنفيذ خارطة مستقبل مصر، وذلك ظهر اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية.
وأشاد الرئيس منصور بدور الوفد الشعبى للقوى السياسية، واعتبره نموذجا لما يجب أن تقوم به القطاعات الشعبية خارج السلطة التنفيذية، فى تحقيق وخدمة المصالح المصرية فى الداخل والخارج، مؤكدا انتهاء العصر الذى كانت تحتكر فيه قوة واحدة أوتيار بعينه لكل أشكال السلطة.
كما دعا كافة الأطياف والقوى الشعبية إلى اعتماد منهج الوفد الشعبى للقوى السياسية فى خدمة المصالح المصرية، والتعاون مع الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة خلال المرحلة الانتقالية.
من جانبه قال الفضالى، إن الرئيس عدلى منصور يستقبل الوفد الشعبى، عقب عودته من الصين مباشرة، بمقر رئاسة الجمهورية، لبحث ما توصل إليه الوفد من مباحثات.
وفى سياق آخر التقى الرئيس منصور اليوم محمد برغش ومجموعة من ممثلى الفلاحين وقد استهل برغش اللقاء بالإعراب عن تقديره للرئيس لحرصه على الالتقاء بممثلى الفلاحين والذى يمثل فى حد ذاته رد اعتبار للفلاح المصرى، ويشير إلى مرحلة جديدة للعلاقة بين الدولة المصرية والفلاحين.
وتم خلال اللقاء تناول المادة 29 المستحدثة بمشروع الدستور الجديد الذى انتهت منه أمس لجنة الخمسين، ارتباطا بما تتضمنه من حماية لحقوق ومصالح الفلاحين.
ورداً على استفسار الرئيس عن مدى رضاهم عن النص، أكد ممثلو الفلاحين على رضاهم عن مشروع الدستور الجديد، مؤكدين أن أوضاعهم به أفضل من دستور 2012 المعطل، معربين عن تأييد جموع الفلاحين لثورة 30 يونيو وخارطة مستقبل مصر.
كما تم خلال اللقاء استعراض المشكلات المختلفة التى يواجهها الفلاح المصرى، والتى جاءت نتيجة لتراكمات على مدار عقود طويلة انصرف فيها الممثلون النيابيون للفلاح المصرى عن مصالحه وحقوقه.
وتناول وفد ممثلى الفلاحين مع الرئيس مشاكلهم المختلفة سواءً فى أراضى الدلتا ووادى النيل ذات التربة الطينية الخصبة أو الأراضى الصحراوية، مثل ديون الفلاحين وما يرتبط بها من غرامات تأخير وفوائد، بالإضافة إلى الرسوم الخاصة باستصدار كشوفات الحساب، وتوزيع الأراضى الصحراوية، ووصول المرافق لتلك الأخيرة، وارتفاع رسوم التسجيل، وانخفاض أسعار المحاصيل ولا سيما محصول قصب السكر، فضلاً عن أهمية توافر الأسمدة والكيماوى بأسعار مناسبة.
كما أعرب وفد ممثلى الفلاحين عن أمله فى أن يصدر الرئيس قراراً بإنشاء نقابة مهنية للفلاحين، فضلاً عن النظر فى إمكانية إيقاف تنفيذ جميع الأحكام المتعلقة بالديون المستحقة على الفلاحين لمدة عام.
من جانبه أكد المستشار عدلى منصور، حرصه على توفير أفضل مناخ للفلاح المصرى، مشدداً على ما يوليه من أهمية للزراعة باعتبارها أحد محددات الأمن القومى المصرى حيث وعد ببحث كافة مطالب الفلاحين مع الجهات المعنية بالدولة للوقوف على مدى إمكانية تنفيذها فى أقرب فرصة.
وفى مسار آخر استقبل منصور الدكتورة مارى فرانسواز كوريل، مدير الدراسات بوحدة تنظيم ونشر المعلومات الجغرافية بالمدرسة العملية للدراسات العليا بفرنسا، حيث منحها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
حضر المقابلة اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ونيكولا جالية، سفير فرنسا لدى جمهورية مصر العربية، والدكتورة هالة بيومى، نائبة مدير مركز بحوث العلوم القانونية والتاريخية والاجتماعية الفرنسى CEDEJ.
وخلال تكريم الرئيس لها، ألقت كوريل كلمة، فيما يلى نصها:
“سيادة رئيس جمهورية مصر العربية.. إنه لشرف عظيم تمنحنى إياه مصر اليوم، ويأتى على قمة التعاون الدولى الذى قدته خلال مشوارى الطويل فى البحث العلمى، ذلك التعاون الذى تم فى مصر، فهو يمثل نموذج المدينة الفاضلة Utopia وما كان من الممكن إقامته بدون الثقة التى سادت بيننا فى كل مرة.
وأضافت: “سوف أذكر بعض الأمثلة لهذا التعاون العلمى المتفرد الذى وضعنا أسسه سوياً، ولعل من أجمل صور هذا التعاون هو الدراسة الأخيرة التى تابعها شباب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، التى تم من خلالها نقل المعرفة والمعلومات، فهناك اليوم دفعتان عددهما 25 شاباً مصرياً حاصلاً على دبلومة جامعية من المدرسة العملية للدراسات العليا وجامعة كلود برنارد ليون”.
وتابعت:” كما هناك أيضاً صورة للتعاون المتفرد مع المجلس الأعلى للآثار الذى سمح لنا بإعادة صياغة اتفاقية التعاون العلمى بين مصر وفرنسا واستبدالها ببروتوكول تم توقيعه فى احتفالية العيد الأربعينى للمركز الفرنسى- المصرى لدراسة معابد الكرنك عام 2007 فى مدينة الأقصر، وتبع ذلك صور تعاون أخرى مع المجلس الأعلى للآثار ومنها تلك المسماة “العملية المصرية” والتى تم من خلالها استحداث برنامج ديناميكى لإدارة البيانات الأثرية والذى يحتوى على قاعدة بيانات هى ملك خالص لمصر فى المقام الأول”.
وواستكملت الدكتورة مارى:” إننى سيادة الرئيس لأود أن أذكر لسيادتكم أن عشقى وولعى بمصر يرجع إلى زمن بعيد، فعندما كنت أخطو خطواتى الأولى فى الفلسفة جذبتنى حكمة وإنسانية التشريع المصرى القديم، وبعد ذلك بهرنى الإسهام الهائل للمدرسة السكندرية فى الفكر الفلسفي. ووفقاً لما ذكره الفلاسفة العرب، يوجد ضمير مستمر للإنسانية ومصر شاركت وتشارك بقاسم كبير فى هذه المنظومة.
سيدى الرئيس، مازال لدينا الكثير نتعلمه من مصر”شكراً سيادة الرئيس”.
الجدير بالذكر أن هذا التكريم للدكتورة الفرنسية مارى فرانسواز كوريل لعطائها العلمى وتعاونها مع الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة يأتى بناء على اقتراح الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء.
فيما صرح السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عدلى منصور يستقبل ظهر غدا، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، عمرو موسى، رئيس لجنة الخميس، حيث يسلم الرئيس مشروع الدستور الذى أقرته اللجنة أمس الأول من ديسمبر الجارى.
ومن المقرر أن يلقى عمرو موسى بياناً صحفياً بمقر رئاسة الجمهورية عقب اللقاء.